انتهى الماراثون الرمضانى الدرامى والبرامجى ولكن لم ينته معه الحديث عن حصاده وماذا تحقق منه بعد شهر من المتابعة والمشاهدة.فى البداية يقول د.محمد المرسيأستاذ الإعلامبجامعة القاهرة: لم تعد لدينا خريطة برامجية خاصة لرمضان بمعنى أن الخريطة تعنى برامج تتناسب وهذا الشهر وطبيعته منأعمال برامجية ودرامية ولكن هذا لم يكن موجودا على الإطلاق فليس هناك التزام بمعايير محددة أو واضحة فنجد برامج لا تختلفكثيراعما يقدم على مدار العام بل العكس يزداد من سطحيتها وتجاهلها لمتطلبات المشاهد وما ينتظره من برامج خاصة سواء ترفيهية ومسابقات وأفكارا سريعة بعيدا عن النمطية وهذا لا يعنى الخروج عن المألوف بل التجديد والابتكار فى إطار ما يفرضه طبيعة هذا الشهر. ويؤكد: رغم كل التطور التقنى والاستحداث إلا أننا نتراجع بل إن الشاشة كانت فى الماضى أفضل لذا اتجه المشاهد لقناة ماسبيرو زمان بحثا عن برنامج يا تليفزيون يا أو مسابقات عمو فؤاد ومسلسل بوجى وطمطم والمسحراتى وغير من روحانياترمضان. ويضيف: أما الأعمال الدرامية فحدث ولا حرج غالبيتها أن لم تكن جميعها ليست لها أى علاقة بشهر رمضان، فهى للمتاجرةولا تحمل حتى القيم الإنسانية البسيطة فالبلطجة والقوة وترسيخ فكرة غياب القانون هو القاسم المشترك فى الأعمال الدرامية. ويرى المرسي أن الرادع الوحيد لهذه المهزلة التى تتكرر كل عام هو تفعيل دور الأعلى للإعلام ولا يكتفى بمجرد رصد الأخطاءبل اتخاذ إجراءات واقعية وحاسمة تطبق على القنوات المخالفة التى تبث أعمالا سواء برامجية أو درامية لا تلتزم بالمعايير المحددة. ويشيرد. صالحمحمد صالح، أستاذ الإعلام التربوى جامعة العريش قائلا: الأعمال الرمضانية لا تصلح لرمضان فقد أصبحت أداة لتصدير أفكار مغايرة تماما عن مجتمعنا وتستغل فرصة تجمع أكبر نسبة مشاهدة وحول الشاشة الرمضانية والتى تعتبر النافذة الرئيسية للمتعة فى هذا الشهر لتبث سموم أفكارها من بلطجة وغياب القانون وتدعيم فكرة القوة والعنف والكارثة الكبرى أن يتم ذلك ليس فقط من خلال المشاهد بل من خلال الحوار وعلى لسان نجوم كبار ويجسدون شخصيات من المفترض أنها على قدر من الثقافة فى أحداث المسلسل وهنا تكون الرسالة مرعبة وسامة ومدمرة لعقول أبنائنا. ويضيف: أما عن البرامج فهى كارثة، لأنها لا تستخف بعقل المشاهد فقط بل تقدم صورة مشوهة عن القوى الناعمة، سواء من خلال برامج المقالب أو من خلال برامج(الردح والفضح) وتستغل فى المزايدة لتحقيق الإثارة حتى لو على حساب عاداتنا وتقاليدنا؟ ويؤكد د. صالح: لذلك لابد من وقفة حاسمة من خلال الجهات المعنية لوضع النقاط على الحروف فالشاشة هى أهم وسيلة لتقديم صورة صادقة عنا وتقديم رسالة آمنة لمجتمعنا ويرى الكاتب بشير الديك أن الإعلانات أفسدت المتعة بأى شيء فقد أصبحت زائدة عن الحد لدرجة أننى لا أتابع الشاشة بل أتجه لمتابعة العمل الذى أتوقع منه أن يكون جيدا من خلال المواقع على الإنترنت فلقد تحول غول الإعلانات إلى سرطان يقضى على متعة المشاهد وأعتقد أن الغالبية يشعرون بالملل ويعزفون وتحولت الشاشة الرمضانية إلى شاشة إعلانية. ويضيف عن الأعمال الدرامية: اكتفيت بمتابعة عمل أو اثنين على الأكثر وأعتقد أنهما هما حصاد الماراثون كله وهما مسلسلا (زى الشمس) و(حكايتى) فقد أعاد اكتشاف النجوم ويقدمان حالة مختلفة أما عن البرامج فلا أجد برنامجا رمضانيا بمعنى الكلمة أو حتى برنامجا تليفزيونيا يستحق المتابعة. ويرى بشير الديك: للخروج من هذه الأزمة لابد منوضع سياسة إعلامية يسير عليها الجميع لا يجوز اختراقهاوهذا الأمر يتطلب تفعيل الإجراءات الموجودة على الورق. وترى الناقدة ماجدة موريس: أن الشاشة الرمضانية تحولت إلى شاشة إعلانية ولا عزاء للخريطة البرامجية سواء درامية أو برامجية فأصبح المحتوى الأساسيهو المادة الإعلانية أما المواد الأخرى فهى فاصل لتلك الإعلانات. وقالت: مما يزيد الأمر سوءا هو محتوى تلك الإعلانات التى تبث سمومها بأسلوب مباشر أو غير مباشر منها أحد الإعلانات التى تؤكد شعار (أنا ومن بعدى الطوفان) المهم أن تكون أنت وممتلكاتك بخير أما غير ذلك (تولع الدنيا وما فيها) أو إعلانات الكسب السريع والفهلوة بالإضافة إلى ظهور النجومفى إعلاناتالتبرعات. وناهيك عن إعلانات التجمعات السكنية الفارهة للطبقة المرفهة متناسين ومتجاهلين أنهم يخاطبونمتلقى من الطبقة الوسطى وربما أدنى كل حلمه فى وحدة سكنية آمنة سواء له أو لابنه. وتتساءل ماجدة موريس: أين دور الأعلى للإعلام الذى طالعنا قبل الموسم الرمضانى بأيام وأعلن عن المساحة الزمنية المحددة وتشديد الرقابة على المحتوى وللأسف خرجت لنا الشاشة أكثر توحشنا عاما بعد عام لخدمة الإعلانات على حساب المشاهد الذى يدفع فاتورة غياب الرقيب، فاصبح فريسة لسرطان الإعلانات؟ وتقول: أما عن الأعمال الدرامية فقد خرجنا من الماراثون بعملين على الأكثر، حيث أرى أن مسلسل (زى الشمس) عمل متكامل يأتى تميزه بأنه يطرح قضايا اجتماعية وإنسانية مهمة وربما المسكوت عنه فاستطاع أن يلفت النظر إليها ومنها التفرقة فى التعامل بين الأخوات وآثارها على تكوين شخصيتهم مثل قصة فريدة ونور أو الخيانة أو التحرش من قبل أقرب الناس ومن أشخاص غير متوقعين، كما تم اختيار أبطال العمل بشكل مناسب جدا، واستطاع المخرج أن يقدم العمل بمعالجة موضوعية حتى لو تم اقتباسه من فورمات. والعمل الثانى هو مسلسل (قابيل) يظهر لنا جيلا جديدا من المبدعين كتابة وتمثيلا وإخراجا وفى مقدمتهم الفنان محمد ممدوح. وتؤكد ماجدة موريس: أما عن البرامج نفتقد برنامجا يليق بالمشاهد يستحق المتابعة فالشاشة الرمضانية ليست ترفيهية أو للتسلية والنميمة والقيل والقال فهناك برامج ثقافية وترفيهية أيضا وتحمل قيمة مثل برنامج (عباقرة العائلات) وتلقى الضوء على قصص نجاحمشرفة وقدوة يحتذى بها بعيدا عن برامج لا قيمة لها إلا النميمة.