قال ناشرون بمعرض القاهرة للكتاب الذي تنظمه الهيئة العامة للكتاب في أرض تابعة لها بمنطقة فيصل بالجيزة إن أغلب رواد المعرض هم من سكان محافظة الجيزة والمناطق التابعة لها, وأنهم نادرا ما يتلقون زيارات من جمهور آخر. محمد محسن المشرف علي دار أطلس للنشر قدر عدد مرتادي معرض فيصل بما يقل عن نصف عدد مرتادي معرض القاهرة الدولي للكتاب لكنه يؤكد في الوقت ذاته انه لم يتوقع هذا الإقبال, وظن أن المهتمين بارتياد المعرض سيكونون أقل بكثير خاصة وأنهم من سكان محافظة الجيزة وحدها, بينما غاب سكان المناطق البعيدة عن الجيزة عن ارتياد المعرض الا فيما ندر. وقال محمد محسن ان اللافت في زوار المعرض ذلك الاهتمام الكبير بالكتب السياسية الذي لم يكن ملحوظا من قبل خلال مشاركاته في معرض القاهرة الدولي للكتاب مرجعا ذلك إلي اهتمام الجمهور بفهم المصطلحات السياسية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير مضيفا ان الإقبال علي الكتب الدينية لم يتأثر بمقدم شهر رمضان المعظم وظل معدل مبيعاتها ثابتا. واستبعد محمد محسن ان تتسبب المشاركة في معرض القاهرة للكتاب بفيصل بخسائر مادية للناشرين لكون المشاركين يدركون طبيعة جمهور المعرض ولأن الإقبال جاء أكبر من المتوقع وقال محمد ورداني المشرف علي جناح المكتبة الاكاديمية ان مواعيد شهر رمضان التي تقسم العمل بين فترتين تسبق احداهما وتليها الأخري, أدت إلي غياب الجمهور في الفترة الصباحية بينما يتزايد الإقبال بنسبة أكبر عقب الإفطار, ولكن ارتباط الجمهور بمواعيد السحور والزيارات العائلية يؤثر علي فترة بقائهم في المعرض وبالتالي علي مبيعات الكتب. ويري الورداني ان اقامة المعرض ذاته في توقيت يبتعد عن شهر رمضان كان سيكفل له نجاحا أكبر, مذكرا بأن الهيئة العامة للكتاب اعتادت ان تقيم هذا المعرض في مواجهة مقرها القائم بمنطقة بولاق أبو العلا بكورنيش النيل في رمضان من كل عام, إلا أنها قررت نقله هذا العام إلي الأرض التابعة لها بفيصل لإتاحة الفرصة لعدد أكبر من الناشرين للمشاركة, نظرا لصغر المساحة التي كان يقام عليها المعرض امام الهيئة وقصره في الغالب علي مطبوعات هيئة الكتاب ودار الكتب والوثائق القومية ومؤسسات حكومية أخري مع مشاركة محدودة من الناشرين المستقلين. وكان د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة لعامة للكتاب قد صرح بأن المعرض يقام في إطار تعويض الناشرين عن الخسائر التي طالتهم جراء إلغاء معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي كان مقررا لإقامته السادس والعشرين من يناير الماضي بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات وأدت الثورة الشعبية في الخامس والعشرين من الشهر ذاته إلي تأجيل المعرض حتي التاسع والعشرين من يناير علي أمل نجاح قوات الشرطة في قمع الثورة ثم تم تأجيله إلي أجل غير مسمي بعدما صمدت الثورة حتي نجحت في الأطاحة بالرئيس السابق في الحادي عشر من قبراير الماضي. أحمد عطا طالب بأحد المعاهد الازهرية, جاء إلي المعرض من شبرا ليبحث عن الكتب والمراجع التي يحتاج اليها في دراسته وقال أحمد أن بعد المكان عن القاهرة تسبب في أن يزور المعرض مرة واحدة فقط بعد أن اعتاد زيارة معرض القاهرة للكتاب عدة مرات كل عام, مضيفا أن غياب الناشرين العرب والأجانب جعل المعرض يفقد جزءا مهما من بريقه, خاصة انه كان يجد الكثير من المراجع الفقهية التي يحتاج اليها في دراسته في جناح المملكة العربية السعودية, متمنيا الا يغني هذا المعرض عن معرض القاهرة الدولي الذي يدعي اليه ناشرون عرب وأجانب وأبدي احمد عطا ضيقه من كون نسب الخصم علي الكتب المباعة منخفضة, مما جعل أسعارها لا تختلف عن أسعار بيعها خارج المعرض إلا من جناح هيئة الكتاب التي تعرض كتبها بخصم مماثل لذلك الذي تباع به كتبها في معرض القاهرة الدولي للكتاب. غياب الناشرين العرب لم يكن مؤرقا لمحمد يوسف وأسرته الذين قدموا إلي المعرض لشراء كتب علمية ودينية لأطفال الأسرة وإن شكا من نقص الدعاية للمعرض قائلا انه عرف بالمعرض بالصدفة رغم انه يقطن في شارع مجاور كما شكا من ضيق الوقت في رمضان معربا عن تمنيه ان تقام مثل هذه المعارض ولو بصورة مصغرة في المناطق السكنية المختلفة بشكل مستمر بعيدا عن رمضان الذي تعاني فيه الأسر من ضيق الوقت بسبب مواعيد الصلاة والعمل والواجبات الاجتماعية.