ارتبط علي بوالده ارتباطا وثيقا, فهو يري فيه مثله الأعلي ومصدر الأمان والحماية له, حتي جاءت اللحظة التي سافر فيها والده للعمل بإحدي الدول العربية, تاركا في نفس نجله الصغير فراغا كبيرا جعله يشعر بالوحدة التي كادت تقتله علي الرغم من وجوده وسط والدته وأشقائه, وظل تأثير سفر والده يتزايد مع مرور الأيام حتي تحول إلي حالة من الاكتئاب أصابته, وفشلت أسرته في تخفيف وطأة فراق والده له بشتي الطرق. كان علي يغلق علي نفسه غرفته عقب عودته من مدرسته رافضا الحديث مع أحد, وفاجأهم ذات يوم بأنه لن يذهب إلي المدرسة ويريد السفر لوالده, وهذا ما رفضته والدته بكل شدة وأصرت علي ضرورة استكمال دراسته وأجبرته علي ارتداء ملابسه وحمل حقيبته والذهاب للمدرسة فعقد العزم علي الانتحار. وبمجرد عودته إلي المنزل أسرع إلي غرفته وقام بتغيير ملابسه وانتهز انشغال والدته في إعداد الطعام فدخل إلي غرفتها وأخذ منها إيشارب وعاد إلي غرفته, حيث وضع أحد المقاعد وصعد عليه وربط طرفه في سقف الغرفة والطرف الآخر لفه بإحكام حول رقبته وأزاح المقعد بقدمه ليتدلي جسده الذي ظل يصارع الموت من شدة الاختناق. كان اللواء هشام الشافعي مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج قد تلقي إخطارا من مأمور مركز شرطة أخميم يفيد بتلقيه بلاغا من مستشفي ساقلتة المركزي يفيد بوصول علي14 سنة طالب بالصف الثاني الإعدادي جثة هامدة, فانتقل علي الفور العميد طارق يحيي رئيس مباحث المديرية, والعقيد أحمد شوقي رئيس فرع البحث للشرق, والرائد إبراهيم صقر معاون المباحث تحت إشراف العميد عبد الحميد أبو موسي مدير إدارة البحث لمكان البلاغ لفحص ملابسات الواقعة. وبسؤال خاله خلف27 سنة عامل, قرر أنه فوجئ بنجل شقيقته معلقا بإيشارب حريمي من رقبته ويتدلي بسقف غرفته بالطابق الثاني بمنزله, فقام بنقله للمستشفي إلا أنه فارق الحياة فور وصوله المستشفي, وعلل ذلك بأنه يعاني في الآونة الأخيرة من حالة اكتئاب نفسي لرفضه الذهاب إلي المدرسة وإصرار أسرته علي استكمال دراسته, وأنه أقدم علي الانتحار ونفي الشبهة الجنائية وبتوقيع الكشف الطبي علي الجثة بمعرفة مفتش الصحة أفاد بوجود كدمات حول الرقبة وأن سبب الوفاة الخنق ولا توجد شبهة جنائية وأيدت تحريات إدارة البحث الجنائي ذلك.. تم إخطار النيابة فصرحت بدفن الجثة وباشرت التحقيق.