مصر لن تدخل الي النفق المظلم مهما بدت التحديات والصعاب واللحظات العصيبة الحرجة, وعلينا ألا نهون من خطورة ما يحاك من مؤامرات ومخططات تسعي لتكرار ما حدث. ويحدث في العراق ولبنان وليبيا واليمن وسوريا وغيرها, ولكن الشعب المصري يتمسك بفرصته التاريخية لبناء الحاضر الجديد والمستقبل المشرق بعد طول انتظار, وهاهي الدولة القوية باتت قاب قوسين أو أدني وأصبحت في مرمي النظر حيث بدأت بالفعل الاستعدادات للانتخابات البرلمانية التي ستأتي بالحكومة المنتخبة ومن ثم نضع الدستور الجديد وننتخب رئيسا للجمهورية ويبدأ الانطلاق للبناء علي قواعد راسخة من الحرية والديمقراطية. هكذا تتحدد الخطوات الواضحة والمحددة التي تسير بالتوازي مع تحقيق بقية أهداف الثورة والمتمثلة في سرعة القصاص العادل من قتلة الثوار, ومن الذين استباحوا ثروات مصر وأهدروا المال العام وهي المطالب المشروعة والعاجلة التي لا يختلف عليها مصري واحد بصرف النظر عن الانتماءات السياسية والحزبية والمسميات الكثيرة التي تطلق علي الجماعات والقوي التي لم يحن الوقت للتنافس الحقيقي فيما بينها بقدر الاحتياج الآن أكثر من أي وقت مضي للتوحد والوقوف صفا متراصا ضد المتربصين بمصر وثورتها الفريدة من نوعها لأنها اختارت أن تكون سلمية وأعطت نموذجا يحتذي للشعوب الأخري. وسوف تثبت الأيام والشهور القليلة القادمة خصوصية وتفرد الثورة المصرية التي يحميها الشعب والجيش معا, ولن تفلح المحاولات الرامية لزرع الفتنة والانقسام كما نجحت في البلدان الأخري. ولعل أحداث الساعات الماضية وما سبقها تشير لنفاذ الصبر لتلك القوي المضادة التي تدخل معركتها الأخيرة ادراكا بأن الوقت لم يعد في صالحها بعد أن وضحت الرؤي والخطوات التي تسابق بها مصر الزمن وصولا لتحقيق أهداف الثورة كاملة غير منقوصة كما عهد المجلس العسكري والتزم بها رئيس الوزراء في الحكومة المعدلة. ونقول أيضا بنفس الصراحة والوضوح أن القلوب قد تخفق والعيون قد تدمع وهي تشاهد لقطات مفزعة تتناقلها الفضائيات وكنا نظن أن أنها صفحات طويت وأن الأخبار المتداولة ينبغي أن تفيض بالحب والانتماء لهذا الوطن الذي تحمل من القسوة ما يكفيه وبات متطلعا لمرحلة البناء والتعمير, ولكنها في ذات الوقت تشحذ الهمم وتحيي المشاعر الصادقة دفاعا عن حق الأجيال في مصر القادمة.. الكبيرة والقوية. muradezzelarab@hotmailcom