أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعلاقات المتميزة التي تربط مصر والنمسا وحرص مصر علي الارتقاء بمستوي التعاون بين البلدين في مختلف المجالات, فضلا عن مواصلة التشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس السيسي أمس مع دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي, وسيباستيان كورتز مستشار جمهورية النمسا, بحضور سامح شكري وزير الخارجية وعباس كامل رئيس المخابرات العامة, وكل من رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة وسفير النمسابالقاهرة. وقال السفير بسام راضي, المتحدث الرسمي باسم الرئاسة: إنه تم خلال اللقاء الاستعراض والتشاور حول عدد من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي والنمسا بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد, وعلي رأسها مشكلة الهجرة غير الشرعية. أضاف أن الرئيس أوضح خلال الاجتماع الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر لمواجهة تلك المشكلة وكبحها, وضبط حدودها البحرية والبرية في ضوء حالة عدم الاستقرار التي تشهدها بعض دول الجوار المباشر لمصر, وأشار إلي أن تلك الجهود أسهمت في التصدي لانتقال اللاجئين عبر المتوسط بصفة عامة, خاصة أنه لم تسجل حالة واحدة من مصر منذ عام2016 وحتي الآن, وموضحا الأعباء التي تتحملها مصر في سبيل تحقيق ذلك, وأيضا لاستضافة ملايين اللاجئين علي أراضيها, حيث يتم توفير سبل المعيشة الكريمة لهم دون عزلهم في معسكرات أو ملاجئ إيواء, ويتمتعون بمعاملة متساوية مع المواطنين المصريين في مختلف الخدمات. وأكد الرئيس أنه يتوجب كذلك معالجة الجذور الرئيسية للهجرة غير الشرعية, بالتوصل لحلول سياسية للأزمات التي تشهدها دول المنطقة وإعادة الاستقرار والأمن إليها, وفي هذا الإطار أشاد رئيس المجلس الأوروبي ومستشار النمسا بالجهود المصرية لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية, مؤكدين ما تحظي به تلك الجهود من تقدير كبير في مختلف العواصم والمؤسسات الأوروبية, مشيرين إلي أن ذلك تحقق من خلال قيادة حكيمة ورؤية ثاقبة للرئيس السيسي, وهو الأمر الذي انعكس ليس فقط علي الحد من الهجرة غير الشرعية, ولكن أيضا علي التطورات الإيجابية الملموسة التي تشهدها مصر تحت قيادة الرئيس. وأضاف المتحدث الرئاسي بأن اللقاء تطرق إلي عدد من الملفات الأخري مثل الأزمتين الليبية والسورية, حيث توافقت الرؤي ووجهات النظر حول استمرار العمل علي التوصل إلي تسويات سياسية للأزمات المختلفة التي تشهدها المنطقة والتي تسهم بشكل أساسي في تفشي ظاهرة الهجرة غير الشرعية, والحفاظ علي المؤسسات الوطنية بالدول التي تشهد هذه الأزمات, وصون سيادتها ووحدة أراضيها ومقدرات شعوبها, حتي يمكن استعادة الاستقرار بالمنطقة وتوفير مستقبل أفضل لشعوبها, وفي هذا الصدد تم تأكيد أهمية التنسيق العربي الأوروبي لمواجهة التحديات الإقليمية والتهديدات المشتركة, حيث تعد قمة الاتحاد الأوروبي والدول العربية المقترح عقدها خلال الفترة المقبلة فرصة جيدة للتشاور وتبادل وجهات النظر وتكثيف التعاون بين الجانبين. وقال السفير راضي: إن الرئيس السيسي أعرب عن ترحيبه برئيس المجلس الأوروبي ومستشار النمسا, مشيرا إلي ما يتمتع به الاتحاد الأوروبي من مكانة مهمة في إطار السياسة الخارجية لمصر, ليس فقط لكونه الشريك التجاري الأول لها, وإنما في ضوء الروابط المتشعبة التي تجمع بين مصر والاتحاد الأوروبي والتحديات المشتركة التي تواجههما علي ضفتي المتوسط. من جانبيهما, أكد الضيفان سعادتهما بزيارة القاهرة والالتقاء بالرئيس السيسي, مشيرين إلي ما يجمع كلا من الاتحاد الأوروبي والنمسا بمصر من علاقات تاريخية متميزة, ومؤكدين محورية دور مصر في الشرق الأوسط باعتبارها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار بالمنطقة.