أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن معرض التجارة البينية خطوة مهمة في مسيرة دعم جهود التكامل الاقتصادي الإفريقي, خاصة في ضوء الإنجاز المتحقق في مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية, التي ستدخل حيز التنفيذ في القريب العاجل, مشيرا إلي أنها ستساعد علي تعزيز تنافسية المنتج الإفريقي علي الصعيدين الإقليمي والدولي, مضيفا أن المعرض ينقل رسالة إلي العالم بأن إفريقيا مستعدة وترحب بالتعاون علي جميع الأصعدة الاقتصادية, التجاري منها والاستثماري. جاء ذلك خلال كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي, التي ألقاها نيابة عنه الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة, للوفود المشاركة في المعرض الأول للتجارة البينية الإفريقية, الذي يأتي عقب محطة مهمة في مسيرة العمل الإفريقي المشترك, وهي منتدي إفريقيا2018, وبالتزامن مع المؤتمر السابع لوزراء التجارة الأفارقة. وقدم الرئيس الشكر للاتحاد الإفريقي, والبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد, علي الجهد المبذول لإنجاح هذا المعرض وغيره من الفعاليات الإفريقية الهامة, وعلي السعي الدائم لتحقيق التكامل بين دول القارة, موضحا أن القارة الإفريقية أصبحت محط اهتمام متزايد من قبل العالم أجمع كوجهة للأعمال, ولا سيما بعد أن استطاعت العديد من دول القارة قطع شوط طويل في تحديث بنيتها الاقتصادية والتشريعية, حتي تستطيع اللحاق بركاب متطلبات التنمية والاستثمار, فضلا عن تعدد أطر التعاون الاقتصادي بين الدول الإفريقية وشركائها في التنمية, الأمر الذي يشجع مجتمع الأعمال الدولي علي التوجه لإفريقيا. وأكد السيسي أن معدلات نمو العديد من بلداننا تجاوزت متوسط النمو العالمي خلال السنوات الأخيرة, رغم الأزمات المتلاحقة التي عصفت بالاقتصاد الدولي خلال السنوات الماضية, فقد تضمنت قائمة الدول ذات الاقتصاديات الأسرع نموا في العالم العديد من الدول الإفريقية. وأشار إلي أنه لا يمكن إغفال أهمية محور تنمية القدرات البشرية في عملنا المشترك فضلا عن الاهتمام بالشباب الإفريقي عماد القارة وأساس مستقبلها وذلك من خلال الطريق الأوحد, وهو التعليم, مما يتيح لشبابنا اكتساب المهارات اللازمة للانخراط بكفاءة في سوق العمل. وأضاف أن تنظيم هذا الحدث يأتي اتصالا بالتزامات مصر بتحقيق آمال شعوب القارة الإفريقية, المنصوص عليها بأجندة إفريقيا2063, والتي قامت دول القارة بإقرارها جميعا كرؤية إفريقية لتحقيق التنمية الشاملة والتي تعد التجارة البينية من أهم دعائمها. ودعا الرئيس في كلمته الأشقاء في القارة الإفريقية ومجتمعي الأعمال الإفريقي والدولي وشركاء التنمية, إلي وضع اللبنات الأولي لإطلاق المشروعات والمبادرات التنموية, وفقا لإطار يراعي التوازن المطلوب بين طموحنا لبناء قارتنا الإفريقية, وبين تطلع شركاء التنمية إلي حوافز وعوائد تفتح آفاقا أرحب لمزيد من الاستثمارات وتدفقات رءوس الأموال. وأعرب الرئيس عن الشعور بالفخر تجاه ما تحققه مصر علي صعيد تفعيل مبادئ التعاون والتكامل الإفريقي, حيث تسارعت الشركات المصرية إلي الاستثمار في الأسواق الإفريقية, حتي تجاوز حجم استثماراتنا في دول القارة8 مليارات دولار, مما ساهم في خلق عشرات الآلاف من فرص العمل خاصة في قطاعات التشييد والبنية التحتية والطاقة والتعدين والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات, كما وصل حجم تجارة مصر مع أشقائها الأفارقة إلي5 مليارات دولار تقريبا, وتستهدف مضاعفتها خلال الأعوام الخمسة المقبلة.