اليوم مع ضغوط أعداء الإسلام, ومع وجود كثير من المصائب التي تلم بالأمة والجراح الموجودة, وفي أجواء القلق والاضطراب, التي تموج بها البلاد المختلفة, يحتاج الناس إلي طرح موضوع البشارات,, نحتاج إلي رفع راية التبشير نحتاج إلي خبر فيه سرور تتغير به بشرة الوجه نحتاج لفرحة تهش لها الأسماع وتسعد بها القلوب. كان رسول اللهصلي الله علية وسلم يحب البشارة ويكثر من قول:( أبشر) قالصلي الله عليه وسلم بشروا ولا تنفروا, ويسروا ولا تعسروا, والتبشير بالخير والتفاؤل منهج رباني ونهج نبوي, أمر الله به نبيه صلي الله عليه وسلم بقوله تعالي: فبشر عباد سورة الزمر.17 في التبشير اقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام فهو إمام المبشرين, كان دائم الاستبشار, يعرف البشر في وجهه, فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين, والتبشير بالخير يمد السامعين بعلو الهمة, يدفعهم إلي العلم, كلمة بشر وأبشر لها مفعول في القلوب جميل جدا, التبشير بالخير يثبت الإنسان في المواقف العصيبة, يطمئن القلوب المضطربة, يشرح الصدور يسبب استقرار النفس وراحة البال. والتبشير يبث الثقة, يزرع الأمل, يمسح عن الناس أو عن السامعين غبار اليأس, وكذلك في تنشيط الخير, حث علي الطاعة, إقبال بقلوب العصاة إلي الله, فتح باب التوبة.. وتبشير بثواب الله وجزائه لعباده الصالحين. ولا تنفروا الناس عن الأعمال الصالحة, ولا تنفروهم عن الطرق السليمة, بل شجعوهم عليها, حتي في العبادات لا تنفروهم. فيزيدهم تماديا في المعصية, ولكن ادعوهم بهون ولين وبذلك تمتثل أمر النبي- صلي الله عليه وسلم- في قوله:(( بشروا, ولا تنفروا)), والتيسير سنة نبوية, ومقصد من مقاصد الإسلام, وسمة من سماته, في الشرائع والأحكام, والمعاملات والبيوع, والدعوة والتعليم, والإسلام عموما جاء باليسر والتيسير, قال الله تعالي:{ يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)( البقرة:185), والتيسير في المهر والزواج وعدم المغالاة فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:( خير النكاح( الزواج) أيسره) رواه ابن حبان وصححه الألباني, وقال صلي الله عليه وسلم:( خير الصداق( المهر) أيسره) رواه الحاكم والحكمة من تخفيف الصداق وعدم المغالاة فيه: تيسير الزواج حتي لا ينصرف الناس عنه, فتقع مفاسد خلقية واجتماعية متعددة. والأخذ بمبدأ التخفيف والتيسير في العبادة والأحكام الشرعية هو هدي النبي صلي الله عليه وسلموالتيسير سنة نبوية, فعلينا بالأيسر فهو الأفضل ما لم يكن إثما و لا تسلكوا طرق العسر; لا في العبادات, ولا في المعاملات, ولا في غير ذلك; فإن هذا منهي عنه, فلا تعسروا.