يحرص أهل الفيوم مع حلول عيد الفطر أو «العيد الصغير»، كما يطلقون عليه، ممارسة طقوس وعادات تتوراثها الأجيال منذ قديم الزمان، ورغم التطور الكبير فى كافة مناحى الحياة إلا أن تلك العادات المرتبطة بعيد الفطر لاتزال فى محافظة الفيوم. كما تسود أيام العيد أجواء من السعادة والفرحة والترابط الأسرى وصلة الرحم، والعطف على الفقراء، ولا تختلف أجواء عيد الفطر عن باقى محافظات مصر فهناك قواسم مشتركة كثيرة بين مختلف أهالى مصر . وفى يوم الوقفة يحرص أهالى الفيوم، على الخروج والسهر حتى وقت متأخر لصلاة العيد حيث تتوجه الأسر بالفيوم رجال ونساء وأطفال إلى ساحات الخلاء لأداء صلاة العيد وهم يرتدون الجلباب الابيض، بينما يحرص الأطفال على ارتداء ملابس جديدة (لبس العيد)، وبعد الصلاة يتبادل المصلون التهانى حتى أن عددا كبيرا من أبناء الفيوم المقيمين بمحافظات أخرى لظروف العمل، يحرصون على أداء صلاة العيد وسط أهلهم بالفيوم، وتدور حلقات من السمر وتبادل الأحاديث التى لا تخلو من الفكاهة والذكريات الجميلة. وتبقى الزيارات العائلية بعد صلاة العيد بجميع أنحاء المحافظة، حيث يتبادل الأهالى الزيارات، أو يتجمعون فى منزل واحد، ويتناولون الغذاء معا ويتبادلون أطراف الحديث، ويجدون العيد فرصة للود وصلة الرحم والذى تشوه أعباء الحياة وصعوبات العمل فتجعل الأهالى لايتزاورون إلا فى الأعياد. وتكون عطلة العيد للم شمل العائلات المنتشرة بين المحافظات. وتفرغ القاهرة من قاطنيها حيث ينتمى القسم الأكبر منهم إلى جذور صعيدية . ويجتمع أطفال كل أسرة للعب والمرح، وسط أجواء عائلية تسودها المودة والفرح « بحيرة قارون » وترتبط دائما بحيرة قارون بعيد الفطر حيث يتوجه العديد من أبناء الفيوم، إلى ضفاف بحيرة قارون للتنزه والاستمتاع بجمال الطبيعة، بينما يذهب البعض الآخر لشلالات وادى الريان، وفى كل عيد فطر لن تجد موطئ قدم فى تلك الأماكن السياحية المهمة بالمحافظة والتى تعبر عن سحر الطبيعة، كما أنها قريبة من القاهرة، كما أن بحيرة قارون تعد مقصدا سياحيا مهما لأبناء محافظتى بنى سويف والمنيا، كما يتوافد آلاف المواطنين على حديقة الحيوان والأندية والمتنزهات. يحرص أهالى الفيوم على طقوس معينة فى تناول الطعام، أول أيام عيد الفطر، حيث تخصص أكلات معينة عند الافطار أو الغذاء، وهذه الأكلات لم تتغير منذ عشرات السنين بل ارتبطت بفرحة العيد، حيث يتناول الفيومية فى الإفطار الكعك والبسكوت،بينما فى الغداء يحرصون على تناول الفسيخ والرنجة والسردين . وأكد محمد سعيد مصطفى، « موظف «، أن العادات والتقاليد فى عيد الفطر بالفيوم، لم تتغير منذ عشرات السنين رغم اختفاء بعضها حيث كانت تجتمع العائلة بأكملها فتقوم النساء بصنع الكحك بينما يقوم شباب العائلة بالوجه للمخابز أو الفرن لتسويتها، ولكن اختفت تلك المظاهر. أضاف سعد حامد، «فلاح»، إن الاجواء العائلية وتبادل الزيارات أهم ما يميز العيد بالفيوم، حيث يحرص أهالى الفيوم المقيمون فى جميع المحافظات فى الرجوع إلى أصولهم الريفية والتوجه إلى مسقط رأسهم بالقرى لمقابلة الأهل والأصدقاء فى أجواء تتميز بالحب والود وصلة الأرحام.