تبدو حكومة ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني في مهب الريح بسبب علاقته بامبراطور الاعلاموالصحافة روبرت ميردوخ بشأن فضيحة التنصت التي اطاحت بواحدة من أقدم الصحف في العالم وهي' نيوز اوف ذا ورلد' وتهدد الفضيحة' دواننج ستريت' حيث يرتبط كاميرون بنجمة الفضيحة وهي ريبيكا بروكس التي يعتبرها ميردوخ مثل ابنته. و تتساءل صحيفة الجارديان البريطانية حول مدي علاقة الحكومة البريطانية وخاصة اندي كولسون المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء ومدي تأثير ذلك علي اللقاءات التي عقدها كاميرون مع نجمة الفضيحة التي لعبت دورا كبيرا في الاطاحة بالحكومة السابقة وانتخاب كاميرون. ووفقا لما أعلنه دواننج ستريت فإن كاميرون عقد خمسة اجتماعات مع ريبيكا بروكس منذ احتفالات كريسماس عام2010 ومايو الماضيوامتدت تلك الاحتفالات إلي عشاء في منزل بروكس كما التقيا في رحلات للتنزه وحفلات أخري مما يكشف مدي العلاقة الوطيدة بينهما. وتتساءل الصحيفة هل تطرقت تلك اللقاءات إلي مؤسسة نيوز كوربس التي يملكها ميردوخ أو فضائح التنصت منذ دخول كاميرون دواننج ستريت. وتكشف الجارديان عن إلي مدي وصلت العلاقة بين كاميرون وميردوخ وتتساءل هل كان تعيين كولسون مستشارا لرئيس الوزراء بناء علي نصيحة من ميردوخ وكيف كان هذا التعيين خدمة لميردوخ اكثر من الحكومة مما يكشف إلي أي مدي يتحكم ميردوخ في واحدة من اكبر الحكومات في العالم. وتتساءل الصحيفة عن دلالات تعيين نيل واليس نائبا لمدير مؤسسة ميردوخ ولقاءات رئيس الوزراء معه بينما كان هذايتولي وظيفة في حزب المحافظين وهل كان كاميرون مدركا لتلك العلاقة وخاصة في ضوء مايقال عن ان ميردوخ قدم لشرطة العاصمة البريطانية حوالي1000 جنيه استرليني نظير خدماتها في مساعدة مؤسسة ميردوخ وهكذا تبلغ الفضيحة ذروة الدراما والاثارة بشكل يفوق دراما أي فيلم سينمائي حيث تتحكم امبراطورية اعلامية كبري في تعيين مستشاري رئيس الوزراء البريطاني, وكما كتب الكاتب الأمريكي نيل جابلر منذ اكثر من10 سنوات أن احداث لحظاتعظيمة تنتقل من صالات الأخبار في الصحف والمجلات إلي دهاليز السياسة بتتايع واثارة تفوق اللحظات الدرامية لحياتنا الواقعية. وقد شاهد العالم كله والبريطانيون تلك اللحظات المثيرة مع مثول الامبراطور الاعلامي روبرت ميردوخ وابنه جيمس أمام لجنة تحقيق مجلس العموم البريطاني; وقد تعرضا لاعتداء خلال الاستماع إلي تعليقاتهما حول تفاصيل الفضيحة ومدي علاقتهما بدواننج ستريت ودهاليز الحكومة البريطانية. وقد كانت التفاصيل مثيرة لدرجة تفوق الخيال وخاصة بما كشفته عن حياة النخبة البريطانية وخاصة الصفوة السياسية ومدي شيوع نظرية المؤامرة ومدي تغلغل امبراطور الاعلام في قلب أكبر المؤسسات السياسية في العالم بهدف الحصول علي اخبار مثيرة والوصول لسبق صحفي يجعله خطرا علي وزراء ومسئولين كبار مما يجعلهم يحرصون علي تجنب الاصطدام بملاعين الببارتيزي ومن الهواة المغرمين بالفضائح دون أي خوف من الكشف عن تورطهم في تلك الفضائح او دفع الثمن السياسي لذلك. وسوف يدفع ميردوخ ثمنا كبيرا يفوق اغلاق اكبر وأقدم صحيفة في العالم ضمن امبراطوريته التي تضم شبكات اخبارية عالمية مثل' فوكس' الأمريكية و'سكاي' البريطانيةلكن هناك من يدفع ثمنا أكبر وهو الشرطة البريطانية حيث لاتمثل استقالة رئيسها وعدد من قادة شرطة العاصمة سوي جزء من الثمن الذي ستدفعه فسوف تكون الخسارة كبيرة لسمعتها التي اكتسبتها خلال سنوات طويلة و سوف تتأثر ثقة البريطانيين بالجهاز الأمني الكبير وخاصة اذا علمنا أن10 من الضباط كانوا موظفين سابقين في مؤسسة البارون الاعلامي ميردوخ. كما كشف مستشار ميردوخ عن مدي العلاقة الوثيقة التي ربطت مؤسسة نيوز كورب باسكوتلاند يارد وكيف أصبحتا مؤسسة واحدة.