نيويورك وكالات الأممالمتحدة: اندلعت حرب كلامية ساخنة علي منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس بين إيرانوالولاياتالمتحدة, حيث انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طهران, ووصفها بأنها دكتاتورية فاسدة تنهب الشعب الإيراني لسداد تكلفة العدوان في الخارج, وقال ترامب في كلمته أمام الجمعية العامة: إن زعماء إيران ينشرون الفوضي والموت والدمار.. إنهم لا يحترمون جيرانهم أو حدودهم أو الحقوق السيادية للدول. وركز ترامب في كلمته علي إيران التي تتهمها الولاياتالمتحدة بالسعي لامتلاك أسلحة نووية, وتأجيج الاضطرابات في الشرق الأوسط من خلال دعمها لجماعات متشددة في سوريا ولبنان واليمن. وقد زادت الخلافات بين واشنطنوطهران منذ مايو الماضي حين أعلن ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوي العالمية في عام2015, وفرض عقوبات علي الجمهورية الإسلامية, وكان الاتفاق الذي أبرمته الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة باراك أوباما قد رفع معظم العقوبات الدولية عن إيران مقابل التزامها بالحد من برنامجها النووي. وقال ترامب: ستسري عقوبات إضافية في الخامس من نوفمبر وسيتبعها المزيد, ونعمل مع دول تستورد الخام الإيراني لخفض مشترياتها بشكل كبير, وأضاف أن الولاياتالمتحدة ستساعد في إقامة تحالف إستراتيجي إقليمي بين دول الخليج والأردن ومصر في مبادرة تراها واشنطن جدارا واقيا ضد إيران. وقارن ترامب العلاقات الأمريكية مع إيران بما وصفها بالعلاقات التي شهدت تحسنا مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون, الذي أشاد به ترامب لوقفه التجارب النووية والصاروخية, وإعادته رفات جنود أمريكيين من الحرب الكورية في الخمسينيات. وكانت رسالة ترامب الرئيسية موجهة لإيران, وبدت كمحاولة لدق إسفين بين قيادتها وشعبها, وذلك بعد أيام من هجوم علي عرض عسكري في جنوب غرب إيران أودي بحياة25 شخصا وأحدث اضطرابا في البلاد. وفي تصريحات للصحفيين في طريقه لإلقاء كلمته أمام الجمعية العامة قال ترامب: إنه لن يلتقي مع الإيرانيين قبل أن يغيروا نهجهم مستبعدا احتمال تحسن العلاقات في المستقبل. روحاني: النهج الأمريكي محكوم عليه بالفشل من جانبه انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني واشنطن بسبب سياستها العدائية تجاه بلاده وقال: إن النهج الأمريكي محكوم عليه بالفشل. وقال روحاني, في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: إن اقتراحنا واضح ألا وهو الالتزام مقابل الالتزام, والانتهاك مقابل الانتهاك, والخطوة مقابل الخطوة, بدلا من الكلام من أجل الكلام.. ما تقوله إيران واضح, وهو لا حرب ولا عقوبات ولا تهديدات ولا تنمر, فقط يجب العمل طبقا للقانون وتنفيذ الالتزامات. وأضاف أنه لا يمكن إجبار أمة علي الجلوس علي طاولة المفاوضات قائلا: إنه لا يوجد سبيل أفضل من الحوار, وقال روحاني أيضا: إن إيران تؤمن بإنشاء آلية جماعية من أجل الخليج مع وجود ومشاركة كل دول المنطقة. وفي الشهور الأخيرة, قال ترامب: إنه مستعد للقاء الرئيس الإيراني دون شروط مسبقة للتفاوض علي اتفاق جديد, وهو عرض طرحه مجددا وزير خارجيته مايك بومبيو يوم الأحد, ووجهه للزعيم الأعلي الإيراني آية الله علي خامنئي. كما قال روحاني يوم الإثنين: إن طهران لن تجري محادثات مع ترامب قبل أن تعود الولاياتالمتحدة إلي الاتفاق المبرم في عام2015, ورفض علي أكبر ولايتي كبير مستشاري خامنئي العرض الأمريكي يوم الثلاثاء, وقال في تصريح نقلته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية: إن أحلام ترامب وبومبيو لن تتحقق أبدا علي أرض الواقع. وقال علي رضا مير يوسفي, المتحدث باسم بعثة إيران في الأممالمتحدة في تصريح لرويترز: إن إيران لم تطلب عقد لقاء مع ترامب. إصلاحات تجارية عالمية ودعا ترامب, الذي يشعر بانزعاج بشأن الاختلالات التجارية الأمريكية مع الكثير من الدول, إلي إصلاحات في التجارة العالمية, وكرر خلال كلمته تعهداته بحماية السيادة الأمريكية ورفض العولمة, وقال الرئيس الأمريكي: أمريكا يحكمها أمريكيون, نحن نرفض أيديولوجية العولمة ونحتضن مبدأ الوطنية. وفي رسالة شديدة اللهجة لأعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك, دعا الرئيس الأمريكي إلي التوقف عن رفع أسعار النفط ودفع أموال مقابل حصولهم علي حماية عسكرية, كما هدد الرئيس الأمريكي بقصر المساعدات علي الدول الصديقة فقط. وقال دبلوماسي بالخليج في رده علي تصريحات الرئيس الأمريكي: إن بلاده تقدم ما عليها في إطار التحمل المشترك للأعباء. هجوم أمريكي علي الصين معظم كلمة ترامب التي استغرقت35 دقيقة كانت دفاعا عن سياساته القائمة علي شعار أمريكا أولا الذي يمنح المصالح الأمريكية أولوية علي أي خطوة نحو العولمة في رسالة لاقت صمتا بين الحضور. وبجانب هجومه علي إيران, انتقد ترامب الصين بشأن ممارساتها التجارية لكنه لم يذكر التدخل الروسي في سوريا أو تدخلها في الانتخابات الأمريكية, واستخدم ترامب, الذي يبدأ تجمعاته السياسية بالتباهي بسجله الاقتصادي خلال أقل من عامين في السلطة, نفس الأسلوب أمام زعماء العالم, وأبلغهم أنه كرئيس حقق إنجازات أكبر من أي إدارة أخري في التاريخ تقريبا. ودفعت كلماته إلي همهمات وضحك بين الحضور مما فاجأ الرئيس الأمريكي إلي حد ما, فقال: لم أتوقع ذلك الرد, لكن لا بأس. ماكرون: قمع الفلسطينيين لن يحل صراع الشرق الأوسط قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الثلاثاء: إن قمع الفلسطينيين وطرح مبادرات أحادية لن يحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني, منتقدا بذلك سياسة نظيره الأمريكي دونالد ترامب بشأن القضية. وقال ماكرون: ما الذي يمكن أن يحل الأزمة بين إسرائيل وفلسطين؟ ليست المبادرات الأحادية ولا قمع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في السلام المشروع. جوتريتش يحذر من نظام عالمي تسوده الفوضي حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتريتش زعماء العالم أمس من أن النظام العالمي فوضوي بشكل متزايد, وأن الثقة بلغت نقطة الانهيار, وقال جوتريتش: إن التحولات في ميزان القوي قد تزيد من مخاطر المواجهة لكنه لم يذكر طرفا بالاسم. وبينما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستعد للحديث عن حماية السيادة الأمريكية في الاجتماع السنوي لزعماء العالم بالأممالمتحدة, قال جوتريتش أمام الجمعية العامة المؤلفة من193 دولة: إن التعددية تتعرض لهجوم بينما العالم في أمس الحاجة لها. وقال جوتريتش: الزعماء مكلفون بتحسين معيشة شعوبهم, لكن الأمر أعمق من ذلك... وبما أننا حراس علي المنفعة العامة, ينبغي علينا أيضا أن نروج وندعم نظاما للتعددية بعد إصلاحه وتجديده ودعمه.