إنها ثقافة العمل التي يؤمن بها الرئيس السيسي, وعقيدة التضحية التي يتخذها منهجا لبناء مصر, والقدوة الحسنة التي يعلم أنه يجب أن تبدأ من رأس الدولة. العمل هو الضمانة الحقيقية للبقاء علي ظهر الأرض, ذلك أن الإنسان الذي يعمل يستطيع أن يؤمن يومه وغده وحريته ووجوده. العمل هو القيمة الفطرية الطبيعية التي تعطي البشر القدرة علي إعمار الكون وبناء الدول بالاعتماد علي الذات والثقة في القدرات وحسن استغلال المقدرات. لقد آمنت دولة30 يونيو, أن ما حدث من ترد في الأوضاع المعيشية, وتراجع في الدور التاريخي لمصر علي جميع المستويات خلال السنوات السابقة علي30 يونيو, هو نتيجة حالة التراخي والتكاسل وإغفال قيمة العمل الجاد والطموح في بناء الوطن, والرضوخ إلي السكون والتواكل والاعتماد علي الغير, وإعلاء قيم التنظير والتفلسف والنقد الهدام فوق العمل والإخلاص والجهد والمثابرة. لذلك كان إعلاء ثقافة العمل توجها ملحوظا لدولة30 يونيو, ومبدأ لا يقبل التهاون, فالدولة الجديدة تدرك جيدا أن العمل هو السبيل الوحيدة للإنتاج, وهو حق أصيل للوطن, وواجب أساسي علي المواطن, لذلك جاءت كل الإجراءات والتشريعات والإصلاحات, التي بدأتها الدولة منذ5 سنوات, لتنظم هذه العلاقة, وتدشن قاعدة جديدة, وترسم خارطة مستقبل أخري, للنهوض بهذا الوطن عن طريق سواعد أبنائه, حيث لا تملك مصر رفاهية أن يبقي فيها ساعد واحد دون أن يعمل, أو يساعد في البناء للمستقبل. لقد اعتمدت دولة30 يونيو في سبيل ترسيخ ثقافة العمل لدي المصريين علي مبدأ ابدأ بنفسك, لقطع الطريق علي المحبطين والمثبطين لعزيمة وإرادة هذا الوطن, ولقد رأينا الرئيس عبدالفتاح السيسي أول من يقدم نموذجا يحتذي به في العمل والإخلاص والجهد الصادق في استكمال مسيرة بناء وتنمية البلاد, فرغم ازدحام جدول الزيارات الخارجية للرئيس, ببرامج العمل المكثفة, واللقاءات التي لا تنتهي, والمباحثات الدائمة في مختلف عواصم العالم مع الزعماء والرؤساء والقادة, فإن ذلك لم يمنع الرئيس من الحفاظ علي وتيرة عمله المعتادة والمرهقة أيضا, وهو يتابع كل صغيرة وكبيرة في المشروعات التنموية التي يجري تنفيذها, يفعل الرئيس ذلك دون ارتباط بوقت, فقد تجده فجرا في أنفاق السويس, يقف علي ما تم تنفيذه, ثم يمر بالعاصمة الإدارية الجديدة, ويشد أزر العاملين فيها, ويحفزهم علي بذل المزيد من الجهود من أجل مصر وشعبها, ثم يعود للقاهرة لعقد اجتماع مع رئيس الحكومة, أو أحد الوزراء, ويناقش ويتساءل ويتفقد كل شيء, دون كلل أو ملل أو مراعاة لراحته الشخصية وحقه كإنسان في أن ينال قسطا من الراحة أو إجازة أسبوعية. في أواخر أكتوبر الماضي, ذهبنا برفقة الرئيس في زيارته التاريخية للعاصمة الألمانية برلين, ولم تكد تنتهي الزيارة ونتأهب للعودة إلي أرض الوطن, لنلتقط أنفاسنا قبل السفر إلي مدينة شرم الشيخ, لحضور فعاليات منتدي شباب العالم في نسخته الثانية, التي أقيمت في الثالث من نوفمبر الماضي, فوجئنا بالرئيس السيسي يعود مباشرة من برلين إلي شرم الشيخ ليطمئن بنفسه, في جولة ميدانية بالمدينة بعد ساعات من وصوله, علي الاستعدادات لتنظيم هذا الحدث الكبير. إنها ثقافة العمل التي يؤمن بها الرئيس السيسي, وعقيدة التضحية التي يتخذها منهجا لبناء مصر, والقدوة الحسنة التي يعلم أنه يجب أن تبدأ من رأس الدولة, لذلك فإن حديث الرئيس عن قيمة العمل في حياة الشعوب, ومتلازمة العمل والكرامة الوطنية لا ينقطع أبدا, فكل المناسبات الوطنية يتخذها الرئيس منصة لحث المواطنين علي أن يشمروا عن سواعدهم, ويشاركوا بدأب وإصرار في صياغة مستقبل يليق بمصر. إن قيمة العمل التي أعلاها الرئيس السيسي منذ تحمله المسئولية, هي التي تساعده علي أن يقوم بمهمته الأساسية في تثبيت أركان الدولة, وتعزيز تماسك مؤسساتها, بالعمل علي مدار الساعة, وعدم القبول بأي تهاون أو تقصير, يمكن أن يكون سببا في تعطيل المسيرة. لكن ما يزيدني إيمانا وتقديرا لهذا التوجه الرئاسي في العمل, والتضحية والصدق والإخلاص الذي نراه علي مدار اليوم الواحد في أكثر من موقف وموقع, هو أن الرئيس لم يكتف بهذا النهج, ليبدأ بنفسه ويكون قدوة ونموذجا فقط, وإنما فتح الرئيس قلبه وعقله وباب قصر الرئاسة لاستقبال كل يد تشقي وتعمل وتكد, ففي العام الماضي استقبل الرئيس السيسي بقصر الاتحادية مني السيد, المعروفة بفتاة العربة, وسلمها سيارة خاصة تعينها علي الحياة, بعد رحلة معاناة استمرت40 عاما, وبالأمس القريب استقبل ابنة محافظة الأقصر مروة العبد, المعروفة بفتاة التروسيكل, وجاءت كلمات الرئيس التي وجهها إلي مروة لتكون أبلغ تعبير عن قيمة العمل في عقيدة الرئيس, عندما قال: اتشرفت إني شفتك, ثم دعاها الرئيس لحضور المؤتمر الوطني للشباب, لتروي لشباب مصر قصة كفاحها, ويبعث برسالة للجميع بأن مصر لن تستكمل بناءها, ولن تعبر مستقبلها, إلا بالعمل الصادق والجهد المخلص.