بتلقائية وبساطة تحدثت المطربة فاطمة عيد أسطورة الطرب الشعبي عن تفاصيل ألبومها الجديد والذي يحمل اسم أنا بنت عمك, حيث كشفت في حوارها مع الأهرام المسائي عن أسباب غيابها عن الساحة الغنائية لفترة طويلة امتدت لأكثر من10 سنوات ومن شجعوها للعودة من خلال ألبوم جديد حرصت فيه علي أن يتضمن فن الموال الذي تري أنه اللون الغنائي الذي ارتبط به الجمهور, وتراهن عليه في نجاح ألبومها, ورأيها في أغاني المهرجانات وتعاونها مع ابنتها المطربة شيماء الشايب.. واستعدادها لإطلاق مشروع توثيق تراثها الغنائي الذي يمتد لأكثر من800 أغنية وإلي نص الحوار: كيف جاء قرار العودة إلي الساحة الغنائية؟ الحقيقة أن طبيعة أي فنان يعشق فنه ولديه تاريخ غنائي كبير, يصبح من الصعب عليه أن يعتزل أو يترك الساحة الفنية, خاصة إذا كان قادرا علي تقديم أغان, خاصة في ظل مطالبة الجمهور الذي يلقاه في حياته اليومية ألا يكون بخيلا عليهم في فنه, فضلا عن تشجيع المنتج لي علي عمل ألبوم غنائي جديد. هل تخوفت من قرار العودة؟ إطلاقا فرصيدي الغنائي الذي يصل لأكثر من800 أغنية والموجود داخل كل بيت مصري مازال يشكل علامة لديهم ويتغنون بأغاني فاطمة عيد ويستعيدونها في كل مناسبة اجتماعية سواء في حفلات الزفاف أو الأعياد, وهو ما طمأنني, فضلا عن أنني وجدت جماهير علي وسائل التواصل الاجتماعي يقومون بنشر أغان لي علي صفحاتهم الخاصة وهو ما حفزني للعودة أيضا. ما سبب غيابك طوال هذه السنوات؟ لأنه لكي يقدم الفنان عملا إبداعيا عليه أن يكون في حالة مزاجية جيدة, والحقيقة أن الأحداث السياسية التي مرت بها البلاد في ال8 سنوات الأخيرة من ثورتين ثم أحداث إرهابية جعلت حالتي النفسية غير مؤهلة لتقديم أي شيء, فكيف أغني ووطني موجوع أو لدي ابن صديق أو قريب استشهد وهو يحارب قوي الظلام والشر, لذا فضلت الابتعاد حتي أستعيد توازني النفسي وأكون مؤهلة نفسيا للغناء. ألا تخشين من المنافسة؟ مازلت حتي الآن أتذكر جملة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عندما استمع إلي صوتي في إحدي المناسبات الاجتماعية وقال لي صوتك يا فاطمة متفرد ومتميز ولون غنائي لا يستطيع أن يقدمه أحد سواك وكلما أستدعي تلك الشهادة من الذاكرة أشعر بالثقة في أن ما أغنية يلاقي استحسان الجمهور. ودعني أقول بثقة لا توجد سوي فاطمة عيد واحدة وليس لها منافس أو بديل ولدي جمهوري الذي ينتظر أن يستمع لي ليس في مصر فقط بل في كل أنحاء الوطن العربي والعالم الغربي سواء في ألمانيا وفرنسا والنمسا وهولندا وسويسرا وإنجلترا وأمريكا وإيطاليا, فأنا أعتبر نفسي سفيرة الأغنية الشعبية. ما الذي حرصت أن يتضمنه ألبومك الجديد أنا بنت عمك؟ الألبوم يتكون من5 مواويل و7 أغان حرصت علي أن يتضمن الألبوم5 مواويل أبرزها أنا بعشق الفن ويا ورد ليه تنقطع وعلمت ابني أنا من كلمات رمضان العجمي وألحان فاروق سلامة وشوق الحبايب كلمات وألحان شفيق الشايب, وذلك لأنني أري أن الموال من الألوان الغنائية التي تدخل إلي قلب المستمع مباشرة, فهو يعبر عن الفرح والحزن والفراق والهجر والود والعتاب والصبر فهو من الألوان الغنائية التي أفضلها والتي ربطت الجمهور بي والتي يعجز أي مطرب أن يغنيها بالطريقة التي أؤديها. هل حافظت علي اللون الغنائي الذي تميزت به في الألبوم الجديد أم لجأت لتوزيعات جديدة؟ اهتمامي أولا يكون بالكلمة ثم اللحن, وهو ما أدي إلي نجاح اللون الذي أقدمه, وقديما لم يكن هناك فكرة التوزيع الموسيقي, وقمت بعمل توزيع موسيقي جديد لأغاني الفولكلور الذي يسهل سماع الناس له, وذلك من أجل مواكبة العصر والوصول إلي كل فئات المجتمع وشرائحه سواء غنيا أو فقيرا, شبابا وكبارا ومراهقين حتي لا أحصر جمهوري في دائرة واحدة. لماذا اخترت أغنية أنا بنت عمك لكي تكون عنوان الألبوم؟ بعد الصدي الكبير الذي حققته الأغنية عند طرحها مع فيلم الرجل الأخطر للفنان سامح حسين وتفاعل الجمهور معها, قررت مع زوجي شفيق الشايب ورفيقي في درب الحياة والذي لحن أغلب أغاني الألبوم أن تكون هي عنوان الألبوم. ما هو مضمون أغاني الألبوم الجديد؟ الحقيقة أنني وضعت في ذهني أن تكون تركيبة الأغنية مع اللحن مباشرة بمعني أن الكلمات ملضومة باللحن مباشرة دون أن يكون هناك مقدمة موسيقية, وعندما يستمع الجمهور لأغاني الموال في الألبوم الجديد أتحدي أي مطرب أن يغنيها بهذه الطريقة, لأن الشعب المصري يعشق البساطة والأغنية السلسة التي تدخل إلي الوجدان مباشرة. كيف تقيسين نجاح الألبوم؟ في العصر الحالي ومع التطور التكنولوجي أصبح مقياس نجاح الألبوم ليس بالمبيعات ولكن من خلال منصات التواصل الاجتماعي المختلفة المنتشرة علي الإنترنت ومواقع الأغاني التي تقيس جمهور المترددين والمتابعين, فضلا عن الشارع والبيئة المحيطة حولي, وعندما أسمع الأغاني في المراكب النيلية أو حفلات الزفاف أدرك وقتها أنني وصلت داخل كل بيت مصري مثلما كان يحدث ذلك في الماضي. لماذا لم تختاري فكرة طرح أغاني سنجل علي فترات ثم تجميعها في الألبوم؟ لأنني ببساطة لا أحب أن أكون بخيلة أو شحيحة في فني علي جمهوري خاصة أنني أعود لهم بعد غياب, فكيف أطرح له أغنية أو موالا, وكأنني أتفضل عليهم بما أقدمه وأنا أعرف أن طبيعة جمهوري الذي لا تطربه أغنية أو موال بل هو يريد أن يطرب آذانه بالمزيد والمزيد من الأغاني والمواويل. ما رأيك في انجذاب بعض من الشباب والمراهقين لأغاني المهرجانات؟ أري أنها عبارة عن سمك لبن تمر هندي لا تخرج منها بمضمون أو طرب أو أي شيء مثل طعام التيك أواي فهي ليست فنا أو مونولوجا وليس لها أي صلة بالغناء أو الطرب والشعب المصري عاطفي وذواق ويمتلك حسا فنيا عاليا ويستطيع التفرقة ما بين الرديء والجيد ولا يساند إلا الفنان الحقيقي الذي يقدم فنا يطرب آذانه. ما رأيك في مطربي الغناء الشعبي؟ كل مطرب شعبي لديه خط غنائي يميزه عن الآخر سواء حكيما أو سعد الصغير أو محمود الليثي أو هدي أو أمينة ولكنهم ليسوا امتدادا لي أو يشهبوني, فمثلا في الماضي كانت جمالات شيحة وخضرة محمد خضر وفاطمة سرحان اعتمدن علي التلقائية في الغناء أما الأغاني الخاصة بي لها مؤلف وملحن. هل هناك مشروع غنائي مع ابنتك المطربة شيماء؟ أتمني ذلك حيث نحضر لعمل جديد في الفترة المقبلة, ولكن بعد أن أطمئن علي نجاح ألبوم أنا بنت عمك وبعد أن تطرح هي ألبومها الغنائي خلال الفترة المقبلة, وأتمني أن تتفوق علي أسوة بالمثل القائل الشخص الوحيد الذي تتمني أن يكون أفضل منك هو ابنك أو بنتك مع من تعاونت من الشعراء والملحنين في الماضي؟ كنت محظوظة بأنني عاصرت كبار المبدعين سواء في الكتابة والتحلين, وأعجبوا بصوتي الغنائي حيث إنني لم أفرض نفسي أو أستجديهم كي أتعاون معهم, وأعتقد أنه لا يوجد شاعر أو ملحن منهم لم تجمعني به كلمات أغنية أو لحن موسيقي, فغنيت لكبار الشعراء مثل عبد الرحمن الأبنودي وعبد الوهاب محمد وعبد السلام أمين وبخيت بيومي وأمل الطائر وعظماء الملحنين أبرزهم أحمد صدقي وبليغ حمدي وعمار الشريعي وكمال الطويل ومحمد الموجي وسيد مكاوي وجمال سلامة ومنير الوسيمي وفؤاد حلمي وإبراهيم رجب وإبراهيم رأفت. ما هي خطواتك المقبلة بعد الألبوم؟ أعكف علي مشروع توثيق تراثي الغنائي الذي يمتد لأكثر من800 أغنية ما بين حفلات غنائية وكواليس الألبومات وجلسات التحضير مع الملحنين والموسيقيين والشعراء بالتعاون مع المنتج ريتشارد الحاج وطرحها من خلال عمل قناة خاصة لي علي موقع اليوتيوب كما أسعي مستقبلا لإعادة توزيع أغاني الفلكلور الشعبي.