شهدت سوق الدراما التليفزيونية والسينمائية تطورا تكنولوجيا كبيرا خلال الفترة الأخيرة, بعد ظهور منافذ ووسائل جديدة علي الجمهور المصري, فعلي مستوي السينما أصبحت هناك تقنية الواقع الافتراضي, التي أتاحها مهرجان القاهرة السينمائي للجمهور للمرة الأولي للتعرف عليها والتي اعتبرها بعض صناع السينما حول العالم أنها ستكون بديلا لشاشة العرض السينمائي في المستقبل, لكن في المقابل يري البعض أنها تقنية تحتاج إلي مبالغ كبيرة لتنفيذها ولوسائل عرضها, ولا تزال تقدم في تجارب بسيطة في الخارج. أما علي مستوي الدراما التليفزيونية فأصبحت هناك منصات عديدة علي الإنترنت مثل نتفيلكس, إي سي فليكس, فيو,OBH والتي تقوم جميعها بعرض مسلسلات وأفلام باشتراكات عبر الإنترنت من كل الدول وأصبح لها وجود وسوق تنافسية في الوطن العربي, خاصة من الشباب الذي اتخذ من الإنترنت سبيله للحصول علي المتعة الفنية من مشاهدة المسلسلات أو الأفلام أو الاستماع للأغاني. وبدأ الجمهور بالتوجه للإنترنت كنافذة بديله للتليفزيون مؤخرا من خلال مشاهدة المسلسلات من دون إعلانات علي موقع يوتيوب ثم يوتيوب ريد, والتي تتيح له المشاهدة في الأوقات المناسبة له وأي مكان أيضا من خلال جهازه الشخصي الموبايل, أو اللاب توب. وفي ظل الأزمات التي باتت تواجهها المسلسلات التليفزيونية في ظل تخفيض الإنتاج وقلة عدد الأعمال المعروضة بدأت الدراما المصرية تلجأ إلي العرض علي هذه المنصات, حيث عرض من قبل مسلسل واكلينها والعة بطولة شريف رمزي, مي سليم, كما يعرض قريبا مسلسل حشمت في البيت الأبيض بطولة بيومي فؤاد, الأهرام المسائي يستطلع آراء صناع الفن الحديث حول مدي فعالية هذه التكنولوجيا في مجتمعنا وتأثيرها علي صناعة السينما والتليفزيون. يؤكد السيناريست باهر دويدار أن كل شيء له سلبياته وإيجابياته, فعلي مستوي مميزات مشاهدة الأعمال عبر الإنترنت هو سهولة المشاهدة بسبب قلة الإعلانات ليشعر الجمهور معه أنه متحكم بشكل أكبر, أما بالنسبة لصناع الدراما فتفتح أمامهم نوافذ جديدة تخلق منافسه مختلفة ورواج أكبر للأعمال. وأضاف: أما بالنسبة للسلبيات سوف تؤثر علي المشاهدة في المحطات الفضائية العادية مما يؤثر علي الصناعة التقليدية, لأنه في النهاية عدد المشاهدين واحد وينتقل من خانة إلي أخري بعد ما كان يشاهد العمل علي الفضائيات أصبح يشاهده عبر الانترنت, لكن في النهاية التجربة لابد منها وسنري إلي أين تذهب, خاصة أن هناك قطاعا كبيرا من المشاهدين لن يتأثر بالنوافذ الجديدة, ولا تناسبه المشاهدة عبر الإنترنت بسبب المستوي الاقتصادي أو الثقافي أو السن, فسوف تنتشر في فئة عمرية بعينها, لذلك من المبكر الحكم عليها لكنه تطور يجب أن نتعامل معه وننتبه له, ولابد أن يكون هناك منصات مصرية خالصة ولا نترك ذلك للمنصات الخارجية فقط لأن بذلك خطورة. وقال السيناريست عمرو محمود ياسين: إن المنصات الموجودة علي الإنترنت لعرض المسلسلات والأفلام, وتقوم بتوسيع دائرة العرض وتخلق منافذ جديدة للأعمال الفنية, وتعطي فرصة للمنتجين وصناع الدراما أن يجدوا مكانا آخر للتنافس. وأضاف أن الشاشات الفضائية أصبحت تشهد نوعا من التمركز الإداري وتتحول لكيان واحد وشركات الإنتاج مضطرة في أغلبها أن تتعامل مع جهة أو اثنتين فبالتالي تمثل المنصات الموجودة علي الإنترنت منافذ جديدة للعمل, كما أن الجمهور أصبح يبحث الآن عن الديجيتال والعرض من خلال الانترنت من خلال اليوتيوب وغيره لأن هذا هو المستقبل والتليفزيون مصيره للزوال وأوضح أن الجمهور لديه بالفعل اهتمام بمشاهدة الأعمال عبر الإنترنت حيث نري ذلك من خلال انتظاره لمشاهدة العمل علي اليوتيوب بدلا من القنوات الفضائية, ومن يدري يمكن أن يكون في المستقبل كله باشتراك مادي إذ تعرض القنوات الفضائية برنامجها اليومي بشكل عادي وعند عرضها لعمل درامي مهم تقطع البث إلا عن من دفع اشتراك لذلك, خاصة أننا بالفعل لدينا قنوات مشفرة, وسيكون ذلك من منطلق أن المشاهد يدفع ثمن العمل المهتم به. وأوضح المخرج أمير رمسيس أن المنصات الجديدة التي تعرض الأعمال الفنية عبر الإنترنت قادرة علي المنافسة, فشبكة مثل نتفيلكس أصبحت منتشرة في مصر, ولكن ضمن فئة معينة, وهناك بعض المعوقات يمكن أن تواجهها في أن تنتشر في قطاع أكبر من الجمهور منها التعاملات بالدفع عبر الانترنت, لكن أعتقد أن هذه المنصات يمكن أن تجد لها حلا خاصة في تعاملها مع مجتمع مثل مصر, ويمكن لهذه المنصات أن تغلق منصات أخري قديمة, خاصة أن المحتوي الذي تقدمه في مقابل منافذ أخري لا يقارن فهناك فرق لا يستهان به. وأضاف أن شبكة مثل نتفيلكس تقوم بالإنتاج أيضا وتهتم بالمسلسلات أكثر من السينما يمكن لأن هدفها وضع أعمال مستواها الزمني أكبر, لكنها قدمت الأعمال الأهم في المسلسلات العام الماضي وهذا العام أيضا عالميا, مما جعلها تتربع علي عرش الصناعة, وعن عرض أعمال مصرية عليها أوضح أن هدف هذه القنوات ليس تقديم الأفضل فقط ولكن تقديم أعمال بشكل متكامل أكثر, قائم علي الدراسة وكيف يستهدف فئات لجذبها لديه, ورغم ذلك انتشارها في مصر لن يكون سريعا بسبب سرعة الإنترنت. ورأت الناقدة ماجدة موريس أنه يجب في البداية الإجابة عن سؤال لماذا يمكن أن يتوجه المشاهد لمثل هذه المنصات وهو لديه تليفزيون يشاهد عليه المسلسلات بالفعل؟ والسؤال الآخر ما هي القواعد التي علي أساسها تختار تلك المنصات الأعمال التي تعرض عليها, وهل الخيار مفتوح أمام الأعمال الكوميدية فقط؟ وأضافت بالنسبة للمشاهد فقد لجأ من قبل للإنترنت كبديل عن التليفزيون عندما أصبح يشاهد المسلسلات علي اليوتيوب هربا من الكم الكبير من الإعلانات التي تفرض عليه في أثناء المشاهدة, لكن لا أظن أن الجمهور سيلجأ إلي المنصات الجديدة إلا إذا عرضت أعمال مهمة لن يشاهدها علي الفضائيات العادية, خاصة أن للمسلسلات دورة عرض تكون الأولي علي هذه المنصات ثم تعرض علي الفضائيات كعرض ثاني. وأوضحت ماجدة أن للمنصات الإلكترونية أهمية في أن تكون نافذة للأعمال التي يمكن ألا تعرض علي الفضائيات وتكون مهمة مثل ما حدث في أرض النفاق ولدينا أقوال أخري وهنا يكون المشاهد مشترك من أجل نجمه المفضل. والشيء الثاني هو أن الإعلانات كفيلة أن تخسر صناعة الدراما التليفزيونية الكثير لأن الإعلانات في مصر ليس لها حدود ولا تدخل ضمن النظام العالمي الذي يحدد عدد الدقائق وأن تكون الإعلانات قبل وبعد عرض العمل وليس في أثناء عرضه, لذلك من يبحث عن هذه المنصات سيكون حريصا علي أن يكون سعيدا بالمشاهدة دون إعلانات.