إن الناظر فى أحوال الناس اليوم يجد أن هناك سلوكيات خاطئة وغير لائقة تصدر من بعض ركاب وسائل النقل العامة على اختلاف أنواعها فقد ترى رجلًا كبيرًا فى السن، أو امرأة عجوزًا تقف أمام شباب يجلسون، فيصطنعون النوم، أو يتظاهرون بالانشغال وعدم رؤيتهم ولا يقومون فيجلسونهم احترامًا وإجلالًا لكبر سنهم وشيبتهم وعجزهم، ناهيك عن جلوس الأطفال بجوار آبائهم وأمهاتهم، ولا يقولون لهم: قم وأجلس هذا الرجل الكبير، أو تلك المرأة العجوز، ومن السلوكيات المؤسفة كذلك التحدث والضحك بصوت عال مبالغ فيه، والهزار بألفاظ نابية تخدش حياء الجالسين، ومنها وضع الأقدام على المقاعد وقد يُجلس الوالدان أطفالهم بجوارهم بأحذيتهم موضع جلوس الركاب دون مبالاة، ومنها الجلوس فى الأماكن المخصصة لفئات معينة خلافا لأحقية الشخص المستخدم لها، ومنها التدافع عند الصعود والنزول، ومنها مزاحمة الرجال للنساء والتحرش بهن، ومنها النظر إلى هاتف من بجوارك أثناء قراءة الرسائل الخاصة به أو النظر فى ورق يقرأه أو فى جريدته ومنها الجلوس على أكثر من مقعد دون مبالاة، ومد الرجلين على الكرسى الذى فى الأمام، ومنها التحدث فى الهاتف المحمول بصوت عال يزعج الآخرين، ومنها التدخين سواء من السائق أو من الركاب، ومنها عدم التقيد بدرجة التذكرة ، ومنها فتح النوافذ دون الاستئذان ممن بجوارك، ومنها إخراج اليد أو الرأس من النوافذ، فبالإضافة إلى إمكان تعرضه للخطر، فإن ذلك مناف للذوق العام، ومنها تناول الأطعمة والمشروبات فلربما كانت ذات رائحة تؤذى الآخرين، ومنها التهرب من دفع الأجرة المقررة لاستخدام المواصلات العامة، ومنها استخدام المصاعد أو السلم الكهربائى بطريقة غير سليمة، ومنها الكتابة على الجدران أو قطع تنجيد المقاعد، ومنها الوقوف فى الممرات دون داعٍ لذلك فيتسبب فى عرقلة من يريد النزول، ومنها عدم الالتزام بتعليمات السلامة، خاصة فى الطيران كإغلاق الموبايل وعدم استخدام الأجهزة الإلكترونية.. إلخ ولا شك أن هذه كلها سلوكيات يرفضها الإسلام فإلحاق الضرر والأذى بالناس أفرادًا أو جماعات أمر محرم يقول الله تعالي: «وَالَّذِينَ يُؤذُونَ المُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ بِغَيرِ مَا اكتَسَبُوا فَقَدِ احتَمَلُوا بُهتَانًا وَإِثمًا مُبِينًا» الأحزاب: 58، والمسلم يحب للناس ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه ويحفظ لهم حقوقهم، والإسلام يأمر بما فيه المصلحة أينما كانت ومتى كانت، وينهى عن المفاسد أينما حلت ، فالواجب على المسلم التأدب والالتزام بالقواعد والآداب التى تحكم مستخدمى وسائل النقل فلا ضرر ولا ضرار.