بعيدا عن الضوضاء والضجة التي يحاول بعض أحزاب المعارضة وصحفها افتعالها حول مجيء الدكتور البرادعي الي مصر فإني مازلت أنهل من نبع كتاب رجال حول الرسول للكاتب الإسلامي خالد محمد خالد. ومازلت أري بفضل النور الذي أضاءه كم من الرجال العظام آمنوا بسيد الخلق محمد صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم نبيا ورسولا من قبل المولي عز وجل.. وكيف رأوا الإنسان العظيم يعلن في أوضح بيان قائلا: مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بني بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة في زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة فأنا تلك اللبنة وأنا خاتم النبيين. كل الحياة التي عاشها وكل الجهاد والبطولات وكل العظمة والطهر وكل الفوز الذي حققه الدين في حياته والفوز الذي كان يعلم أنه سيبلغه بعد رحيله.. كل ذلك لم يكن إلا لبنة. لبنة واحدة في بناء شاهق عريق.. هذا هو معلم البشرية وخاتم الأنبياء.. هذا هو محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم.. النور الذي رآه الناس يحيا بينهم بشرا ثم رآه العالم بعد رحيله حقيقة وذكرا.. آمن به قلة من أبناء قريش منهم مصعب بن عمير نقتطف من بستان حياته بضع زهرات نشم من عبقها أريج الإيمان المطلق بدين الله ورسوله الكريم أولها تضحيته بنعيم الدنيا غير آسف ولا نادم فهو قبل اسلامه غرة فتيان قريش وأوفاهم بهاء وجمالا وشبابا.. ولد في النعمة وشب ينهل من خيراتها.. وبعد اسلامه خرج يوما علي المسلمين وهم جلوس حول رسول الله صلي الله عليه وسلم فما ان بصروا به حتي أحنوا رءوسهم وغضوا أبصارهم وذرفت بعض عيونهم دمعا شجيا ذلك أنهم رأوه يرتدي جلبابا مرقعا باليا وعاودتهم صورته الأولي قبل اسلامه حيث كانت ثيابه كزهور الحديقة نضرة وألقا وعطرا.. وتملي الرسول الكريم مشهده بنظرات حكيمة شاكرة محبة وتألقت علي شفتيه ابتسامته الجليلة وقال: رأيت مصعبا هذا وما بمكة فتي انعم عند أبويه منه.. لقد ترك ذلك كله حبا لله ورسوله. اختاره محمد صلي الله عليه وسلم لأعظم مهمة في حينها أن يكون سفيره الي المدينة وجاءها وليس فيها سوي اثني عشر مسلما هم الذين بايعوا النبي من قبل بيعة العقبة.. وفي الموسم التالي لبيعة العقبة ارسل مسلمو المدينة وفدا يمثلهم كان عدد اعضائه سبعين مؤمنا ومؤمنة تحت قيادة معلمهم ومبعوث نبيهم اليهم مصعب بن عمير.. السلام عليك يامصعب.. السلام عليك ورحمة الله وبركاته.