في تصعيد خطير للأحداث المتلاحقة التي تشهدها القاهرة منذ أمس الأول شهدت منطقة العباسية الليلة الماضية أحداثا مؤسفة إثر وقوع اشتباكات ومصادمات دامية بين مجهولين ومتظاهري التحرير الذين قاموا بمسيرة احتجاجية عصر أمس إلي المجلس العسكري. ثم فوجئوا بعشرات المواطنين يتصدون لهم وبعد ذلك وقعت اشتباكات بين الطرفين استمرت نحو5 ساعات بين الكر والفر. استخدمت فيها الأسلحة البيضاء وقنابل المولوتوف, الأمر الذي دفع الشرطة العسكرية وقوات الأمن إلي إطلاق الأعيرة النارية في الهواء والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وقد أسفرت المصادمات عن إصابة231 شخصا وفق بيانات وزارة الصحة, كما تسببت الأحداث في إحراق3 سيارات بالكامل وتكسير10 سيارات أخري مملوكة لمواطنين كانت تقف في الشارع أثناء وقوع الاشتباكات. في غضون ذلك وعلي بعد نصف كيلو وقعت اشتباكات مماثلة بين متظاهرين كانوا يقفون أمام وزارة الدفاع ومجهولين رشقوهم بالحجارة, إلا أن هذه الاشتباكات لم تستمر طويلا خاصة بعد توافد أعداد كبيرة من الأهالي الأمر الذي أجبر المتظاهرين علي الانصراف. وحمل المشاركون في المسيرة المجلس العسكري والداخلية مسئولية ما حدث وأن تصريحات قادة المجلس واتهام الثوار بالتخوين كان وراء التحريض علي الاعتداء علي الثوار وعادت أعداد كبيرة من المشاركين في المسيرة إلي ميدان التحرير وقرروا البقاء في الميدان وعدم مغادرته. وعلي جبهة ميدان التحرير وقعت اشتباكات محدودة عند مدخل شارع طلعت حرب بين مجهولين وثوار التحرير انتهت بإصابة3 أشخاص من المتظاهرين في الميدان. وفي أول تعليق علي الأحداث أكد مصدر عسكري في بيان الليلة الماضية أن الشرطة العسكرية تعاملت بأقصي درجات ضبط النفس في أحداث العباسية, رغم قيام المعتصمين برشق القوات المسلحة بالزجاجات والحجارة. وقال إنه في أثناء تقدم المتظاهرين في طريقهم إلي مسجد النور قام أفراد من اللجان الشعبية بمنطقة العباسية بعمل حاجز ما بين المعتصمين وقوات الجيش فقام المعتصمون بإلقاء الحجارة والزجاجات علي أفراد اللجان الشعبية ورجال القوات المسلحة الأمر الذي أدي إلي وقوع إصابات قامت سيارات الإسعاف بنقلهم إلي المستشفيات. من جانبه أهاب الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء بالقوي السياسية والحركات الثورية والشبابية كافة بالعمل من أجل تحقيق الهدوء والاستقرار وإعمال لغة الحوار مؤكدا أن الحكومة معنية تماما بتنفيذ مطالب الثورة في الحرية والعدالة والديمقراطية, وشدد علي ثقته الكاملة في أن القوي الثورية قادرة علي تفويت الفرصة علي المتربصين بهذه الثورة. وحملت حركات وائتلافات شبابية ثورية المجلس العسكري ووزارة الداخلية مسئولية الاعتداء علي شباب الثورة واتهمت حركة6 أبريل المجلس العسكري بأنه وراء ما حدث وأنه وراء تعمد تشويه صورة شباب الثورة بأنهم عملاء وخونة وقال محمد عادل المتحدث باسم حركة6 أبريل إن أساليب الداخلية مع الثوار لم تتغير, في حين قال عبدالرحمن سمير عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة إن تصريحات اللواء حسن الرويني تتحمل مسئولية كبيرة وراء ما حدث, ووصف عصام الشريف المتحدث باسم جبهة التغيير السلمي ما حدث بأنه إجهاض للثورة. وفي هذا الصدد تباينت مواقف ائتلافات وحركات الثورة, فبينما اتفقوا علي التحذير من تشويه صورة الثوار والوقيعة بين الشعب والجيش إلا أنهم طالبوا بضرورة التوصل إلي مخرج آمن من الأزمة. وقال أحمد نجيب عضو مجلس أمناء الثورة إن الفجوة تتزايد بين الثوار ومن يديرون شئون البلاد وأنه لابد من حل سياسي من خلال الحوار.