تابع الملايين أمس عبر شاشات التليفزيون وقائع محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه وعدد من رموز النظام السابق في قضيتي قتل المتظاهرين والاضرار العمدي بالمال. وشاهد الكل عددا كبيرا من المحامين بحق المدني غابت عنهم صفة الشهرة والنجومية مما دفع الكل للسؤال أين رموز مهنة المحاماة وشيوخها الذين صالوا وجالوا كثيرا من ساحات المحاكمات وأروقة الجلسات. الكبار يؤكدون أن الادعاء بالحق المدني لا يحتاج إلي حرفية قانونية ودور المحامي هنا يقتصر فقط علي اثبات الضرر الذي وقع علي المجني عليه, والأصل في المحاماة أن يختار كل موكل محاميه, والتطوع بالدفاع له ظروفه, بينما يري آخرون أن المحامين الذين ظهروا في جلسة أمس باحثون عن الشو الإعلامي. المحامي بهاء أبوشقة نائب رئيس حزب الوفد, قال: إنه انحاز للثورة منذ بدايتها والكل يعلم ذلك في رفضه التام الدفاع عن أي متهم في قضايا إطلاق النار وقتل وإصابة المتظاهرين أو المتهمين بتمزيق إرادة الأمة أو الاضرار بالمال العام والاستيلاء عليه. وأكد أبوشقة أن دور المدعي بالحق المدني يقتصر علي اثبات الضرر الذي وقع علي المجني عليه وهذا لا يحتاج إلي حرفية قانونية عالية, كما يعتقد البعض, ولكن الحرفية العالية والمهنية مطلوبة وضرورية في الدفاع عن المتهم. وأضاف أن النيابة العامة تمثل المجتمع وتحقق في القضية وتقوم بدورها علي أكمل وجه وتقدمت بالأدلة والقرائن الكافية لاثبات التهم والجرائم علي المتهمين. وفيما يتعلق بعدم حضور كبار المحامين ورموز المهنة المحاكمة والدفاع عن شهداء ومصابي الثورة, قال سامح عاشور رئيس الحزب الناصري ونقيب المحامين الاسبق, إن الأصل في أي قضية أن الموكل يختار محاميه وهذا حقهم ولا يجوز لأحد أن يسلبهم هذا الحق, كما أن حضور المدعين بالحق المدني يأتي أيضا في إطار الموكلين, مضيفا أنه في هذا الاطار يجب أن يمتنع المحامون المنتدبون عن الحضور لعدم مزاحمة المحامين الاصليين في القضية. وقال, إن تدخل نقابة المحامين أو المتطوعين له ضوابط علي رأسها أن حضوره يكون عندما يعز علي الموكل وجود محام أو عدم قدرته علي إيجاد محام. وأضاف أن المحامين الذين حضروا الجلسة فيهم كفاءات جيدة وليس مطلوبا كثرة عدد المحامين, خاصة في مثل هذه القضايا لأن ذلك يمكن أن يعطل سير الدعوي وكذلك الادعاء المدني. وقال نبيه الوحش, إن هناك عددا من المحامين دخلوا في هذه القضية بحثا عن الشهرة ولتحقيق مصالح شخصية وأهداف ليست عامة وليست في صالح المدعين بالحق المدني. موضحا ان البعض أراد أن يركب الموجة وأضاف أنه امتنع عن الحضور والدفاع لأنه ليس من المتاجرين بدماء الشهداء والمصابين, وليس من المتاجرين بالثورة التي أسقطت النظام, وحتي لا يتهم بالبحث عن الشو الإعلامي.