إن الناظر فى أحوال الناس اليوم يجد انتشار عادات وتقاليد تخص متطلبات الزواج أدت إلى ارتفاع تكاليف الزواج حيث يقوم العريس بتقديم هدايا مادية وعينية ضخمة تتكلف آلاف الجنيهات لصالح أهل العروس عند إتمام اتفاق الزواج ويقوم أهل العروس بشراء كساء للعريس ولبعض من أهل بيته لاسيما والدته وشقيقاته والبعض الآخر يقوم بإهداء والدة العريس أجهزة كهربائية لاستخدامها الشخصي من بينها ثلاجة أو فرن أو غسالة كهربائية أضف إلى ذلك كمية كبيرة من البط والأوز والحمام لطهيها وتوزيع جزء منها على الأقارب والجيران وإرسال الجزء الآخر لبيت العروسان فضلا عن المبالغة والإسراف فى تجهيز منزل الزوجية بخصوص ما يتم شراؤه من منقولات وتجهيزات الزواج خاصة التجهيزات الكمالية حيث الميكروويف والشاشة LED بلازما ثرى دى والديب فريز وغرف الأطفال.. إلخ ولا شك أن هذه العادات والتقاليد والمغالاة فى المهور وتجهيزات الزواج زادت من الأعباء على طرفى الزواج فى ظل ظروف اقتصادية صعبة لا تساعد على تلبية هذه المتطلبات مما أرغم الكثيرين إلى الاستدانة ليغرقوا فى ديون ترهقهم فى سدادها لمدة طويلة وهذا بدوره أدى إلى عزوف كثير من الشباب عن الزواج وتنامت ظاهرة العنوسة مما أدى إلى مشاكل اجتماعية خطيرة ألقت بظلالها على المجتمع بأسره. والواجب الآن هو التعاون على تيسير الزواج والتخفيف من متطلباته والتخلص من هذه العادات والتقاليد التى ابتدعها المجتمعوالتى تعد من أكبر معوقات الزواج بالإضافة إلى عدم المبالغة فى إقامة الولائم والسهرات والحفلات، واستقدام المطربين والمطربات، وقد حث النبى -صلى الله عليه وسلم- على تيسيير أمور الزواج؛ حيث قال فيما روته عنه أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها: “أعظمُ النساءِ بركةً؛ أيسرُهنَّ مؤنةً” رواه أحمد ، وعنها قالت: قال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: “من يُمنِ المرأة تسهيل أمرها، وقلة صداقها”، قال عروة: “وأنا أقول من عندي: ومن شؤمِها تعسير أمرها، وكثرة صداقها” وقد ضرب النبى صلى الله عليه وسلم لأمته المثل الأعلى فى ذلك فعن ابن عباس أن عليا رضى الله عنه قال: تزوجت فاطمة رضى الله عنها، فقلت: يا رسول الله ابن بي، قال: أعطها شيئاً، قلت: ما عندى من شيء! قال: فأين درعك الحطمية؟ قلت: هى عندي، قال: فأعطها إياه.” رواه النسائي، فهذا كان مهر فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء أهل الجنة.