واجهت صعوبات فى تجسيد «هادى أبو المكارم» .. واكتشفت فى نفسى جوانب تمثيلية جديدة تعلمت قيادة سيارات السباق .. واستعنت بدوبليرفى المشاهد التى تحمل خطورة أصبح وجود الفنان هانى سلامة على مائدة دراما رمضان أمرا ضروريا كل عام، ليقدم للجمهور قصة جديدة يزداد معها نجاحا فى الدراما التليفزيونية بمشاركة المخرج رءوف عبد العزيز الذى يتعاون معه للعام الثالث على التوالى، وفى حواره مع «الأهرام المسائى» تحدث «هاني» حول تفاصيل عمله الجديد «قمر هادى»، وأسباب اختياره للنص، كما كشف عن تلقيه تدريبات فى قيادة سيارات السباق ليقدّم الدور بشكل جي، وكذلك استعانته بدوبلير فى بعض المشاهد الخطيرة، «هانى» أكد أيضا أنه حرص على أن يكون العمل للأسرة، وعدم اعتماده هذا العام بشكل كبير على تقديم مشاهد أكشن، كما تحدث عن أسباب غيابه عن السينما، وتفاصيل أخرى فى هذا الحوار : ما أبرز ردود الأفعال التى تلقيتها عقب عرض أولى حلقات «قمر هادى»؟ الحقيقة أن ردود الأفعال التى تلقيتها جاءت مميزة للغاية عقب عرض الحلقة الأولى، والتى شهدت تفاعلا كبيرا من الجمهور مع شخصية «هادي» التى أجسدها، والتى فى رأيى الشخصى أنها مختلفة بالنسبة لى، خاصة أنه لا يزال هناك العديد من المفاجآت التى ستظهر خلال الحلقات المقبلة، حيث حرصنا خلال تنفيذ الحلقات على أن يثير العمل فضول المشاهد فى نهاية كل حلقة، ليطرح تساؤلات تجعله متلهف للحلقة المقبلة لأن جميع أحداث المسلسل مرتبطة ببعضها، إلى أن يتم حلها فى النهاية. أشعر من حديثك أنك منجذب بشكل كبير للعمل.. فما هى العناصر التى جذبتك له؟ بالفعل هذا صحيح، ويرجع ذلك إلى أن موضوع العمل بأكمله جديد، والشخصية جديدة عليّ، كما أن المسلسل من نوعية الأعمال القائمة على الدراما، من خلال قصة متشابكة مليئة بالألغاز التى من الصعب سردها، وهو ما جعلنى أشعر أننى أمام موضوع مختلف ومميز، ويحمل تحديا تمثيليا كبيرا ليس بالنسبة لى فقط، ولكن على جميع الشخصيات الموجودة فى العمل، فجميع الأدوار فى هذا العمل مميزة، وبها أداء تمثيلى قوى، وكتبت بمستوى عال من الاحترافية، كما كنا موفقين هذا العام فى اختيار جميع نجوم العمل، وأتمنى أن يحوز العمل على إعجاب المشاهد ويقدر مجهودنا فيه. يتعرض بطل العمل «هادى أبو المكارم» لعدة أحداث مليئة بالألغاز كما أشرت هل كان ذلك مقصودا لجذب المشاهد من الحلقة الأولي؟ الهدف من ذلك هو تشويق المشاهد بداية من الحلقة الأولى ليرتبط بالعمل مع انطلاق أحداثه لنترك المشاهد مع ألغاز يحاول فك طلاسمها، ودعنا نتفق على أن التشويق يعد أحد أشكال الدراما التليفزيونية، وهو من نوعية الأعمال التى يفضل مشاهدتها مرة واحدة فهو قائم على إثارة الأسئلة لدى الجمهور، وفى كل حلقة ستزداد هذه الإثارة لتثار مجموعة من التساؤلات، ما أن يحل بعضها، إلا ويثار بعدها تساؤلات أخرى، وهنا تكمن متعة هذه النوعية من الأعمال وهو طرح الأسئلة، وشعور المشاهد بأنه تم سلب مشاعره، فعلى سبيل المثال فى الحلقة الأولى سُلبت مشاعر المشاهد من خلال التأثر بوفاة ابنتى الصغيرة فيروز التى توفيت نتيجة حادث أثناء عودتنا من إجازة صغيرة، ليكون المشاهد هنا مكان البطل ويشعر وكأنه صفع على وجهه جراء الصدمة، قبل أن يفاجأ فى النهاية بأنها على قيد الحياة، لكن زوجته تغيرت وأصبحت امرأة أخرى وهى يسرا اللوزى لتحدث صدمة جديدة، يصحبها طرح تساؤلات. دائما ما ترتبط قرارات «هادى» بظهور القمر.. هل لذلك تمت تسمية العمل «قمر هادى»؟ هناك بعض النقاط والتفاصيل فى العمل من الصعب سردها أو الكشف عنها حاليا، ولكن ما أستطيع أن أقوله إن الأمر ليس مرتبطا بالقمر فقط، ولكن هناك نقاط أخرى كانت سببا فى تسمية العمل بهذا الاسم، وكل ذلك سيظهر خلال الأحداث، لكننى لا أرغب فى حرقها لأننى كما ذكرت لك فى السابق أن العمل يعتمد على التشويق، وجميع خطوطه الدرامية مرتبطة ببعضها، ففى الحلقة الأولى وقت اكتمال القمر أقدم على الانتحار حزنا على ابنته قبل أن تنقذ حياته ليجد نفسه فى حياة أخرى مع ابنته التى توفت، ولهذا سيكون لكل حلقة شكل مرتبط بشىء معين سيظهر مغزاه خلال الحلقات المقبلة. «هادى» يواجه صراعًا نفسيًا قبل وبعد فقدان الذاكرة.. ما الصعوبات التى واجهتك فى تجسيد شخصيتين؟ بالطبع هناك عدة صعوبات واجهتنى فى الشخصية، خاصة أنها معقدة ومليئة بالصراعات، ولا تعتمد فقط على فقدان الذاكرة، وما يميز هذا العمل من وجهة نظرى وجعلنى أنا والمخرج رءوف عبد العزيز نوافق عليه، لنكرر التعاون سويا للعام الثالث على التوالى، هو الموضوع نفسه فالمؤلف إسلام حافظ كتب سيناريو محكما، وأمتعنى كممثل لما يحمله من تنوع واختلاف، وأداء تمثيلى كبير، كما أبرز موهبة وجوانب تمثيلية كثيرة لى أكتشفها، ولم تظهر فى أعمالى السابقة وظهرت فى هذا المسلسل، وبالتالى فهو تحد على جميع العناصر من ناحية التمثيل والإخراج والموسيقى والمونتاج والصورة وبالطبع الكتابة فى المقام الأول، وبالفعل هو عمل صعب تنفيذيا، لكننا فضّلنا اختيار الصعب لكى نجتهد أكثر، وأتمنى أن يكون ما قدمناه عملا محترما على كل المستويات، ويحترم عقل المتفرج فى المقام الأول. يمارس «هادى» لعبة سباق السيارات، كيف قمت بالتحضير لهذه الشخصية وهل استعنت بمدربين؟ «هادي» فى المسلسل يحب قيادة السيارات كهواية، وتجارة أيضا حيث يمتلك معرض سيارات، كما سيظهر العمل فلاش باك عنه وعن حبه لاقتناء السيارات، وشخص مثل هذا ينبغى أن يظهر متمكنا فى كل التفاصيل الخاصة بالسيارات، وهو ما دفعنى للاستعانة بأصدقائى الذين يهوون قيادة سيارات السباق وجلست وركبت معهم، خاصة أن نوعية هذه السيارات يتم تجميعها بشكل معين، ولها موتور خاص وهكذا الفرامل، مما يجعلها مختلفة كلية عن السيارات العادية بسبب قوة السيارة وعزمها، والحقيقة أننى كنت حريصا على قيادة السيارة قبل بدء التصوير لكى أنزع رهبة قيادتها والتعود عليها، لأنها سيارة قوية وعنيفة، وقيادتها ليست بالأمر السهل. هل استغرق ذلك وقتا طويلا فى التحضير؟ ليس وقتا كبيرا، لكن الفكرة هنا فى السيطرة على السيارة وليس رهبتها، وهذا إحساس يتلاشى بممارسة القيادة، وهذا ما حدث معى بالفعل، حيث ظللت أتمرن حتى استطعت قيادتها دون رهبة وإحكام سيطرتى عليها حتى لا أتعرض لأى مخاطر. هل استعنت بدوبلير فى بعض المشاهد؟ بالطبع، وكان ذلك خلال المشاهد التى بها لعب كثيرا بالسيارات فكان من الضرورى الاستعانة بدوبلير أو الشخص المتخصص فى قيادة هذه النوعية من السيارات لأن فى النهاية هذا عمله، فحتى لو ظللت أتمرن كثيرا قبل التصوير لمدة شهر أو شهرين فلن أستطيع الوصول إلى درجة احترافية المدرب الذى يخوض مسابقات واكتسب المهارة فى سنوات، وبالتالى فإن الألعاب التى يكون لها تفاصيل محددة أو تحمل خطورة لابد من الاستعانة فيها بدوبلير. دائما ما تسبب مشاهد «الفلاش باك» ارتباكا للجمهور ألم تخشى من ذلك؟ لا لم أخش ذلك، خاصة أن مخرج العمل رءوف عبد العزيز يعلم جيدا كيف ينفذها، بالإضافة إلى وجود عدة حلول إخراجية لهذه المشاهد حتى لا يرتبك المشاهد أو يشعر بالتوهان وسط الأحداث، كما نأخذ فى الاعتبار ألا يتشتت المشاهد بشكل عام. علمت أن العمل لم يعتمد بشكل كبير على مشاهد الأكشن؟ بالفعل لن تكون أكشن بالشكل المعهود، بقدر ما سيتم الاعتماد بشكل أكبر على التشويق، والسبب فى ذلك يرجع إلى أن الموضوع هنا غير قائم على الأكشن بل يعتمد على مواقف بعينها، لكنه ليس من صلب الموضوع. كيف تم اختيارالعنصر النسائى فى المسلسل ؟ الحقيقة أننا كنا حريصون على الاستعانة هذا العام بعدد من الفنانات، فى شكل يقدمنه للمرة الأولى وإظهارهن فى شخصيات جديدة، ومنهن داليا مصطفى ويسرا اللوزى ومريم حسن والفتاة الصغيرة التى تجسد دور ابنتى واسمها فى المسلسل «فيروز» وهى مجتهدة، بالإضافة لوجود نجوم مميزين مثل محسن محى الدين، هادى الجيار، حمزة العيلى، وعدد من ضيوف الشرف مثل الفنانين هالة فاخر، إنعام سالوسة، أشرف زكى، وجميعهم أدوارهم مختلفة وكلهم فى قمة تألقهم. لم يحصل العمل على تصنيف عمري.. هل كنت حريصًا على تقديم مسلسل للأسرة؟ كان هذا من بين أهدافنا، كما لا توجد أى مشاهد فى المسلسل تستدعى تصنيفه عمريا، فالمسلسل عائلى وسيشاهده جميع الأعمار وكل شرائح المجتمع دون فئة محددة، كما أننا نراعى المعيار الأخلاقى دائما، هذا إلى جانب أنه وجود شخصيات جديدة فى العمل ستكون مفاجأة. هل قلة عدد المسلسلات هذا العام ستزيد من حدة المنافسة؟ بالطبع، فكلما يقل العدد سيكون التركيز أكبر مع الأعمال المعروضة، والبحث عما هو أفضل، وبالتالى سيكون التركيز على الأعمال المعروضة ومن فيها يستحق المشاهدة، وهى علاقة طردية كلما زاد العدد قل التركيز. بالرغم من كونك نجما سينمائيا إلا أنك أصبحت مهتما بالتليفزيون فى الأعوام الأخيرة فما السبب؟ أنا دائما ما أبحث عن العمل، وإبراز الموضوعات المختلفة، والتى تحمل قضايا اجتماعية شاملة، وقد وجدت هذه النوعية فى الفترة الأخيرة فى التليفزيون، ولكن ليس معنى ذلك أننى سأغيب عن السينما لأننى أعشقها وأحرص على التواجد فيها، ولكن بموضوعات متميزة للحفاظ على المستوى الذى حققته. وماذا عن مشروعى «شر الحليم» و«المدد»؟ «شر حليم» سأؤجله قليلا لأن من الممكن أن يتم تغيير العمل، أما بالنسبة ل«المدد» فلا يوجد عمل بهذا الاسم تعاقدت عليه.