أهدت الفنانة ليلي علوي تكريمها في معرض الكتاب في يوبيله الذهبي إلي محمد عبد المطلب مدرس اللغة العربية في المرحلة الثانوية الذي يعمل حاليا أستاذا بكلية الآداب جامعة عين شمس, وقالت إنه من حببها في الثقافة والاطلاع والقراءة, حيث كانت تذهب إلي معرض الكتاب منذ الصغر لكي تطلع علي الكتب, مؤكدة أن هذا التكريم يمثل مكانة خاصة لديها. جاء ذلك خلال ندوة تكريمها أمس بمعرض الكتاب التي أدارتها الكاتبة آمال عثمان, حيث بدأت الندوة بعرض فيلم عن مشوارها الفني, وقالت: إن أول درس تعلمته في حياتها الفنية كان من الفنان الراحل محمود مرسي وهو التمثيل بتلقائية وطبيعية دون تصنع, وأنه لابد أن يكون هناك صدق في الإحساس حتي يصدقها المشاهد, كما روت ذكرياتها عن فيلمها سيدة النيل الذي رحبت بفكرته ومضمونه منذ أن عرض عليها, لأن هدفه الأساسي كان تنشيط السياحة, وتوجيه رسالة أن بلدنا هي بلد المحبة والسلام, واستغرق تصويره يوما واحدا, وتمت ترجمته لعدة لغات. وأشارت إلي أن فيلمها خرج ولم يعد بطولة الفنان يحيي الفخراني, شكل انطلاقة كبيرة لها, لأنه وضعها في منطقة جديدة بعيدا عن الفتاة الجميلة الأرستقراطية, حيث جسدت شخصية فتاة ريفية وبعد جلسات العمل وعند بدء التصوير كانت أول مرة تري الريف المصري وألوانه الخلابة, ونقاءه, وهو ما كان السبب في خلق طاقة إيجابية لكل فريق العمل, إلا أن أكثر ما أرهقني هو حلب البقرة علي مدار ثلاثة أيام, لأن لها مواعيد محددة وهي الفجر, ولابد أن تحب البقرة من يحلبها, وبالفعل نجحت في المهمة, وهو ما جعل المخرج الراحل محمد خان يقول لي: أنتي فلاحة بنت فلاحة وهو ما أسعدني. وأضافت أن فيلم المغتصبون حالة خاصة لديها لأنه مستوحي من قصة حقيقية تم تحويلها إلي فيلم سينمائي إخراج سعيد مرزوق, وتناول قصة الاغتصاب البشعة لفتاة المعادي, وخلال جلسات العمل اطلعت علي محاضر الشرطة وصور التحقيقات لدراسة الدور جيدا, وهو ما جعل فريق العمل بالكامل يشعر بالمسئولية وكأننا نأخذ بثأرها, مشيرة إلي أنه كانت هناك أحد المشاهد الصعبة الذي تم تصويره في ليلتين بسبب الإرهاق النفسي والمهني, وحقق الفيلم ردود أفعال متميزة وسرع في تنفيذ الأحكام في قضايا الاغتصاب. وبالنسبة لفيلم المصير, فقالت إنه شهد العديد من الذكريات المؤلمة حيث تم تصويره في سوريا بمدينة حمص, وفي أول يوم استغرق التصوير وقتا من المغرب للفجر في حي قديم, وبعد انتهائه خلدت للنوم واستيقظت علي خبر وفاة الوالد, وهنا تحدث الراحل يوسف شاهين مع المسئولين للسفر سريعا, وبالفعل وصلت للقاهرة وانتهيت من إجراءات الجثمان والدفن, وعدت في اليوم التالي للتصوير, حتي لا يتعطل العمل وتكاليف الإنتاج, ثم تلقيت العزاء بعد أسبوعين من وفاته. أما عن فيلم بحب السيما الذي شهد جدلا كبيرا, أوضحت أنها وافقت عليه لإيمانها بأهمية مناقشة قضية التشدد وبعض المفاهيم الخاطئة, مؤكدة أن المخرج الراحل أسامة فوزي, والفنان محمود حميدة, والفنانة منة شلبي, أبدعوا في العمل. من ناحية أخري, قال هيثم الحاج علي رئيس هيئة الكتاب: إن تكريم الفنانة ليلي علوي بدرع الدورة يؤكد أن الثقافة ليست في كتاب ولكن هي وعي كامل في الحياة, وليلي تعتبر واحدة من أهم علامات السينما لأن أعمالها تحارب الأفكار الظلامية, وتقدم صورة مصر الحقيقية أمام الخارج, كما يجمعنا شيء مهم وهو التلمذة علي يد الدكتور محمد عبد المطلب, ولذلك فهي تستحق التكريم.