للعام الثالث على التوالى يخوض الفنان ياسر جلال سباق شهر رمضان محملا بقضية جديدة يطرحها للرأى العام مسلطا عليها الضوء ومحاولا البحث عن حلول لها، وذلك انطلاقا من إيمانه بدور الفن فى خدمة المجتمع من خلال عمل لا يخلو من المتعة والترفيه باعتبارها أحد أهم عناصر العمل الفنى، وفى مسلسل «لمس أكتاف» يتناول ياسر جلال ورفاقه خطورة المخدرات على الشباب ومحاولات أعداء الوطن الحثيثة تدميرهم باعتبارهم خط الدفاع عن مستقبل هذا الوطن. للعام الثالث على التوالى يخوض الفنان ياسر جلال سباق شهر رمضان محملا بقضية جديدة يطرحها للرأى العام مسلطا عليها الضوء ومحاولا البحث عن حلول لها، وذلك انطلاقا من إيمانه بدور الفن فى خدمة المجتمع من خلال عمل لا يخلو من المتعة والترفيه باعتبارها أحد أهم عناصر العمل الفنى، وفى مسلسل «لمس أكتاف» يتناول ياسر جلال ورفاقه خطورة المخدرات على الشباب ومحاولات أعداء الوطن الحثيثة تدميرهم باعتبارهم خط الدفاع عن مستقبل هذا الوطن. وفى حواره مع «الأهرام المسائي» قال ياسر جلال: إن اختيار الاسم جاء كدلالة لما تسببه هذه المخدرات فى الشباب؛ حيث تأتى بهم لمس أكتاف وهو مصطلح يستخدم فى لعبة المصارعة التى كان يمارسها البطل تدل على هزيمة الخصم، مؤكدا أن تجار هذه السموم لا يقلون خطورة عن الإرهابيين فكلاهما يؤذى المجتمع ويدمره، وتفاصيل أخرى فى هذه السطور :- ++ لماذا قررت المشاركة هذا العام بمسلسل «لمس أكتاف» تحديدًا؟ حينما قدم لى المؤلف هانى سرحان العمل وجدت أن الفكرة جديدة ومختلفة، بدأها بشخصية مصارع يلعب مصارعة رومانية، ويتم بناء الأحداث الدرامية على مباراة مصارعة بينه وبين صديق عمره تنتهى بمأساة، وعلى أساسها تتغير الحياة الشخصية الرئيسية لأدهم وبعد سنين طويلة يلجأهذا الصديق لأدهم بعد أن أصبح عاجزًا منذ هذه المباراة، بسبب وقوع ابنه المراهق فى مشكلة ولأنه غير قادر على تربيته لجأ لأدهم لكى يخرجه منها، والذى وجدها الأخير فرصة لكى يصلح ما حدث بينه وبين صديق عمره قديمًا، خاصة أن أدهم اعتزل اللعب بعد ما حدث لصديقه بسببه رغم أنه لم يكن يفهم فى أى شيء سوى المصارعة فمنذ أن تركها انقلبت حياته رأسا على عقب فتارة يسافر وأخرى يفتتح صالة ألعاب أو يعمل سائق تاكسى ثم ينفصل عن زوجته لأنه غير قادر على أن يصرف على المنزل، ومع أول طلب اعتبر أدهم أنه يستطيع أن يصلح به ما فعله دون قصد تجاه صديقه ليقع مع عصابة كبيرة فى تجارة المخدرات ويدخل فى مشكلات ويتهم بقتل ضباط. والحقيقة أنه قبل أى شيء الحمد لله على نعمة النجاح الذى اعتبره كرمًا كبيرًا من الله، ومن بعده ينسب الفضل لفريق العمل بالكامل وليس لشخص بعينه لأن عملنا جماعى مثل فريق الكرة نتعاون ونتشارك حتى ننجح جميعا لأنه يوجد شخص ينجح بمفرده. معنى ذلك أن إحساسك باختلاف الفكرة كان دافعا لك لتقديمها؟ بالفعل فالفكرة أعجبتنى للغاية، وشعرت أنها مختلفة عن المسلسلين السابقين اللذين قدمتهما وهما «ظل الرئيس» و«رحيم»، إضافة إلى تحمس المخرج حسين المنباوى للفكرة بمجرد عرضها عليه، وبدأ على الفور فى اختيار الأبطال من نجوم خلف الكاميرا مثل مدير التصوير ومهندس الديكور والموسيقى التصويرية، وأمام الكاميرا فتحى عبد الوهاب، وحنان مطاوع، إيمان العاصى، خالد كمال، مجدى فكرى، شريف الدسوقى، وكارولين خليل. ولماذا كان اسم «لمس أكتاف» هل هو إسقاط على اللعبة فقط؟ كان ضروريا البحث عن اسم مختلف ليتناسب مع الفكرة المميزة، وفى الوقت نفسه معبرا عنها، وتتماشى أيضا مع اللعبة الأساسية التى يلعبها أدهم فى المسلسل، وبما أن كلمة «لمس أكتاف» هى التى تنهى مباراة المصارعة مثل «الضربة القاضية» فى لعبة الملاكمة، قررنا الاستقرار على هذا الاسم الذى لا يعبر فقط عن اللعبة لكنه يشير إلى أكثر من مفهوم داخل المسلسل، فالعمل يتناول محاولة تجار المخدرات لنشر نوع مخدر جديد بين الشباب، وفى حال انتشاره داخل المجتمع ستأتى بالشباب «لمس أكتاف» أى ستقضى عليهم، وكذلك الأمر فى الحب فإذا استسلمت للحب بشكل كبير فسيؤدى هذا للقضاء على صاحبه، فهذه الكلمة تأخذ أكثر من معنى، ولذلك كانت الأكثر تناسبًا لتكون اسم المسلسل. انتقد البعض أداء اللاعب كرم جابرورأوا أنه حصل على مساحة تمثيلية كبيرة فما تعليقك؟ فى رأيى أن الكابتن كرم جابر كان عامل جذب مهما جدا للمشاهد وللناس البسطاء ولاد البلد كبطل أوليمبى عالمى، وأدائه حاز على إشادة كبيرة، وكان مفاجأة لأنه أدى دوره على أفضل ما يكون، وكما ذكرت أن وجوده فى المسلسل كان مهما فى الأحداث ليمنح المصداقية للمسلسل ولشخصية أدهم أيضا، لأن المشاهد عندما يرى أن أدهم يصارع مصارعًا حقيقيًا وهو كرم جابر حتى وإن تغير اسمه فى العمل إلى «أشرف» سيكون الأمر مختلفا بالنسبة له وسيتفاعل وينجذب له. وكيف جاءت مشاركته؟ رأينا كلنا أن وجود لاعب كبير مثل الكابتن كرم جابر إضافة حقيقية للعمل، حتى ينتبه المشاهد ويرى أن ماتش المصارعة فى المسلسل يلعبه بالفعل بطل عالمى أوليمبى مثل كرم جابر، والحقيقة أن مثل هذه العوامل وعناصر العمل الفنى كلها أدت إلى أن يكون للمسلسل صدى طيب عند الجمهور ويحقق النجاح. هل حصلت على تدريبات؟ بالفعل حصلت على تدريبات وصلت إلى ما يقرب من 4 أشهر حيث كان التمرين بصحبة الكابتن كرم جابر إلى أن شعرت أننى أجسد أداء المصارعين بشكل حقيقى بنسبة مائة فى المائة. شعرت أن العمل حاول التأكيد على أن المخدرات لا تقل خطورة عن الإرهاب فما تعليقك؟ بالفعل هذا صحيح، وتحديدا مع دخول نوعيات جديدة من المخدرات، وأخرى لم تدرج على الجدول، تدمر الشباب، لذا كان من الضرورى تسليط الضوء على هذا الأمر بشكل كبير لنحذر المجتمع وأبناءنا من هذا الخطر الذى يهدد مستقبلهم، والحمد لله كانت هناك استجابة كبيرة من قبل مجلس الشعب الذى يبحث حاليا استصدار قانون لتجريم مخدر مثل الأستروكس وغيره لما لها من آثار سلبية على الشباب، وهو أمر أسعدنا جميعا كفريق عمل أن تصل رسالة المسلسل ويتفاعل معها نواب الشعب فى المجلس الذى يعتبر «ضمير الأمة» ليتبنوا القضية بهذا الشكل وتحقق صدى واسعا وهو أمر أسعدنا جميعا. هل ترى أن ذلك يحملك مسئولية كبيرة؟ المسئولية موجودة طوال الوقت، وهى مسئولية تجاه الجمهور فى المقام الأول، بمعنى أننى أقدم عملًا جيدًا تتوافر فيه عوامل مهمة مثل جذب المشاهد وإمتاعه حتى لا ينصرف عن العمل، ومن ثم يستطيع أن يمرر رسالته التى يهدف لها على حسب نوعية العمل، فأحيانا تكون هذه الرسالة قوية مثل القضية التى نناقشها فى المسلسل، وفى أحيان أخرى تكون الرسالة بسيطة مثل قصة رومانسية أو موضوع اجتماعى وإنسانى، وقد وضعتنا الظروف وحظنا الطيب لأن نقدّم عملًا محتواه بهذا الشكل. هل العلاقة بين منجى وحمزة إشارة إلى أن يد الإرهاب هى نفسها من تنشر المخدرات وتحاول التدمير اجتماعيا بطريقة أخرى؟ الوجهان يحاولان إيذاء المجتمع بشكل عام سواء كان إرهابًا أو مخدرات، فهذا شيء سلبى لا بد من محاربته، وعلينا اعتباره أنه مثله مثل الإرهاب طالما يعرّض أبناءنا إلى الأذى. سبق أن ناقش عدد من الأعمال خطر المخدرات وتهديدها لأجيال من الشباب فما الاختلاف هنا؟ دعنا نتفق أن المسلسل ناقش قضية وظاهرة اجتماعية موجودة ويعانيها البعض منذ فترة، كما أن العمل هنا لم يستخف بعقل الجمهور وتعامل مع القضية بحساسية بشكل كبير جدًا من خلال بناء محكم للأحداث، وأكبر دليل على اختلافه هو استقبال الجمهور له بشكل جيد، والتفاعل الكبير معه. لماذا تحرص فى أعمالك دائمًا أن تكون مهمومًا بقضايا واقعية لتسلّط عليها الضوء؟ هو توفيق من ربنا أن نجتهد فى البحث عن قصة أو قضية مهمة لنسلط عليها الضوء وتخدم مجتمعنا، ففى «ظل الرئيس» ناقشنا فكرة الفساد، و«رحيم» تحدثنا عن قضية غسيل الأموال، واليوم نتناول خطر المخدرات وتهديده للشباب، والأهم من كل ذلك أن نقدمه بشكل يجذب المشاهد ليستمتع ويستفيد. انتقد البعض فكرة وفاء أدهم للدرجة التى وصلت إلى التضحية بحياته من أجل ابن صديقه فما تعليقك؟ علينا أن نتفق أن هذا النوع من الأصدقاء موجود فى المجتمع وليس من وحى خيالنا، هذه النوعية ستجدها بين الناس البسطاء فى الأحياء الشعبية الذين يعيشون على الفطرة سنجد عندهم مثل هذه المعانى، فعندما يتعرض أحد لأى مشكلة أو يتوفى، يحزن الجميع، وفى الفرح نجدهم جميعا مشاركين، وفى الأزمات يتكاتفون ليقفوا بجانب صاحب الأزمة، وعندما يحتاج أحد منهم لأى شيء يقومون بما هو أشبه بالتكافل الاجتماعى، فهذه سمة من سمات مجتمعاتنا وهى التى تميزنا عن المجتمعات الأخرى فى الخارج، وعندما تسافر خارج مصر ستشعر بما أقوله؛ حيث ستجد أن مجتمعات كثيرة تغيرت مع الوقت وظروف الحياة، ولم تعد تحمل صفاتها التى تميزها، بينما فى مصر لدينا ميزة أننا كشعب نحافظ وندرك جيدا قيمة وأهمية كلمة وطن ولدينا عادات وتقاليد وأحاسيس ومشاعر محددة، ولم تتغير على مر السنين، ومن ضمنها ما شاهدناه فى المسلسل مثل الوفاء والصداقة والأخوة والإحساس بالجار والشهامة والجدعنة التى يتميز بها ولاد البلد فهذه هى السمة المميزة للشعب المصرى. ذكرت أنك كنت حريصا على أن يكون العمل أشبه ببطولة جماعية فهل كان مقصودا أن يكون كل فنان بطلًا فى خطه الدرامى وهو ما وجدناه مع حمزة «فتحى عبد الوهاب» وعايدة «حنان مطاوع»؟ دعنى أؤكد لك أن اختيار الممثلين كان متروكا للمخرج حسين المنباوى الذى نجح فى اختيار فريق عمل شرفت أن أكون بينهم، وكما ذكرت لك كل منا بطل فى منطقته ولا يوجد أحد منا ريس على الآخر كلنا واحد وأشقاء ونتعامل دائما بهذه الروح فى كل الأعمال التى أقدمها، خاصة أن علاقتى بكل زملائى فى الوسط الفنى جيدة للغاية واعتبرهم جميعا إخوتى. يشهد شهر رمضان هذا العام منافسة من نوع خاص فى ظل قلة عدد الأعمال كيف ترى ذلك؟ دائما ما أتمنى التوفيق لكل زملائى، ولا تقلقنى المنافسة أو أنظر للأعمال على أنها فى سباق لأنها فى النهاية أذواق وعلى المشاهد اختيار ما يتناسب معه فهناك من يحب ممثلًا ما وآخرون يفضلون ممثلًا آخر، لذا فإن ما يقدّم فى رمضان أشبه بالمائدة التى توجد بها أصناف كثيرة، وعلى كل شخص أن يختار ما يحبه، لتكون أعمال رمضان فرصة عظيمة لإسعاد الجمهور لأننا كلنا نعمل على ذلك، وإثراء الدراما المصرية والعربية أيضا. ما سبب غيابك عن السينما؟ أحضر حاليا لفيلم، وأعتقد أن سبب غيابى كان يرجع إلى رغبتى فى تأكيد وترسيخ وجودى فى الدراما ومن ثم أعود مجددا إلى السينما.