لا تزال دول أوروبا الغربية تعاني من ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق والتي تخطت45 درجة في بعض المناطق. وأدي هذا الارتفاع غير المعتاد إلي ذوبان جليد القمة الجنوبية لجبل كيبنكايس في السويد, ووفاة شخصين في إسبانيا. وفي فرنسا لجأت شركة الكهرباء أو دي إف إلي إيقاف أربعة مفاعلات نووية عن العمل جراء الحرارة الشديدة. ونتيجة لارتفاع درجة حرارة الماء في نهري الرون والراين, اللذين تضخ المحطات الثلاثة المياه منهما للتبريد, أدي لإغلاق مؤقت للمفاعلات. وتشهد فرنسا مثل معظم أنحاء أوروبا, طقسا شديد الحرارة في المناطق الجنوبية, حيث تظهر توقعات الأرصاد الجوية أن درجات الحرارة تصل إلي37 مئوية في وادي الرون. وتستخدم محطات الطاقة النووية التابعة لشركة المرافق, الواقعة علي نهري الرون والراين, مياه النهرين لتنظيم درجات الحرارة في المفاعلات وتعيد صرف المياه الدافئة إلي النهرين. وتصدرت البرتغال القائمة مسجلة45.2 درجة في ألفيجا قرب لشبونة, وهي درجة حرارة قياسية تاريخية, في حين تجاوزت الحرارة في أماكن أخري في البلاد40 درجة, وفق هيئة الأرصاد الجوية. في البرتغال وإسبانيا وفرنسا, لا تزال الأرصاد الجوية تتوقع ارتفاع درجات الحرارة, واستعدادات لأيام أصعب في البرتغال, وضعت11 منطقة من الشمال إلي الجنوب في حالة تأهب قصوي. فيما أودت موجة حر قاتلة بحياة أكثر من650 شخصا في بريطانيا في شهرين, وفقا لمكتب الإحصاءات الوطني, وسط مخاوف كبيرة من ارتفاع هذا الرقم في الأسابيع المقبلة. وحذر الأطباء كبار السن والمصابين بأمراض القلب والكلية من التعرض للشمس كثيرا, وتهدد الحرارة المرتفعة كبار السن بشكل خاص, فهم عرضة أكبر لنوبات القلب ونقص الماء في الجسم, مما قد يؤدي لفشل الأعضاء. ووصلت درجة الحرارة في بريطانيا ل33 درجة مئوية, في استمرار للحرارة المرتفعة التي تشهدها البلاد في آخر أسبوعين. وتشهد القارة الأوروبية موجة حارة شبه قياسية, أدت لوضع حكومات خدمات الطوارئ في حالة تأهب تحسبا لاندلاع حرائق غابات في دول مثل إسبانيا والبرتغال. وفي العراق, أكد مسئول في وزارة الزراعة العراقية, أمس, لوكالة الأنباء الفرنسية أن المساحات المزروعة في البلاد انخفضت إلي النصف مقارنة بالعام الماضي إثر موجة الجفاف وانخفاض منسوب نهري دجلة والفرات. وكانت الوزارة أعلنت حظر زراعة الأرز والذرة وبعض المحاصيل الأخري التي تحتاج إلي الكثير من المياه بسبب الجفاف الشديد العام الحالي. وقال مهدي القيسي, وكيل وزير الزراعة: إذا أردنا مقارنة المساحات المزروعة هذا العام مع العام الماضي فإن حجم الضرر يصل إلي خمسين بالمئة. فيما سجلت منطقة مرمرة بتركيا أعلي معدل سقوط للأمطار لشهر يوليو منذ عام2005, حيث هطل48.7 كيلو جرام من الأمطار للمتر المربع في المتوسط خلال الشهر وبالرغم من الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة, فإنها لم تبلغ الرقم القياسي السابق وهو51 كيلوجراما لشهر يوليو في عام.2005 وتسببت الأمطار الغزيرة التي ضربت المنطقة بإغراق الشوارع بالمياه, وحدوث اختناقات مرورية, وتأخير الرحلات الجوية بالإضافة إلي مواعيد القطارات والحافلات, وتتزايد شدة الفيضانات والعواصف والزوابع كل عام بسبب الاحتباس الحراري والتغير المناخي في العالم.