نجح قرار مجلس نقابة المهن التمثيلية في أن يحرك مياه التمثيل الراكدة, فبعد أن كانت تواجه الوجوه الجديدة من حديثي العهد بالتمثيل, وكذلك الوجوه القديمة العديد من الصعوبات والعوائق التي يضعها القائمون علي الصناعة لمنح دور لأحد أو الموافقة علي الوقوف أمام الكاميرا, حطمت النقابة كل هذه الأمور لتجعل نفسها المحرك الوحيد لهذه العملية بعيدا عن رغبات المخرج أو المنتج في مجاملة موهبة جديدة أو الاستعانة بفنان قديم علي حساب آخر. وعلي الرغم من أن هذا القرار لم يرق لعدد من القائمين علي الصناعة, إلا أن النقابة حرصت علي أن تشكل قوة من خلال اجتماع عقد بين مجلس نقابة المهن التمثيلية وعدد كبير من المنتجين والمخرجين وفي هذه السطور تستعرض الأهرام المسائي مدي تقبل القائمين علي الصناعة المشاركة في الورش أو ربط مصير الوجوه الجديدة في يد النقابة بعد أن كان للمنتج والمخرج الكلمة العليا, وكذلك مصير الأعمال التي يجري تصويرها بالفعل ويشارك فيها عدد من الوجوه الجديدة.. الإجابة في السطور الآتية: قالت الفنانة رجاء الجداوي إن هناك بعض الفنانين الكبار سنا وقفوا عند أداء السبعينيات والثمانينيات, وهذا أمر لا يحتاج لورش تطوير الأداء علي الإطلاق بقدر احتياجهم لمجاراة روح العصر وإيقاع الحياة المختلف والجمل السريعة والابتعاد عن الأداء البطيء الذي يخص التمثيل قديما لأنهم كان لديهم في هذه الفترة أداء معين, قبل أن يتغير العصر ويجبر الفنان علي تغيير أدائه, وهو ما يبدو واضحا لأي فنان يتعاون مع الشباب ليصبح قريبا من روحهم فقول الجملة في المشهد اليوم اختلفت عن الجمل في الأفلام القديمة, حتي دور الأم اليوم أصبح مختلفا عن دور الأم الذي قدمته الراحلة أمينة رزق, والراحلة فردوس محمد وأصبحت أم معاصرة متماشية مع العصر الحالي, وهذا واجب الممثل تجاه نفسه بتطوير نفسه مع الزمن. وأشارت إلي أنها ليست ضد الجيل الجديد ففيهم نماذج متميزة ودورها كممثلة قديمة تطوير نفسها مع هذا الجيل فإذا كانت تستطيع من تلقاء نفسها هذا جيد أو يتم اللجوء للورش المقترحة من قبل النقابة ولا يتم التعالي عليها فهو له حرية التصرف وليست إلزاما, ولكن الإلزام يكون بالنسبة للوجه الجديد لابد من الالتزام بالقوانين وإذا كان منهم موهوبين بالفعل فهذه الورش ستكون شيئا مفيدا لهم فمثلا كل تلاميذ المخرج خالد جلال أصبحوا نجوم تليفزيون وسينما بسبب الورش والتدريب العملي مما أهلهم في البداية لطريق النجومية. ويتفق معها المنتج محمد فوزي الذي يري أن هذه الورش تعتبر بمثابة درس لتعلم كل ما هو جديد بالنسبة للفنانين الكبار, وكذلك معرفة مبادئ التمثيل الحقيقية بالنسبة للوجوه الجديدة, فالوقوف أمام الكاميرا أمر ليس هينا فهي لها رهبة وبالتالي هذه الورش ستمحو هذه الرهبة وتجعل الوجه الجديد يعتبرها وكأنها أمر عادي أو يمثل وكأنه يمثل منذ سنوات, كما أن الفنان لا يعتمد علي الموهبة فقط فلابد من تواجد عناصر أخري فيه ليحصل علي تصريح من النقابة وفي المستقبل يحصل علي لقب النجم. بينما قال المخرج عمر عبد العزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية إنه لابد من تنفيذ لوائح وقوانين نقابة المهن التمثيلية التي تهدف في المقام الأول إلي خلق فن هادف محترم متطور, مشيرا إلي أن فكرة الورشة جيدة وتحدث في جميع أنحاء العالم, ويشترك فيها نجوم عالميون وذاك لتطوير الفن وأساليب التمثيل, وبالتالي لابد من دعمها فحينما قرر النقيب أشرف زكي تقديم ورش للتمثيل أيده جميع أعضاء النقابة والمخرجين والمنتجين لأن السير علي القوانين لا يغضب أحدا. وأوضح لالأهرام المسائي أنه أثناء اجتماعه مع أعضاء النقابة وجد ترحابا من كل صناع الأعمال التليفزيونية بفكرة ورش تمثيل للشباب الجدد فهناك العديد من الموهوبين الذين لابد أن يسيروا في الطريق الصحيح للفن من البداية حتي يتم إعدادهم بشكل صحيح للحفاظ علي موهبتهم, من خلال عمل ملف لهم للاعتراف بهم في النقابة حتي يتقدموا للتمثيل دون تعطيل, وهذا القانون لكشف مدعي الموهبة وليس كل من يستيقظ من نومه ويجد نفسه يحب التمثيل يمثل ليعرف الجميع أن هناك أساسيات للمهنة لابد من السير عليها. وأضاف أن هناك قوانين صارمة ستنفذ علي من لا يلتزم بالقوانين والتي بها بعض من الأريحية بمعني أنه لو هناك عمل تم تنفيذه بالفعل وبه وجوه جديدة لن يتم إيقافهم حتي يلتحقون بالورشة بجانب التمثيل, علي أن يستكملوا الورشة لخوض أي أعمال أخري دون توقف. وأشار إلي أن الجيد في هذه الورش هو أنها ليست للجدد فقط, بل للنجوم الشباب والكبار وهذا أمر لا يقلل من أحد فالتمثيل لابد وأن يتطور مثل جميع مجالات الحياة وحتي لا تكون هناك حجة لعدم استعانة المنتجين بالنجوم الكبار لطريقة تمثيلهم التقليدية فهذا سيجعل هناك توازن بين القديم والحديث. فيما قالت الناقدة ماجدة موريس: إن هذا القانون لو تم تنفيذه سيكون شيئا مميزا في حق نقابة المهن التمثيلية, ويؤكد أنه لن يوجد تهاون في حق الفن والتمثيل بشكل عام, بعد أن أصبح مهنة من لا مهنة له, خاصة عندما يكون للوجه الجديد علاقة جيدة بالمنتج أو المخرج دون الأخذ في الاعتبار أنه لا يملك موهبة بل وفي بعض الأحيان يفرض علي باقي فريق العمل, وبالتالي هذا القانون سيمنع هذا الوضع الخاطئ ويجعل كل من يتقدم للنقابة أو يحصل علي تصريح أو يدخل أي عمل فني يكون له حق في ذلك. وأضافت أن فكرة وجود قوانين ولوائح يتم تنفيذها لا يغضب أحدا خاصة إذا كانت في الصالح العام, أما بالنسبة لورش التمثيل للفنانين الكبار والنجوم الشباب فلماذا نعتبرها تقليلا من شأنهم؟ بل بالعكس هذا يكون بمثابة تطور لهم لأن هذه الورش لابد أن يدرس فيها أساتذة متخصصون وذوو خبرة حتي يستفيد منهم هؤلاء النجوم والفنانون الكبار سنا بل وتكون وسيلة تطوير لهم من ناحية الأداء والطريقة والأسلوب. وتعليقا علي ذلك يقول الفنان سامي مغاوري عضو مجلس النقابة إن عددا كبيرا من المنتجين والمخرجين حرصوا علي الجلوس مع مجلس النقابة من خلال اجتماع موسع أبدوا فيه تفهمهم للأمر واستعدادهم له, كما أبدوا تعاونهم مع النقابة من خلال القانون واللائحة التي تعطي الحق للنقابة بالاستعانة بنسبة10% من غير أعضاء النقابة بينما90% من غير أعضاء النقابة. وأضاف أن هناك أزمة تمثلت في قيام بعض المنتجين والمخرجين بالاتفاق مع عدد من الوجوه الجديدة قبل صدور هذا القانون لتقديم أعمال جديدة, فيما بدأ آخرون تصوير أعمالهم بالفعل, وهو ما يشير إلي معوقات قد تمنع هذه الوجوه من استكمال مشاركتهم, وبناء عليه قرر المجلس برئاسة النقيب أشرف زكي أنه لا مانع من ذلك بتقديم الوجه الجديد مع شرط التقدم للورشة, حتي لا نتسبب في تعطيل العمل الفني, حيث سيتم طلب استخراج تصريح بجانب دخول الورشة في الوقت نفسه وبعد انتهاء العمل يتم تصحيح وضعه وفتح ملف له إذا اجتاز الورشة بنجاح وإذا حقق الدور الذي قدمه مع المخرج نجاحا أيضا. وتابع مغاوري قائلا: إن هناك العديد من الوجوه الجديدة يعتقد المخرجون أنهم علي قدر كبير من الموهبة, ولكن بعد تقدمهم للاختبارات يفشلون, ورغم ذلك فإننا نعطي الفرصة للمخرج وعدم الحجر علي حرية إبداعه في تقديم الوجه الجديد بشرط ألا يزيد عددهم عن10 وجوه في العمل الواحد, خاصة أن العام الماضي كان60% من المشتركين في أعمال تليفزيونية ليسوا أعضاء نقابة, وليس من المعقول أن يكون المخرجون قد رأوا أن كلهم لديهم الموهبة, وهو ما يشير إلي وجود مجاملات وأشياء أخري غير مشروعة.