يعتبر حسام الدين مصطفي من المخرجين المحيرين, فلا تدري إن كنت تضعه في مصاف كبار المخرجين الذين صنعوا علامات في تاريخ السينما المصرية, أم أنه مجرد مخرج تجاري درجة ثالثة تصادف أنه قدم بعض الأفلام المهمة. وترجع هذه الحيرة إلي أن هناك حقيقتين من الصعب انكارهما, الأولي أن هناك أفلاما قدمها المخرج المخضرم لا يمكن أن تخرج من أي قائمة تعدها لأفضل مائة فيلم مصري( مع تحفظنا علي قوائم من هذا النوع). والحقيقة الثانية أن هناك أفلاما قدمها لا يمكن أن تحتفظ بها في مكتبتك من شدة رداءتها وابتذالها. من أفلام النوع الأول نجد: الطريق, والسمان والخريف, و الشيماء, و الإخوة الأعداء. أما النوع الثاني فحدث ولا حرج ليس بداية من شقاوة رجالة, ولا نهاية ب غرام الأفاعي, مرورا بالأفلام التي قدمها بطولة نادي الجندي والتي كان آخرها حكمت فهمي( كان عرضه الأول في مثل هذا اليوم من17 عاما). وهناك نوع ثالث من الأفلام قدمه حسام الدين مصطفي للتسلية ليس أبعد من ذلك( وكانت في أغلبها مسلية وشيقة بالفعل), مثل شاطيء المرح, وشنبو في المصيدة, وطير في السما, وغيرها. وبمناسبة التسلية فإن كثيرين لا يعرفون أنه مخرج مسرحية مدرسة المشاغبين الشهيرة, وكذلك مسلسل: وتوالت الأحداث عاصفة المعروفة باسم: أنا البرادعي يا رشدي, وأعمال أخري مشهورة. لكن الملاحظ في كل الأفلام بغض البصر عن مستواها أو غرضها أنها تشترك في أن مخرجنا( المولود في5 مايو1926 والمتوفي في22 فبراير2000) يفعل ما يعن له مهما كان تأثير ذلك علي صورته أو علي منطق الأحداث داخل الفيلم أو علي التاريخ. هو يهتم فقط بتنفيذ ما يراه يخدم إيقاع الفيلم وقدرته علي الجذب, ما يتناسب مع شاب عمره24 عاما غادر مصر إلي هوليود وليدرس السينما والاخراج وهو ما حدث عندما غادر القاهرة عام1950, وعاد1956 ليبدأ مشواره مع الاخراج. ففي فيلم الشيماء مثلا, لم يهتم كثيرا إن كانت قصة الفيلم تتطابق أو تتشابه أو تقترب أو حتي تشير من بعيد ما حدث فعلا في الجزيرة العربية, لم يهتم حتي بالجانب الديني في الأمر, هو اهتم فقط بأن يخرج فيلما غنائيا استعراضيا له صبغة تاريخية, بعكس صلاح أبو سيف الذي قدم في نفس الفترة فجر الإسلام فشغل نفسه بقراءة تأثير الإسلام علي المجتمع. وكان اللافت في شخصية حسام الدين مصطفي هو اعجابه الشديد بشخصيته وبكل ما يصنعه, وربما كان أول مخرج يظهر نفسه في تترات مسلسل فقط ليشاهد الجمهور وجهه, كما حدث في مسلسل الفرسان, كما أن له تصريحات صادمة عديدة, منها قوله عندما أخرج الاخوة الأعداء إن الفيلم أقوي من الرواية الإخوة كرامازوف التي كتبها الأديب الروسي الكبير دوستوفسكي. وربنا يرحم الجميع.