حالة الانفلات الأمني التي تعانيها مصر منذ بدأت أحداث ثورة25 يناير تسببت في وجود عدة ظواهر جديدة علي المجتمع المصري حيث البلطجة والبيع العلني للمخدرات في الشوارع واقتحام الاقسام والمستشفيات والمرافق الحيوية وترويع المواطنين وارتكاب حوادث السرقة بالإكراه وفوق هذا وذاك زادت حوادث سرقة السيارات بشكل ملحوظ.. تحقيقات الأهرام المسائي من خلال جولات مندوبيها في القاهرة وبعض المحافظات تدق ناقوس الخطر من جديد في صرخة تطالب بضرورة عودة السيطرة الأمنية الي الشارع المصري حفاظا علي الثورة ومكاسبها.رغم ان محافظة أسوان تعتبرأفضل حالا من كثير من المحافظات التي تعاني الانفلات الأمني الذي ضرب ولايزال جذور مصر منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير الا ان هذا الهدوء النسبي الذي تشهده مراكز المحافظة يشهد بين الحين والاخر تعرض بعض المناطق, خاصة في غرب النيل لأعمال من السطو المسلح لغياب رجال الشرطة عن الشارع باستثناء الوجود الشكلي لأفراد المرور فقط. وتعد محرنية إدفو هي الأهدأ من حيث الاستقرار كما يقول عادل أبو الشيخ أحد قيادات حزب الغد مبررا ذلك بسبب أن المدينة والقري التابعة لها لاتزال تتمسك بالقبلية والعرف ويضيف أن أدفو كمدينة لاتزال تحكم بكبار القبائل, ومن ثم فإن اللجوء لحوادث العنف لا يكون عن طريق أبنائها بل الغالب يكون من خارجها.. ويشير ماهر كريم من مدينة إدفو إلي الحادث الذي هز أرجاء المركز بأكمله بعد هروب الفتاة المسيحية كريستين مع شقيق مدرستها ورغم الانفلات الأمني وغياب الشرطة وعدم تدخلها ايجابا الا أن كبار القيادات الدينية الاسلامية والمسيحية نجحوا في احتواء الموقف الذي كان من الممكن أن يؤدي إلي فتنة طائفية علي الرغم من كونه حادثا فرديا... وفي كوم امبو تظهر وبشكل واضح أعمال البلطجة والتعديات علي نهر الطريق وخاصة من الباعة الجائلين وتحديدا في منطقتي الكوبري العلوي والطريق الزراعي القاهرةأسوان, أما المخدرات فهي وكعادة المدينة الشهيرة بها تباع علنا, وكما يقول عبد الحميد جاد الرب أن الأمن يضع يديه كما يقولون في الماء البارد حيث لا يتدخل في مواجهة هذه المافيا. وتساءل عبد الرازق عبد الحليم من نصر النوبة عن السر في اصرار رجال الأمن علي هذه السلبية وعدم مباشرة مهام عملهم حتي الآن مشيرا إلي حادثة مقتل أحد شباب قرية توشكي النوبية علي يد مجموعة مسلحة أثناء وقوفه في احدي اللجان الشعبية بالقرية وهو الأمر الذي ما كان يحدث لو كان الأمن موجودا بقوة ويضيف عند توجه شباب القرية إلي قسم الشرطة للاستغاثة برجال الأمن فوجئوا برفض الضباط التحرك وحدثت مأساة انتهت بمحاولة التعدي علي مبني القسم والاستيلاء علي الاسلحة للدفاع عن أنفسهم. وفي مركز دراو يوضح ابراهيم البرنس المقيم في قرية بنيادر ما يحدث من أعمال بلطجة وسطو مسلح علي قري غرب النيل من الفارين من السجون المختلفة وقد يتكرر ذلك أكثر من مرة وأضاف بأن التركيبة القبلية للأهالي ما بين الجعافرة والانصار والعبايدة هي التي تصدت لهذه العصابات في ظل الغياب الأمني الذي ستظل كوارثه قائمة خلال الفترة القادمة. وفيما يبدو أن هذا الانفلات يزداد نحو الجنوب حيث تجسد محرنية أسوان عاصمة المحافظة المشاهد النموذجية لغياب رجال الآمن بإستثناء وجود شكلي لأفراد المرور فقط, حيث يقول نبيل مرسي بالمعاش ان الحالة لا تسر عدوا أو حبيبا في ظل هذا الغياب الشرطي.. فمثلا الكمائن المنتشرة علي الطريق الزراعي تكاد تخلو من الضباط والأفراد وهي التي كانت مضربا للمثل في التعامل المشدد الذي كان يكشف عن العديد من الخارجين عن القانون.. وفي الشوارع وكما يشير محمد الداعون موظف فإن الباعة الجائلين قد أفسدوا أعمال التطوير التي شهدتها المدينة وتحديدا في السوق السياحي والشواربي ووصلت التعديات إلي الجداريات التي تكلفت اموالا طائلة وسط غياب تام لرجال الأمن, ويضيف قائلا انه يجب مواجهة الاحداث اليومية التي تشهدها الشوارع من عنف ومشاجرات للشباب... أما أحمد الراوي من أبناء منطقة السيل فيصف هذه المشاهد بالمهازل التي يتعمد رجال الشرطة افتعالها ويقول ان هناك مناطق يباع فيها جميع أنواع المخدرات بشكل علني ومعروفة للجميع وهناك مناطق محظور دخول المواطنين الشرفاء فيها ويطالب بأن تكون هناك مبادرة بين المواطنين ورجال الشرطة لإعادة جسور الثقة التي اهتزت بينهما إذا ما أردنا أن تعود السياحة إلي ما كانت عليه من معدلات قبل ثورة25 يناير.