سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السيسي يبعث الأمل في أوصال إفريقيا الرئيس في الجلسة الافتتاحية للقمة ال32 للاتحاد الإفريقي:
الفهم المشترك والاحترام المتبادل بيننا جميعا هو أعظم قوة دافعة
الإرهاب سرطان خبيث يتغلغل في أجساد الأوطان ويهاجم مفاصل الدولة الوطنية
منذ سنوات, تحمل مسئولية إنقاذ مصر في مرحلة خطيرة, وظروف صعبة, بل وقاسية, في خطوة لا يقبل عليها إلا زعيم يملك كاريزما القيادة, وقائد شجاع يعشق تراب وطنه, ولا يتردد لحظة في الاستجابة لنداء شعبه.. واليوم, وفي لحظة تاريخية ومرحلة مفصلية, يأخذ الرئيس عبد الفتاح السيسي بأيدي دول القارة الإفريقية, من أجل حياة شعوبها, بعد أن وضعت عليه آمال تكرار التجربة المصرية, فيقول لزعماء القارة السمراء, في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الثانية والثلاثين للاتحاد الإفريقي: أقف أمامكم اليوم, واعيا لحجم المسئولية الكبيرة التي عهدتم بها إلي مصر لتنسيق العمل الإفريقي المشترك, في ظرف دولي وقاري دقيق, تعصف به نزعات التطرف وموجات الإرهاب, وتتزايد فيه التحديات التي تواجه مفهوم الدولة الوطنية, في وقت تتعاظم فيه تطلعات الشعوب. ويؤمن الرئيس السيسي بحق الشعوب في حياة كريمة, بالقدر نفسه الذي يؤمن فيه بأن الوحدة الإفريقية هي السبيل الوحيدة للخروج من المأزق الراهن علي كل المستويات القارية والإقليمية والدولية, ويرفض الاستسلام للإحباط واليأس, وهنا يقول: ليس هناك ما يبعث علي التفاؤل مثل اجتماعنا معا للتدبر والتداول في شئون قارتنا المجيدة, وتنسيق خطانا علي طريق المسيرة الواحدة, من أجل إسعاد مئات الملايين من أبنائنا وأحفادنا, وهو الهدف الذي نكرس له كل عملنا وجهدنا. وبعث الرئيس برسالة واضحة إلي المجتمعين, أكد فيها ريادة مصر الإفريقية, ودورها الذي مضي عليه نصف قرن منذ اجتماع الآباء المؤسسين, الذين أرسوا معا لبنة الوحدة الإفريقية هنا بأديس أبابا في مايو1963, واستشهد بما قاله الزعيم الراحل جمال عبدالناصر: ليكن ميثاقا لكل إفريقيا, ولتعقد اجتماعات علي كل المستويات الرسمية والشعبية, ولنبدأ طريقنا في التعاون الاقتصادي نحو سوق إفريقية مشتركة.. وتابع الرئيس السيسي في كلمته: منذ تلك اللحظة التاريخية وحتي الآن, استطاعت إفريقيا أن تقطع شوطا طويلا, واستطعنا تحقيق الكثير من الأحلام, وتغلبنا علي العديد من العقبات, وواجهنا ما استجد من تحديات, تخلصنا من الاستعمار, وإن بقيت آثاره ورواسبه, وما زلنا نعمل جاهدين علي ترسيخ مقومات السلام والأمن والاستقرار, وعلي تحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج القاري لدولنا وشعوبنا, سعيا نحو بناء الإنسان الإفريقي. ووضع الرئيس الحلول الشاملة في كلمته بقوله: ثبت, بما لا يدع مجالا للشك, أن الفهم المشترك والاحترام المتبادل بيننا جميعا هو أعظم قوة دافعة نمنحها للاتحاد الإفريقي, وأنه بتعميق إرادتنا المتحدة يستطيع عملنا المشترك أن ينطلق نحو كل الآفاق التي نستهدفها ونتطلع إليها.. وأود في هذا المقام تأكيد أهمية ترسيخ مبدأ الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية, فهو السبيل الوحيدة للتعامل مع التحديات المشتركة التي تواجهنا, فإفريقيا أكثر قدرة علي فهم تعقيدات مشكلاتها وخصوصية أوضاعها, ومن ثم فهي أقدر علي إيجاد حلول ومعالجات جادة وواقعية, تحقق مصالح شعوبها, وتصونها من التدخل الخارجي, والسقوط في براثن الأنماط المبتكرة والمعاصرة من الاستغلال, تلك الأنماط المعاصرة التي لا تلائم واقعها. وبكلمات القارئ الجيد للأحداث والظروف, والواثق من نجاح الحلول, أضاف الرئيس: بالرغم من جهودنا الحثيثة للسيطرة علي النزاعات بالقارة ومحاصرتها, وخطتنا الطموح لإسكات البنادق في أرجاء القارة بحلول عام2020, فلا يخفي عليكم أن الطريق أمامنا لا يزال طويلا لإنهاء الاقتتال في إفريقيا, وعلينا أن نستمر في السعي معا لطي تلك الصفحة الأليمة من تاريخ النزاعات في إفريقيا, والتي نالت من آمال التنمية بالقارة, ويتعين علينا أن نؤمن بضرورة التحصن بدرع التنمية لمعالجة جذور الأزمات, ومن هنا أدعوكم أشقائي قادة إفريقيا للعمل معا علي إعادة إحياء وتفعيل سياسة قارتنا الإطارية لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات, ولوضع خطط عمل تنفيذية تحصن الدول الخارجة من النزاعات ضد أخطار الانتكاس, وتساعد علي بناء قدرات مؤسسات الدولة لتضطلع بمهامها في حماية أوطانها, وتساهم في التئام جروح مجتمعاتنا. ولم يكن خافيا علي الرئيس أن الإرهاب اللعين هو أزمة القارة, فوصفه قائلا: يظل الإرهاب سرطانا خبيثا يسعي للتغلغل في أجساد الأوطان الإفريقية, ويهاجم مفاصل الدولة الوطنية, ويختطف أحلام الشعوب وأبناءها. وأمام قمة الاتحاد الإفريقي, التي تعقد تحت عنوان: المهاجرون والعائدون والنازحون.. نحو حلول دائمة للنزوح القسري في إفريقيا, عدد الرئيس السيسي أمراض القارة فقال: إننا بصدد عرض لأمراض متعددة; فانتشار النزاعات, ووحشية الإرهاب, وهمجية التطرف, وتغير المناخ, وقسوة الفقر, وشح المياه, وتفشي الجفاف, كلها عوامل تتضافر وتتداخل لتدفع البشر لفراق ديارهم, لا سيما أن آثار تلك الأزمات تنعكس علي إفريقيا بالمقام الأول. وحرص الرئيس السيسي علي مخاطبة شباب إفريقيا, قلب القارة النابض وسواعدها الفتية, فقال: إننا نبذل الجهود, ونعد الخطط, آملين أن نترك لكم قارة أقوي مما ورثناها, وأن نفتح لكم آفاقا أرحب مما وجدنا, وأن نخلق لكم أدوات تمكنكم من قيادة دفة إفريقيا الآمنة القوية. كما لم ينس الرئيس المرأة الإفريقية العظيمة, ودورها المحوري في المساهمة في قيادة قارتنا, ووجه إليها تحية تقدير وإعزاز, لما تحملته, وما زالت, من التصدي لويلات الحروب بالصبر, والتغلب علي ندرة الموارد بالجهد, وقال بالحرف الواحد: إن أمامكن الأفق مضيء إلي منتهاه, لا يوجد ما يمنعكن من تحقيق آمالكن وترسيخ قيادتكن, فقط عليكن مواصلة الجهد والعمل والتسلح بالعلم والإرادة. ووجه الرئيس كلامه إلي شركاء إفريقيا بدول العالم قائلا: إن الشراكة مع إفريقيا فرصة حقيقية لتحقيق المصالح المشتركة, واستثمار رابح اقتصاديا وتنمويا. وقدم الرئيس لزعماء القارة ثلاثة محاور لتذليل المعوقات التي تواجه تعميق العمل الإفريقي المشترك; أولها تعزيز جهود تحقيق التكامل الإقليمي, وأفضل سبيل لذلك هو تطوير البنية التحتية من خلال تعظيم المشروعات العابرة للحدود, وتشجيع الاستثمارات في هذا المجال, وثانيها دفع الاندماج القاري عبر تسريع وتيرة إنشاء منطقة التجارة الحرة, بما يسهم في تخفيض أسعار الكثير من السلع, ويزيد من تنافسية القارة علي المستوي العالمي, وثالثها السعي لتوفير المزيد من فرص العمل للشباب, الأمر الذي يتطلب بشكل رئيسي حشد الاستثمارات الوطنية والدولية وجذب رءوس الأموال وتوطين التكنولوجيا. وقبل أن يترك الرئيس السيسي المنصة قالها خالصة لصالح القارة الإفريقية وشعوبها: ليس أمامنا بديل سوي قبول التحدي, وإثبات أن أبناء هذه الأرض المناضلة قادرون علي العطاء المستمر من أجل إيجاد عالم أفضل لشعوبنا. وحرص الرئيس السيسي علي وضع النقاط علي الحروف فيما يتعلق بسد النهضة, وشارك في قمة ثلاثية مع كل من الرئيس السوداني عمر البشير, ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد, لتوفير مظلة سياسية لدعم المفاوضات الفنية حول سد النهضة, والتغلب علي أي عراقيل, والعمل علي تعزيز التعاون الثلاثي, وأكد أهمية العمل علي ضمان اتباع رؤية متوازنة وتعاونية لملء وتشغيل سد النهضة, بما يحقق مصالح وأهداف كل دولة من الدول الثلاث, ويحول دون الافتئات علي حقوق الأخري. وتوافق الزعماء الثلاثة علي عدم الإضرار بمصالح شعوبهم كأساس تنطلق منه المفاوضات, والعمل المشترك لتحقيق التنمية للشعوب, من خلال العمل علي التوصل إلي توافق حول جميع المسائل الفنية العالقة.