هل يحق للزوج أخذ الشبكة التي قدمها لزوجته رغما عنها أو دون علمها؟ الشبكة المقدمة من الزوج لزوجته ملك خالص لها, فلها أن تتصرف فيها تصرف المالك فيما يملك, وليس للزوج أن يأخذها دون رضاها أو دون علمها, فإذا أخذها فهو ملزم بردها ما لم تتنازل له عنها, وقد جري العرف علي أن الشبكة التي يقدمها الزوج لزوجته جزء من المهر, لأن الناس يتفقون عليها في الزواج, وحينئذ فإذا أخذها الزوج منها رغما عنها فهو داخل في البهتان والإثم المبين الذين توعد الله تعالي فاعله بقوله سبحانه: وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا* وكيف تأخذونه وقد أفضي بعضكم إلي بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا( النساء:20 21). وبناء علي ذلك فإن الشبكة التي أعطاها الزوج لزوجته تعد من المهر الذي تستحق نصفه بمجرد العقد, وتستحقه بتمامه بالدخول, وبذلك فقد أصبحت الشبكة بالدخول حقا خالصا وملكا تاما للزوجة, وليس للزوج أن يأخذها منها رغما عنها أو دون علمها, وإلا كان آكلا للمال الحرام, فإذا أخذها فهو ملزم بردها, لأنه متعد بأخذها, ويد المتعدي يد ضمان, أما إذا رضيت بإعطائها له عن طيب خاطر فلا حرج عليه شرعا في أخذها. والله سبحانه وتعالي أعلم.