الملابس الواسعة سر زيادة وزنى..والأنف المجروح والنظارة المكسورة ضرورة درامية أحمد السقا: العمل تحد جديد فى أدوارالصعيدى ..وذاكرت «الجزيرة» منعا لتكرارمنصورالحفنى اختلاف اللهجات دفعنى للاستعانة بمصححين..وقدمت شخصية المدرس اعتمادًا على ثقافتى كمن ينبش عن الجواهر النفيسة يحاول الفنان أحمد السقا دائمًا أن يبحث عن القصص والحكايات المختلفة التى تحمل قدرًا كبيرًا من التميز والاختلاف، محاولًا أن يقدم شكلًا ومضمونًا فى الدراما التليفزيونية مختلفًا إلى حد كبير عن تلك التى يقدمها فى السينما، نظرًا لطبيعة كل وسيلة والجمهور التى تخاطبه، وفى شهر رمضان يخوض السقا المنافسة هذا العام، بمسلسل «ولد الغلابة» الذى يقدمه من جديد فى اللون الصعيدي، بعد النجاح الكبير الذى حققه فى «الجزيرة» بجزءيه والذى حقق أعلى الإيرادات وقت عرضه، ويؤكد السقا فى حواره ل«الأهرام المسائي» أن القصة فى المسلسل مختلفة تمامًا عما قدمه من قبل سواء فى اللهجة التى تختلف من محافظة لأخرى، أو طبيعة الشخصية نفسها، كما تحدث عن كيفية التحضير لها والصعوبات التى واجهته، وطبيعة مشاهد الأكشن فى المسلسل وكيف تختلف عما قدمه فى السينما، وتفاصيل أخرى فى الحوار التالى:- ما الذى جذبك لتقديم مسلسل «ولد الغلابة»؟ هناك عدة عناصر، شكلّت جميعها عوامل جذب حفزتنى على تقديم هذا المسلسل، بداية من النص الجيد المكتوب بحرفية شديدة، والقصة المختلفة التى أظهر فيها بشخصية جديدة تمامًا كانت بعيدة عني، أقدمها للجمهور لأول مرة، هذا إلى جانب خطوط الصراع الدرامية التى أراها مميزة للغاية، إضافة إلى وجود مخرج ومؤلف ومنتج متميزين ويشهد لهم الوسط الفنى بكفأتهم، ولا أحتاج للتحدث عنهم، وبعد كل هذا أدعو الله أن يكتب لنا النجاح بقدر المجهود والشقاء الذى بذلناه أنا وجميع العاملين بالمسلسل. العمل يمثل تحديا كبيرا لك، خاصة أنك تلعب فى المنطقة التى حققت فيها نجاحًا كبيرًا من خلال جزءين فى فيلم «الجزيرة» ألم يقلقك ذلك؟ أجمل ما فى الأمر هو أننى أتحدى نفسي، لأثبت قدرتى على تقديم لون صعيدى مختلف، حتى وإن كما قلت فى سؤالك أننى حققت باللون الصعيدى نجاحًا كبيرًا فى الجزء الأول والثانى فى فيلم «الجزيرة»، ولابد أن نعلم أن هناك مليون صعيدى بمليون قصة، فمنصور الحفنى فى «الجزيرة 1 و2» كان شخصا صعيدىا لديه قصة ما، وكذلك الأمر بالنسبة ل«عيسي» فى «ولد الغلابة» فهو صعيدى أيضا ولكنه نموذج آخر مختلف بقصة أخرى تماما، وأعتقد أن هذا دورنا أن نقدم جميع النماذج والقصص المختلفة. لكن هذا النموذج دفعك هذه المرة للابتعاد عن الأكشن وتقديم قصة اجتماعية لماذا؟ بالفعل القصة هنا تعتمد على الطابع الاجتماعى بشكل أكبر، بينما الأكشن فى المسلسل هنا عبارة عن «game mind» أو «لعبة العقل»، والحقيقة أننى بهذا العمل حققت ما كنت أتمناه وهو أن أذهب من خلال نص جديد إلى شكل آخر بعيد عن الأكشن، وأن أتحدى نفسى كما ذكرت من خلال هذا المسلسل بتقديم شخص صعيدى بشكل مختلف تماما. فى الوقت الذى ينتظر الجمهور من السقا تقديم مشاهد أكشن، تراهن على القصة الاجتماعية بشكل أكبر فما السبب؟ فى رأيى أن جمهور المنزل لا يحتاج إلى 30 حلقة أكشن بقدر حاجته إلى أن يرى موضوعا جيدا يحمل قصة مميزة من الواقع، ومضمونا جذابا، لينتظر المشاهد بلهفة على أى شيء ستنتهى كل حلقة، وليس مجرد أكشن وتفجيرات فقط، التى من الممكن أن يتقبلها المشاهد فى السينما على مدار ساعتين من خلال قصة محبوكة تحمل مضمونا. هل معنى ذلك أن «ولد الغلابة» لن تتخلله مشاهد أكشن؟ بالتأكيد سيكون هناك بعض المشاهد، ولكنها ليست مقحمة فى الأحداث، بمعنى أننى ممثل أكشن وبالتالى لابد أن أقدم هذه النوعية فى أعمالى بأى شكل، ولكنه فى المسلسل نابع من الشخصية نفسها، بمعنى أن من يقدم مشاهد الأكشن فى العمل هو «عيسي» المدرس، وليس أحمد السقا، وبالتالى سيكون على طريقته الخاصة، ومختلف تماما عن «هروب اضطراري»، أو «تيتو». كيف كان التحضير لشخصية عيسى؟ الحقيقة أننى بذلت مجهودًا صعبًا فى التحضير لهذه الشخصية، ففى البداية قررت مشاهدة الجزء الأول والثانى من فيلم الجزيرة لكى أستبعد أى حركة أو تصرف أو لغة جسد أو رد فعل أو حتى جملة أكون قد ذكرتها فى الجزءين، حتى لا أكرر أى تصرف فى المسلسل، ولكى يكون عيسى شخصية منفصلة ومستقلة تماما، ونموذجا جديدا أقدمه للجمهور، قد ينتمى إلى نفس البيئة لكنه شخصية أخري، وهو ما جعلنى أجلس فترة أذاكر كل محاور شخصية عيسى بفكرها وردود فعلها ومشاعرها وكل شيء. كيف حدثت التحولات فى شخصية عيسى من إنسان بسيط إلى شرس يسعى للحصول على حقوقه؟ هو لم يكن شرسًا طوال أحداث المسلسل، لأننا لا نطرح خلال العمل فكرة الثأر والعنف، بل هو إنسان ملتزم بالقيم والمبادئ حتى عندما يقوم بتصرف خطأ يقيمه أيضا من خلال القيم والمبادئ التى تربى عليها. كيف ذلك؟ مثل الشخص الذى يقوم بتصرف خاطئ ويعرف تماما أنه خطأ لكنه مضطر لفعله لظروف ما وهو ما نطلق عليه شخص «ضميره صاحي»، لكنه فى النهاية يدافع عن نفسه بمفهومه الخاص وما نشأ عليه. هل احتجت إلى معاصرة شخصية المدرس؟ نعم حرصت على ذلك، ولكن الحقيقة أننى اعتمدت بشكل أكبر على مخزون خاص بى لمدرسين كنت أشاهدهم ومن خلال البروفات مع المخرج وفريق العمل استطعنا أن نمسك بشخصية عيسى وبالصفات التى يحملها ولزماتها. لم تحدثنى عن اللهجة..هل اكتفيت بما اكتسبته من خبرة خلال تقديمك «الجزيرة»؟ لا غير صحيح على الإطلاق، فقد قمت بدراسة اللهجة مع مصحح، لأن ما لا يعلمه البعض أن الصعيد يتضمن أكثر من لهجة فلكل نجع وقرية طريقة معينة فى الحديث، والصعيدى الذى أقدمه فى مسلسل «ولد الغلابة» أصعب لأننا نقدم اللهجة الصعيدى الخاصة بمدينة «ملاوي» بالمنيا، والاختلاف هنا يكون فى كل شيء سواء فى نطق الحروف «ك و ج و د»، وكذلك التشكيل سواء الفتح أو الكسر، وأصعب ما فى الموضوع أنك تتعلم اللهجة ثم تبدأ حفظ النص بطريقة النطق، لكى نستطيع التحدث بتلقائية أمام الكاميرا دون التفكير فى الحديث وكأننى واحد من أبناء هذه المدينة. هل معنى ذلك أنه كان هناك ارتجال فى بعض المشاهد؟ لا، كانت هناك بروفات كثيرة جدا قبل المشهد حتى نتمكن من نطق الكلمات ومخارج الحروف بشكل سليم مائة بالمائة، لدرجة أنه كان هناك مصححون لغويون يرتدون سماعات الرأس ليسمعوا ما نقول فى كل مشهد ومع أى خطأ فى اللهجة يقومون بتصحيحها على الفور فنضطر للإعادة أكثر من مرة، وهو ما أرهقنا، حيث من الممكن أن نكون 7 فى مشهد واحد ويخطئ فرد فى حرف فنضطر هنا للإعادة من جديد. من خلال البرومو اتضح أننا أمام عمل يطرح قضية أسرية وصراعا بين الأشقاء فما حقيقة ذلك؟ هذا ما يتضح من خلال البرومو، لكنه فى الحقيقة صراع دنيوي، فالموضوع فى المسلسل يعتمد على أحداث كثيرة وتكون عائلته أطراف فى بعض هذه الأحداث، من خلال عيسى الذى يقع فى أحداث ما مع «فرح» والتى تلعب شخصيتها مى عمر، ويتدخل فيها عائلته وأشخاص أغراب ليكونوا أطرافا، وأكبر دليل أن العمل لا يتناول فقط مجرد صراع بين أشقاء، وحتى لا يتم حصره فى هذه النقطة فقط، فإن العمل يطرح قضية أخرى من خلال محاربة نوع من أنواع المخدرات لنوضح للشباب كيف يتم تصنيع مثل هذه السموم، وبالتالى نحن هنا أمام أكثر من قضية. ما أصعب المشاهد التى واجهتك؟ صدقنى جميع المشاهد فى هذا العمل كانت صعبة. البعض لاحظ أن وزنك قد زاد فى شخصية عيسى فهل هذا ما تطلبته الشخصية؟ السبب وراء هذا الشعور يرجع إلى أن ملابس عيسى فضفاضة عليه لأنه شخص فقير وغلبان، وهو ما أعطى إيحاء أن هناك زيادة فى الوزن ليس أكثر، لكن رسم الشخصية كان ينبغى أن تخرج بهذا الشكل لإعطاء انطباع للجمهور من الحلقة الأولى أن شخصية عيسى بهذا المظهر. لكن أليس غريبًا أنه لكى يشعر المشاهد بهذا الفقر أن يظهر على البوستر ونظارته مكسورة وبجرح فى وجهه؟ هذه الأمور كلها مرتبطة بقصة العمل وليست لمجرد أنه غلبان أو فقير فقط، وهى أشياء سيكتشفها الجمهور مع حلقات المسلسل ومجرد الإجابة عليها سيحرق الأحداث قبل عرضها. مع طرح مسلسل «ولد الغلابة» ألا تخشى أن يضعك البعض فى مقارنة مع أعمال درامية أخرى قدمت عن الصعيد؟ أعتقد أن لكل عمل تم تقديمه عن الصعيد طعما ولونا مختلفا تماما عن سابقه، فكل مسلسل طرح قضية معينة سواء اجتماعية أو خصومة ثأرية أو قصة رومانسية، ولهذا أرى أن المقارنة بين عمل قدمه غيرى وعمل آخر لي، غير صحيحة، فمن الصعب أن نقول المانجو أفضل أم الفراولة فلكل منهما مذاق مختلف، بينما المقارنة تكون دائما بين الشيء ونفسه بمعنى أن يعقد البعض مقارنة بين ما قدمته من قبل عن الصعيد وما سأقدمه فى رمضان وهل هناك اختلاف على مستوى طرح القضية والتناول، وأتمنى أن أكون وفقت فى اختيارى ويلقى العمل إعجاب الجمهور. بعيدًا عن المقارنة كيف ترى المنافسة هذا العام فى ظل الأزمات التى تحيط بالدراما التليفزيونية وتقليص إنتاج المسلسلات؟ دائما ما أقول يا رب الناس كلها تنجح، وننجح معهم، أما بالنسبة لتقليص عدد المسلسلات فأعتقد أننا بحاجة لأن نرى التجربة بشكل عملى هذا العام، ومن ثم نقيمها ونحكم عليها سواء بالنجاح أو الإخفاق، لكن من الصعب أن نحكم عليها مسبقا. ماذا عن كواليس العمل؟ الحقيقة أن كواليس العمل كانت ممتعة للغاية، والجو العام كان لطيفا، فكل منا كان قلبه على العمل ويبذل أقصى ما عنده لكى يخرج المسلسل بالشكل الذى سيشاهده الجمهور، وأتمنى أن يحقق العمل صدى جيدا عند الجمهور. ماذا عن السينما؟ أحضر حاليا لفيلم من المقرر أن يخرجه أحمد نادر جلال، وبمجرد الانتهاء منه سيكون هناك عمل سينمائى آخر يجمعنى بالمخرج محمد سامي. هل سيكون العمل الثانى هو فيلم «3 شهور» الذى توقف مؤخرًا؟ لا سيكون مشروعا آخر جديدا، بينما هذا الفيلم لا يزال عالقا. يقدم الفنان أحمد فهمى فى مسلسله «الواد سيد الشحات» مشهدا ساخرا يقلدك فى فيلم «إبراهيم الأبيض» كيف استقبلت هذا المشهد؟ «يجيب ضاحكا».. هذه مشاهد كوميدية، وأرى أنه أمر جيد أن يتم استخدام أفلام قدمتها فى مشاهد كوميدية فهو أمر يسعدنى ولا يضايقنى على الإطلاق، والأمر لا يتوقف على أحمد فهمى فقط، ولكن رامز جلال أيضا يقدم فى فيلمه المقبل شخصية من أحد أعمالى بشكل كوميدي، وأرى أنها دليل واضح على نجاح هذه الأعمال وتأثيرها فى الجمهور، وبالتالى لا مانع من إعادة تقديمها بشكل كوميدي، لأن من يعرفنى يعلم أنه لا مانع لدى سواء من استخدام شخصيات قدمتها من قبل أو حتى الظهور كضيف شرف مع زملائى الذين أعتز بهم كثيرا ويشرفنى أن أكون ضيفا معهم.