يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في القمة الثلاثية مع الرئيس القبرصي نيكوس أنستاسياديس ورئيس وزراء اليونان ألكسيس تسيبراس, وتجري السلطات اليونانية استعدادات مكثفة لاستضافة هذه القمة في جزيرة كريت جنوب اليونان بناء علي طلب رئيس الوزراء اليوناني تسيبراس بدلا من العاصمة أثينا. وتكتسب زيارة الرئيس السيسي إلي اليونان أهمية بالغة في إطار العمل علي تطوير ودفع العلاقات المصرية اليونانية, والعلاقات المصرية القبرصية, ويعقد علي هامش القمة اجتماع لكبار المسئولين من الدول الثلاث, لبحث التعاون الثلاثي وسبل تعزيز التعاون المشترك مستقبلا, وكل الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك, خاصة الوضع في منطقة الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب وسبل تحقيق الاستقرار في المنطقة. وتتضمن الاجتماعات, التي تشهدها جزيرة كريت, عقد قمة ثنائية مع رئيس وزراء اليونان ألكسيس تسيبراس, وقمة أخري ثنائية مع الرئيس القبرصي نيكوس أنستاسياديس, ثم عقد القمة الثلاثية. من جانبه أكد وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس علي عمق العلاقات التاريخية بين البلدين, وأن هذا التحالف أصبح سياقا مألوفا, في خدمة مصالح شعوب الدول الثلاث والمنطقة بشكل عام, مشيدا في الوقت نفسه بالدور القيادي والحكيم الذي تلعبه كل من مصر واليونان علي مسرح السياسة الدولية, وأنهما يسلكان سياسة مسئولة تعزز التعاون والحوار لحل مشاكل المنطقة, بجانب أنهما دولتان ذات مؤسسات متطورة يسود فيهما الاستقرار. وتشهد القمة توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المهمة ومتابعة المشروعات الجاري تنفيذها بين الدول الثلاث, كما ستتيح الفرصة لتقييم التطور في مختلف مجالات التعاون بناء علي ما تم الاتفاق عليه في القمم السابقة, كما سيستغل القادة الثلاثة فرصة القمة لمواصلة مناقشاتهم حول القضايا الإقليمية في المنطقة. ويعتبر التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص هو الآلية الأولي من نوعها للتعاون في المنطقة, وتحقيق الهدف المشترك في التعاون من أجل السلام والأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة, كنموذج لتعزيز التعاون الإقليمي الذي يخلق مزيدا من التضافر المشترك, وأسفرت القمم السابقة عن زيادة في التعاون في مجالات الدفاع والأمن ومحاربة الإرهاب, وتحقيق نتائج ملموسة في مجالات الاقتصاد, والتجارة, والبيئة, والطاقة, والسياحة, وحماية التراث الثقافي, والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. من جانبه أكد رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس أن مبادرة التعاون الثلاثي تستهدف التعاون المشترك بين الدول الثلاث في شتي المجالات, مشيرا إلي أن الدول الثلاث تمثل نقطة الالتقاء بين ثلاث قارات, مما يؤكد أهمية استغلال إمكانات هذا الموقع المحوري في مجالات الطاقة والتجارة والنقل بين أوروبا وآسيا وإفريقيا, مؤكدا أن التكتل الثلاثي ليس موجها ضد أحد وإنما يخدم شعوب الدول الثلاث وأيضا شعوب المنطقة بأكملها. ودعا تسيبراس إلي تكثيف التعاون علي المستوي الدبلوماسي والفني في المحافل الدولية من أجل زيادة القدرة علي نقل وجهات النظر المشتركة إلي المجتمع الدولي خاصة فيما يخص مواجهة الأفكار الجهادية والدفاع عن المجتمعات المضطهدة وإدارة التحديات الدولية مثل مشكلة اللاجئين. وشهدت الفترة الماضية زيارات مهمة رفيعة المستوي بين مصر واليونان, حيث أجري الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبلوس زيارة لمصر للمشاركة في برنامج إحياء الجذور الذي أطلقه الرئيس السيسي بالتعاون مع وزيرة الهجرة والمغتربين, وأيضا زيارات متبادلة لوزراء الخارجية للمشاركة في المؤتمرات والمنتديات, وتشير التقارير إلي أن اليونان ترتبط منذ القدم بعلاقات تاريخية وثقافية وثيقة مع جميع شعوب الشرق الأوسط, وهي تعد ركيزة أساسية وأحد أولويات السياسة الخارجية لليونان, وأن أثينا تولي اهتماما للتعاون مع مصر في إطار المصلحة والمنفعة المتبادلة في ضوء رغبة اليونان أن تصبح جسرا لمرور شبكات الطاقة والنقل والتجارة بين أوروبا من جهة وبلدان الشرق الأوسط وآسيا من جهة أخري. ووفقا للتقارير فإن العلاقات المصرية اليونانية تمتاز بقوتها في جميع المجالات لا سيما التعاون الاقتصادي, حيث تمثل مصر الشريك الاقتصادي الأهم بالنسبة لليونان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا, وتشهد العلاقات المصرية اليونانية- القبرصية تطورا مستمرا, وتتمتع بالكثير من الحيوية والديناميكية بما يتناسب مع أهميتها الإستراتيجية للدول الثلاث. من جانبه, أكد وزير خارجية اليونان نيكوس كوتزياس أن مصر وقبرص واليونان تعاونوا واتحدوا وعملوا بجدية لتكوين حاجز ضد التقلبات في المنطقة وتهيئة الظروف لنشر مبادئ الاستقرار في المنطقة, مشيرا إلي أنه بصرف النظر عن ضرر الإرهاب علي مصر, فهو يؤثر بشكل مباشر علي المنطقة ككل والاتحاد الأوروبي نفسه, لافتا إلي أن اليونان أوضحت للاتحاد الأوروبي جهود الحكومة المصرية لإرساء الأمن والاستقرار في الدولة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من100 مليون نسمة لضمان حماية حياة كل هؤلاء المواطنين. وأوضح وزير الخارجية اليوناني الدور القيادي والحكيم الذي تلعبه مصر واليونان علي مسرح السياسة الدولية, وأنهما يسلكان سياسة مسئولة تعزز التعاون والحوار لحل مشاكل المنطقة, بجانب أنهما دولتان ذات مؤسسات متطورة يسود فيهما الاستقرار, موضحا أن الاكتشافات الأخيرة من الاحتياطات الكبيرة للطاقة تسلط الضوء علي أهمية شرق المتوسط لأمن الطاقة بالنسبة لأوروبا. وحول قضية الشرق الأوسط أكد كوتزياس أن أفضل حل للمشكلة هو الحل المبني علي إقامة الدولتين, والذي يوفر ضمانات أمنية لإسرائيل وضمانات إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية, مؤكدا دعم بلاده للحل السياسي في سوريا الذي ينبغي أن يكون حلا مستداما مع ضمان عودة اللاجئين إلي ديارهم. وبالنسبة للعلاقات مع تركيا أشار وزير الخارجية اليوناني إلي أن تركيا تواصل سياسة الاستعراض التي تترجم إلي استمرار انتهاكات المجال الجوي اليوناني والمياه الإقليمية اليونانية, ومع ذلك فإن أثينا تصر علي الحفاظ علي قنوات الاتصال المفتوحة ومواصلة الحوار, مؤكدا موقف اليونان الرصين والمسئول والثقة بالنفس التي تميز السياسة الخارجية اليونانية, وإنه تعبير عن القوة. وبخصوص القضية القبرصية ذكر أنها قضية غزو واحتلال غير قانونيين, ويجب في نهاية المطاف انسحاب قوات الاحتلال وإنهاء نظام الضمانات ضد جمهورية قبرص, وفيما يخص المشكلات الداخلية فيجب حلها بين الطائفتين اليونانية والتركية من دون تدخل طرف ثالث.