يعد البيت النوبي بالأقصر واحدا من القلاع الحصينة التي تحافظ علي التراث والموروث الصناعي القديم من الحرف والصناعات اليدوية من الاندثار. وأنشيء البيت النوبي في عام2007 بقرية البغدادي جنوبالأقصر علي الطراز النوبي ويتكون من طابقين وتتوسطه مندرة لاستقبال الضيوف, ويضم أقساما لتصنيع المنتجات والحرف اليدوية التي تمثل الثراث النوبي من الفخار والسجاد والكليم والخرز والخوص والفركة ورسم الحنة. وبعدما توقف عاما كاملا بدأت الحياة تدب في البيت النوبي من جديد بعد إسناد إدارته إلي إحدي الجمعيات الأهلية النشطة والتي عملت فور تسلمها إدارة البيت علي إعادة العاملات للعمل, ومع انتعاش الموسم السياحي والإقبال الكبير من جانب السياح علي شراء المنتجات الحرفية المعروضة بمختلف المعارض عادت عجلة الإنتاج للدوران. وتقول أسماء علي مدربة علي أعمال الخوص والجريد إن تزويد البيت النوبي بالخامات والمعدات الجديدة التي تساعدنا علي العمل جعلنا نشعر بتحسن في الدخل خاصة أن كل فتاة تعمل في أي قسم عائدها المادي يأتي فقط من حجم إنتاجها عقب قيام الإدارة بتسويقه من خلال طرحه للبيع بعدة معارض بالقاهرة, مشيرة إلي أن هناك إقبالا كبيرا علي المنتجات اليدوية من خامات البيئة سواء من السياح الأجانب أو من المصريين, لافتة إلي أن جميع العاملين بالبيت النوبي يشعرون أن الموسم السياحي الحالي مبشر بالخير. وأوضحت أسماء, أن الإدارة تسعي حاليا إلي تسويق منتجات البيت النوبي علي السياح والزوار بعد مساع حثيثة قامت بها لجلب السياح إلي زيارة البيت النوبي بعد تحويله إلي مزار سياحي بالتعاون مع الشركات السياحية. وتضيف فاطمة محمد إحدي العاملات أن العمل بالإنتاج يساعد الأسر النوبية والقري المجاورة علي إقامة مشروعات صغيرة, مشيرة إلي أنه يمكن للفتيات أو ربات البيوت الحصول علي قرض ميسر من جهاز تنمية المشروعات وتسويق إنتاجهن من خلال البيت النوبي. وأكدت إيمان محمود إحدي العاملات أن مهمة البيت النوبي الأساسية تتمثل في العمل علي نشر ثقافة التدريب, حيث يسعي إلي تدريب150 فتاة علي الصناعات اليدوية برغبة الفتاة أو ربة المنزل من خلال الحرفة التي تجيدها حتي تتقن الحرفة ثم تتفرغ لإقامة مشروع خاص بها في قريتها ويساعدها بعد ذلك البيت النوبي في التسويق. وتشير صباح كامل عاملة إلي أن البيت يسعي حاليا إلي تدريب الفتيات علي الحرف اليدوية التي تتعرض للاندثار مثل الفركة انتاج الشال من القطن الخوص والجريد, فضلا عن استغلال خامات البيئة الأقصرية من مخلفات النخيل وتحويلها إلي هدايا قيمة للسياح, بالإضافة إلي الفخار الذي يوجد عليه إقبال كبير سواء من المصريين أو السياح الأجانب, لافتة إلي أن هذه المهنة كانت مهددة بالاندثار وتطالب المسئولين بمد يد العون للقائمين علي البيت النوبي للاسهام في الحفاظ علي هذه الصناعات التي تعد من الموروثات الصعيدية الأصيلة. ومن جانبه أكد سمير حجازي المسئول عن البيت النوبي أن الإدارة تسعي جاهدة للحفاظ علي الصناعات اليدوية من خلال البيت النوبي والحضري, فضلا عن استغلال الإمكانات المتاحة من العاملين المدربين علي أعلي مستوي في إعلاء شأن الصناعات اليدوية وتطويرها لتكون خير سفير للأقصر ومشرفة لأبنائه عندما يقتنيها السياح كهدايا قبل عودتهم لبلادهم. وقال حجازي نسعي إلي تطوير جميع المعدات المتوافرة بالبيت النوبي بشكل كامل, فضلا عن توفير الخامات المستخدمة في التصنيع, بالإضافة إلي أننا قمنا بانتهاج نهج جيد في الإدارة من خلال العمل علي تحسين دخل الفتيات العاملات بالبيت وفتح مشروعات لذويهم في القري وتسويق منتجاتهم من خلال البيت النوبي. ويضيف نسعي للترويج لمنتجاتنا اليدوية بين السياح من خلال التعاون مع الشركات السياحية لتنظيم زيارات للبيت النوبي والحضري عقب الانتهاء من تنفيذ خطة تطوير العمل بالبيت الحضري بالكرنك بعد التغلب علي بعض المشكلات التي واجهتنا في استلام المبني الذي قمنا بتطويره وإعادته للعمل بعد توقف دام أكثر من عام, مشيرا إلي حرص الجمعية علي تحقيق أعلي إنتاج لإضافة مزارات جديدة