أكثر من خمس سنوات قضاها الفنان الراحل محمود القلعاوي بين جدران منزله دون أن يجد دورا مناسبا في عمل يتناسب مع تاريخه الطويل الذي امتد لأكثر من أربعين عاما, حيث كانت آخر أعماله مسلسل ناس وناس, ليرحل وحيدا دون أن يشكو من هذا الأمر مفضلا الاعتزاز بكرامته ورفضه تسول أدوار من شركات الإنتاج أو نقابة المهن التمثيلية. لا تعد حالة الفنان الراحل هي الحالة الوحيدة بل أن هناك نجوما كبارا لا يزالون علي قيد الحياة, إلا أنهم اختفوا لسنوات في ظل رفضهم طلب أدوار لكي يعودوا للساحة من جديد, مفضلين الاحتفاظ بالصورة الذهنية المرسومة في قلوب الجمهور علي أن يعودوا للأضواء في دور ثانوي مجاملة لهم. وخلال انتخابات التجديد النصفي لنقابة المهن التمثيلية سعي المرشحون وقتها للإعلان عن أهمية قضية التشغيل لتتبناها النقابة في المرحلة المقبلة, ليفوز من يفوز ويخسر من يخسر ويبقي الوضع علي ما هو عليه, قبل أن يخرج أعضاء المجلس والنقيب د.أشرف زكي في مؤتمر صحفي عقد قبل شهرين ليؤكدوا أن النقابة ستقيم ورش تمثيل للنجوم الكبار خاصة أن المنتجين يرون أن أداءهم كلاسيكي قديم لا يتناسب مع روح العصر, ليبقي الأمر كما هو حتي الآن دون أن يعود نجومنا إلي الأضواء مرة أخري: يقول الفنان سامي مغاوري وكيل نقابة المهن التمثيلية إن الأمر مرتبط بتنظيم سوق العمل بشكل جيد, وعندما يحدث ذلك سيجد الجميع أعمالا دون طلب ذلك, مؤكدا أن نقابة المهن التمثيلية من حقها التحدث مع الجهات الإنتاجية لتفرض عليهم العمل في حدود القانون والذي ينص علي أن أي عمل فني يكون محتواه90% أعضاء نقابة, و10% غير أعضاء والذي يكون منهم ممثل أو ممثلة مميزين فلابد من الاستعانة بهم بالعمل بتصاريح, ولكن لا يجوز أن يكون أكثر من نصف فريق العمل ليست لهم علاقة بالنقابة ونجوم كبار أعضاء يجلسون في منازلهم. وأضاف أنه لهذا السبب قررت النقابة عقد ورشة تمثيل شهريا لتحسين قدراتهم الفنية وهذا لا يقلل منهم في شيء, حيث وجد القرار ترحيبا من النجوم, مشيرا إلي أنه واحد من بين هؤلاء النجوم وحصل علي هذه الورش علي يد أحد المدربين الأجانب, كما سيكون هناك ورش مماثلة للشباب الذين لم يحصلوا علي تصاريح للعمل من قبل وستكون مؤهلة لهم ويتم تقييمهم بناء عليها, وستكون مدة هذه الورشة أربع مرات في العام بالنسبة للمتعاونين من الخارج. وأوضح أن الهدف من هذه الورش هو عودة النجوم الكبار حيث ستسهم في تقليل الأعداد التي تتعاون من خارج النقابة في الأفلام والمسلسلات وإعطاء فرصة لأعضائها, مؤكدا أن هناك أزمة تواجه النجوم الكبار بالجلوس في منازلهم وتتضح عندما يحدث هوجة في سوق العمل ولذلك لابد من حدوث تحجيم لحل مشاكل هؤلاء النجوم لكي يحصلوا علي فرص عمل. فيما أكد أيمن عزب عضو مجلس النقابة أن النقابة ليس من مهامها تشغيل الفنانين مثلها مثل باقي النقابات الأخري, ولكن دورها هو الحفاظ علي حقوقهم وضمانها وعلاجهم بطرق تليق بهم, فلن نستطيع فرض أي فنان علي المنتجين. وأشار إلي أن هناك ورشا تدريبية الهدف منها هو ضبط القوانين التي تلزم الجميع بالتصاريح خاصة غير أعضاء النقابة, وبالتالي يحصلون علي الورشة ثم تقييمهم حتي يحصلوا علي التصاريح, أما أعضاء النقابة فهذه الورش لا تقصد أحدا بعينه فهي للنجوم الكبار والشباب ولن نفرضها علي أحد لأنها ستطور من أدائهم إذا أرادوا ذلك. وأيده في الرأي الفنان منير مكرم, الذي رأي أن نقابة المهن التمثيلية ليست منوطة بتشغيل الزملاء الأعضاء بالنقابة, ولا توجد نقابة تقوم بهذا الدور لأن كل عضو عليه أن يبحث عن الشغل الذي يناسبه بنفسه, فمهمة النقابة مساعدة الزملاء ولها مهام محددة مثل مشروع العلاج المسئول عنه أو المعاشات وغيرها من المهام المحددة. أضاف مكرم أن أي شخص استخدم شعارات التشغيل أو أنه سيسهل مهمة الزملاء في الحصول علي عمل لهم فهذا ليس صحيحا, وكلام مرسل, فأنا أحد أعضاء النقابة ولا أستطيع أن أشغل نفسي وأجلس في بيتنا بدون تمثيل. ومن جانبه قال المخرج عادل أديب إن العمل بسوق الفن المصري يحتاج إلي دراسة وقوانين وتخطيط, خاصة أنه يعد أكبر سوق في الوطن العربي ولا نعرف كيفية إدارته ولا نعرف كيف نشغل الممثلين الذين يعملون فيه؟!. وأضاف أنه إذا كانت نقابة المهن التمثلية ليس من دورها أن تشغل أحدا, فلها أدوار أكبر بكثير من ذلك وهي تفعيل القوانين التي تساعد في إدارة موارد النقابة, خاصة أن ميزانية النقابة لا تكفي لعمل شيء, إضافة إلي أن البعض يدفع أرواحه بسبب ضغط هذه المهنة منها وفاة أحد الأشخاص بعد العمل متواصل لمدة5 أيام رغم أننا إذا نظرنا إلي الخارج سنجد أنه لا يجوز أن يعمل شخص فوق12 ساعة مع لحظة خروجه من منزله. أضاف عادل أديب: أري أن ملف الفن ينبغي أن يكون ضمن الملفات التي تديرها الدولة, فالفن لا يعمل بشكل جيد إلا بإرادة الدولة. بينما رأي المخرج محمد فاضل أن النقابة لها دور كبير في ملف التشغيل, مؤكدا أنه يعلم أن هناك محاولات مع شركات الإنتاج لتشغيل الممثلين في الأعمال التي ينتجونها. أضاف: نعيش مرحلة انتقالية في الفن والدراما علي وجه الخصوص ألقت بظلالها علي تقلص العملية الإنتاجية, ولكن وصلتني معلومات عن وجود تعاون بين النقابة وبين عدد من القائمين علي منظومة الدراما لاستمرار الإنتاج الدرامي طول العام وهذا الهدف الذي نسعي إليه. تابع: هناك تغير كبير في شكل ملكية المحطات التليفزيونية وهذا يتبعه بالتأكيد تغير في السياسات المسئولة عن الإنتاج الدرامي وطريقة عرضه وتوزيعه علي مدار العام وليس تكديسه في شهر واحد, وهو ما ينعش ملف التشغيل ويتيح الفرصة لعدد كبير من الممثلين.