الوُدُّ مصدر المودَّة .. والودُّ هو الحبُّ يكون فى جميع مداخل الخير، وَوَدِدْتُ الشيء أوَدُّ، وهو من الأمنية وشدة التعلُّق بحدوث الشيء.. كما فى قوله تعالي «يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ..» (البقرة:96) أى : يتمنى أن يعيش ألف سنة .. وكقوله تعالي …. « يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِى مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ .... « )البروج11) ، قال ابن العربى : « اتفق أهل اللغة على أن المودَّة هي المحبة « قال تعالي … « وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ....»)الروم:21( ويأتى أيضًا بمعنى الملازمة مع التعلُّق .. فالودود معناه الوتدلثبوته ولشدة ملازمته وتعلقه بالشيء ، ويأتى على معنى المعية والمرافقة والمصاحبة كلازم من لوازم المحبة .. كما ورد عَنْ ابنِ عُمَرَ أنه قال « سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ « مسلم . أما الحبُّ .. فهو نوعٌ من الصفاء والنقاء والطهُّر والخضوع .. والحُبُّ من القِرط ، الذى من شأنه أنه دائم التقلقل .. كما قال الجنيد : «الصادق يتقلَّبُ فى اليوم أربعين مرة، والمرائى يثبت على حالة واحدة أربعين سنة، فالمُحبُّ يتقلَّب قلبه بين الخوف والرجاء، والسكينة والقلق، والسرور والحزن أما من مات قلبه، تسكن أحواله.. وهذا من علامات النفاق والعياذ بالله تعالى، والفرق بين الحُب والود، أن الحب ما استقر فى القلب، والود ما ظهر على السلوك، فكل ودود مُحب، وليس كل مُحب ودودا، وكل ودود أساسه مشاعر الحب فى قلبه، وقال ابن عباس «الودود هو الرحيم» وقال البخارى«الودود هو الحبيب» ومن عجائب ود الله، يقول ابن القيمليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبد له ولا يمل من خدمته مع حاجته وفقره إليه، إنما العجب من مالك يتحبب إلى مملوك بصنوف إنعامه ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه، و أنه يتودد بنعمه لأهل المعاصى، ويقيم بها عليهم الحجة، ومن لطائف وده : أنه لا يرفعه عن المذنبين، وإن تكررت ذنوبهم، فإذا تابوا منها وعادوا إليه شملهم بمحبته أعظم مما كانوا عليه.. أليس الله يحب التوابين ؟.