اختتم أمس مؤتمر المجلس الأعلي للشئون الإسلامية التاسع والعشرون أعماله, الذي عقد تحت عنوان بناء الشخصية الوطنية وأثره في تقدم الدول والحفاظ علي هويتها بمشاركة140 عالما ومفتيا ووزيرا ورئيسا لمؤسسات دينية ودولية من70 دولة, بإصدار وثيقة القاهرة للمواطنة وتجديد الخطاب الديني, والتأكيد علي ضرورة العمل الجاد لتكوين الإمام العصري المستنير, من خلال برامج تدريبية للأئمة والخطباء والواعظات, لا تقتصر علي التأهيل الشرعي, وإنما تشمل الإلمام بعلوم المنطق وعلوم النفس والاجتماع وحروب الجيل الخامس لمواجهة الجماعات المتطرفة, التي تمزج بين حروب التشويه للرموز الوطنية وتحويل الحسنات لسيئات. وأكد العلماء أن مشروعية الدولة الوطنية, وبيان أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان, وأن حفظ الأوطان أحد المقاصد الكلية, علاوة علي تعزيز دور المؤسسات الوطنية في خدمة الأوطان ودعمها في كل المجالات بما يحقق الازدهار والسلام للإنسانية. وطالب المشاركون بتعزيز مفاهيم الوحدة الوطنية, وتحويلها لثقافة لترسيخ أسس العيش المشترك بين أبناء الوطن, بجانب التركيز في مناهج التعليم علي مناهج القيم وقبول التعددية وثقافة الحوار وخدمة المجتمع, وتعزيز دور الأسرة في بناء الأسر المتوازنة في فهم أمور الدين والدنيا, لتكوين جيل من النشء قادر علي تحمل مسئولية أمانة الأوطان. ودعت توصيات المؤتمر في وثيقة عمل مشترك لترسيخ قيم الولاء للوطن وبناء الشخصية لنشر الفكر الوسطي المستنير لصالح الإنسانية, والتأكيد علي الدور الفاعل لوسائل الإعلام في دعم قيم الانتماء للوطن والتصدي لمحاولات هدمه, وأهمية تدريس مادة التربية الوطنية, بأسلوب علمي عصري يحقق الربط بين النشء وأوطانهم. كما دعا المشاركون إلي أهمية التفرقة بين النص المقدس وما هو غير مقدس من الفتاوي والآراء والشروح, التي تتغير طبقا للظروف والأحوال وضرورة الانتقال من مناهج الحفظ والتلقين إلي مناهج التفكير والفهم والتأمل بدراسة علوم أصول الفقه وقواعده الكلية, وفقه الأولويات للتعامل مع المستجدات برؤية عصرية مستنيرة. وطالبوا بإصدار تشريع دولي بتجريم الإرهاب باعتباره ظاهرة عالمية ومحاكمة كل من يدعم الإرهاب ومن يقف وراءه.