حالة من المجهول باتت تسيطر علي الفريق الأول لكرة القدم بالزمالك قبل بداية الموسم الجديد في ظل التضارب الكبير والضخم في قرارات مجلس الإدارة وعدم حسم الجهاز الفني الجديد بقيادة حسن شحاتة لموقفه. سواء بتولي المهمة من عدمه بالإضافة للفشل الذريع في حسم الكثير من الصفقات في الوقت الذي تمت فيه الإطاحة بالعديد من اللاعبين الأساسيين قبل إيجاد بدائل قوية ومميزة لهم قادرة علي قيادة الفريق للمركز الأول في الموسم المقبل. وانفجر بركان الغضب داخل نادي الزمالك وسادت حالة من الانقسامات بين أعضاء مجلس الإدارة في الساعات القليلة الماضية بعد توقيع محمد نجيب مدافع الفريق الأول لاتحاد الشرطة للأهلي ونجاح المنافس التقليدي للفانلة البيضاء في ضمه رسميا لصفوفه صباح أمس الإثنين في الوقت الذي كان الأقرب فيه لارتداء الفانلة البيضاء. وشهدت الساعات القليلة الماضية تطورات كبيرة داخل نادي الزمالك بدأت باتفاق عبد الله جورج سعد عضو مجلس إدارة النادي مع مسئولي الشرطة علي ضم اللاعب بعدما لعب حلمي طولان المدير الفني الجديد للشرطة دورا كبيرا بتغيير قناعات المدافع في ارتداء الفانلة البيضاء بدلا من الحمراء كشرط أساسي للموافقة علي رحيله من صفوف الفريق.. وبالفعل قرر مسئولو إتحاد الشرطة تأجيل منح الأهلي الاستغناء الخاص به وتحججوا بأن رغبة اللاعب الانضمام للزمالك انتظارا لوصول الشيكات الخاصة بالزمالك مثلما وعد عضو مجلس إدارة النادي بإحضارها صباح أمس الإثنين. والمفاجأة التي لم يتوقعها عبد الله جورج سعد عضو مجلس إدارة نادي الزمالك صباح أمس الإثنين رفض المستشار جلال إبراهيم رئيس النادي التوقيع علي شيكات صفقة انضمام اللاعب بحجة عدم وجود سيولة مالية ولا ارصدة للنادي في البنوك كافية لتغطية القيمة المالية للمبلغ الذي يطلبه اتحاد الشرطة ومن المستحيل كرجل قانون أن يتحمل مخاطرة إصدار شيك بدون رصيد مهما كلفه الأمر خوفا من أن يقع تحت طائلة المساءلة القانونية. وحاول عضو مجلس إدارة النادي أن يقنعه بأنه لا مشكلات قانونية وأن اتحاد الشرطة لن يفعل الشيكات قبل شهر من الآن ستكون خلالها خزينة الزمالك انتعشت علي اعتبار أنه من المقرر أن تدخل إيرادات النادي في الشهرين المقبلين ما لايقل عن20 مليون جنيه بالإضافة إلي أن الكثير من مسئولي الأندية يلجأون لإصدار شيكات مؤجلة الدفع في الوقت الحالي ومنهم الأهلي الذي يتعرض لمشكلات قانونية بعد حجز محافظة القاهرة علي أرصدته البنكية ورغم ذلك يتحمل رئيسه حسن حمدي مسئولية إصدار الشيكات لحل الأزمات وتدعيم صفوف الفريق قبل بداية الموسم الجديد. ورغم كل المبررات التي ساقها الدكتور عبد الله جورج سعد للمستشار جلال إبراهيم فإنه رفض بشكل قاطع التوقيع علي شيكات الصفقة ليضيع الجهد الكبير الذي بذله ومعه حلمي طولان في تغيير مسار الصفقة وإقناع اللاعب بالانضمام للزمالك ليصاب عضو مجلس الإدارة بحالة من الغضب الشديد تدفعه للانفعال الذي انتهي بتقدمه باستقالته من مجلس الإدارة رافضا كل محاولات إقناعه بالعدول عنها أو علي الأقل حضور جلسة اليوم لشرح وجهة نظره خاصة أن الكثير من مسئولي النادي يتعاطفون معه في ظل الجهد الكبير الذي يبذله لإتمام صفقات جيدة لدعم الفريق الأول لكرة القدم.. ليس ذلك فقط بل إنه يتحمل بشكل شبه كامل ملف الفريق. ولم تكن خسارة الزمالك لصفقة محمد نجيب السبب الوحيد الذي دفع عبد الله جورج سعد لتقديم استقالته وإنما تأخر المستشار جلال إبراهيم في صرف الشيكات الخاصة باللاعب أحمد حسن الذي وقع رسميا للنادي مقابل ثلاثة ملايين و750 ألف جنيه مما دفع اللاعب للتهديد بالرحيل من النادي وفسخ عقده والانضمام للمصري الذي مازال يريده. وسيطرت علي الزمالك حالة من الارتباك في الساعات القليلة الماضية وصلت لحد الفوضي غير المسبوقة بعد الهجوم الحاد الذي تعرض له مجلس الإدارة من حسن شحاتة المدير الفني الجديد للفريق الأول لكرة القدم الذي هدد لأول مرة بشكل صريح وحاد بالرحيل والاعتذار عن تولي المهمة في الموسم الجديد خاصة أنه لم يوقع العقد رسميا حتي الآن اعتراضا علي حالة العجز الشديد التي يعيشها النادي في الوقت الحالي وفشله في إتمام صفقات للموسم المقبل. ورغم الانتقادات الحادة التي وجهها حسن شحاتة المدير الفني الجديد للزمالك وهجومه العنيف علي مجلس الإدارة فإنه يتحمل الجزء الأكبر من الفوضي التي وصل لها الفريق في الوقت الحالي التي تدل علي ضعف خبرة لدي الرجل في إدارة الفرق الكبري التي تنافس علي بطولات, علي اعتبار أن أفضل الأندية التي دربها المقاولون العرب بعد الخطأ الفادح الذي ارتكبه بالإعلان عن الاستغناء عن مجموعة من اللاعبين وطرح خمسة أسماء أخري للإعارة قبل أن يتأكد من قدرة النادي علي توفير البديل خاصة أن وجودهم في القائمة الفارغة أساسا لم يكن يضره في شيء علي الإطلاق. صحيح أن حسن شحاتة تقدم للزمالك بقائمة تضم12 لاعبا للتعاقد معهم قبل بداية الموسم الجديد لكن غالبية اللاعبين يرتبطون بعقود سارية مع أنديتهم مما يجعل الحصول علي استغناءات عنهم عملية صعبة ومحفوفة بالكثير من المخاطر.. ليس ذلك فقط بل إنه لم يكن محددا علي الإطلاق في أولوياته وتراجع عن الكثير من القرارات التي اتخذها في مقدمتها السماح لحازم إمام بالرحيل ثم العودة وعدم حسمه لموقف هاني سعيد ولا حسن مصطفي اللذين انتهي عقداهما مع الزمالك وطلب عودتهما ثم قرر التأجيل انتظارا لماتسفر عنه المفاوضات مع اللاعبين الجدد. والمشكلة الضخمة التي صنعها حسن شحاتة في فريق الزمالك وبات رحيله هروبا من تحمل المسئولية أن الكثير من المراكز باتت خاوية بعدما استجاب مجلس الإدارة لطلبه واستبعد بعض اللاعبين وطرح أسماء أخري علي قائمة الإعارات منها مركز قلب الدفاع الذي لم يبق فيه إلا محمود فتح الله برحيل هاني سعيد ومحمد يونس وعمرو الصفتي والمدافع الأيمن وحتي الأيسر تطارد المشكلات الثنائي محمد عبد الشافي وصبري رحيل ولاعب الوسط المدافع الذي لم يعد فيه إلا إبراهيم صلاح والناشيء عبد العزيز توفيق ورأس الحربة الذي لم يبق في المركز إلا أحمد جعفر وأحمد حسام ميدو وعمرو زكي والأخير سلامته غير مضمونة والثاني يعاني عدم جاهزية كبيرة. وبصرف النظر عن المشكلات التي صنعها حسن شحاتة لتضارب قراراته فإن أزمات الزمالك لا تتوقف عند هذا الحد بل إن عاشور الأدهم دخل في مشادة مع عبد الله جورج سعد بسبب إصراره علي الرحيل للجونة بدون مقابل.. ويتمسك حسين ياسر بالحصول علي ترضية كبيرة.. وفشلت كل المحاولات في الإبقاء علي عمرو الصفتي ومحمد يونس والأخير أنهي اتفاقه مع بتروجت مقابل دفع500 ألف جنيه للزمالك والتنازل عن مستحقاته ليصبح المجهول في انتظار الزمالك قبل بداية الموسم الأخير بل إن بداية فترة الإعداد المقرر لها غدا الأربعاء, باتت تتعرض لأزمات ضخمة لعدم وجود لاعبين لديهم الرغبة في الانتظام في التدريبات ليبقي السؤال بمن تنطلق فترة إعداد الزمالك للموسم الجديد ؟!!.. أغلب الظن أن عدد الذين ستبدأ بهم تدريبات الزمالك لن يتجاوزا13 لاعبا علي أقصي تقدير من المقيدين في قائمة الموسم الماضي. ورغم كل المشكلات التي يمر بها الزمالك فإن مفاوضاته مازالت مستمرة مع عدد من اللاعبين لضمهم لصفوفه في الموسم الجديد في مقدمتهم رضا العزب وأحمد دويدار لاعبا اتحاد الشرطة وشريف حازم مدافع بتروجت وحسني عبدربه لاعب الإسماعيلي وأحمد رءوف مهاجم إنبي وزميله عبد العزيز توفيق.. وحسين حمدي مهاجم المقاصة وهاني سعيد مدافع المصري بالإضافة لحسن مصطفي وهاني سعيد. وتم تأجيل اجتماع مجلس الإدارة الذي كان مقررا عقده ظهر اليوم لبحث التطورات الأخيرة التي أدت لاستقالة عبد الله جورج سعد وسط تكهنات بإمكان أن تمتد الاستقالات لتشمل أكثر من عضو احتجاجا علي الكثير من الأوضاع وتضامنا مع زميلهم الذي أرسل استقالته بالفاكس لمدير النادي علاء مقلد صباح أمس.