قرية العمار أشهر القري المصرية انتاجا لثمار المشمش الذي أصبح ماركة عالمية.. وتقع القرية بمدينة طوخ بمحافظة القليوبية ويقترب عدد سكانها من100 ألف نسمة, ونسبة المتعلمين بها نحو60% من السكان أغلبهم من الفتيات مقارنة بالفتيان, فبين كل خمسة تجد أربع بنات متعلمات يقابلهن ولد واحد متعلم.. ومعظم الفتيات المتعلمات بالقرية يعملن في جمع وبيع المشمش.. ويعتبر المشمش هو مصدر الرزق الأساسي لمعظم سكان القرية فمن حصيلة بيع الثمار تدفع الفواتير المؤجلة وتسدد القروض من البنك الزراعي ويعتبر موسم الحصاد هو نفسة موسم الزواج لفتيات القرية نظرا لأنه يدر الخير والفرحة علي جميع الأسر والعائلات. ويعتبر الجلباب الفلاحي لفتيات قرية العمار الكبري جزءا من تراث القرية الرئيسي, حيث يحتوي علي مزيج من الألوان الجميلة التي تشبه اللوحات الفنية المبدعة لكبار الرسامين. يقول عاطف الشاذلي, مزارع: إن مشمش العمار مميز للغاية فطبيعة أرض القرية لا تصلح معها إلا زراعة المشمش ولذلك فإن الإقبال عليه شديد للغاية من سائر المحافظات لحلاوتة وخلوه من المبيدات والهرمونات مع الاعتناء بأشجاره طوال العام إلي أن يحل موعد الحصاد في شهور الصيف لمدة30 يوما فقط, ولكنها كافية لتعم الفرحة كل بيوت القرية.. موضحا أن موسم الزواج بالقرية يأتي مع بداية موسم جمع المشمش وهو موسم الخير والفرحة طوال شهر واحد فقط. ويضيف صلاح عبدة مزارع أن العمار الكبري ليست مميزة فقط بالمشمش ولكنها تتميز بأنها من أكثر القري ارتفاعا في نسبة التعليم التي تتجاوز أكثر من 60% من القرية بالاضافة الي ان القرية بها ما يزيد علي500 أستاذ جامعي وطبيب بشري ومهندس, حيث يهتم أهالي القرية, خاصة المزارعين بتعليم أبنائهم, خاصة البنات حتي يحصلوا علي شهادات تعليمية تفيدهم في الحصول علي وظائف يواجهون بها ظروف الحياة ويشير الدكتور مجدي ثابت إلي أن شجرة المشمش معمرة, حيث يطول عمرها إلي نحو150 عاما.. ويبدأ إعطاء الثمار بعد4 سنوات من زراعتها.. فهي شجرة تتميز بأنها كثيرة الظلال.. لذلك لا تصلح أي زراعات أخري معها, خاصة أنه يتم تعطيشها ثلاثة شهور في العام من شهر8-11 وهو ما يعني موت أي محصول آخر يتواجد معه.. حيث يزهر المشمش في الشهر الثالث ثم يثمر ويظل علي الشجر حتي الشهر السادس من العام موعد الحصاد.. ويحتاج المشمش الي رعاية خاصة أسبوعيا من تنظيف وري وسماد عضوي إلي آخره. ومن جانبه أكد المهندس محمد رضا وكيل أول وزارة الزراعة الأسبق بالقليوبية, نقيب الزراعيين السابق أن محصول المشمش من الفواكه الصيفية ذات القيمة الغذائية العاليه المفضله للمواطن المصري الذي يدخل بجانب الاستهلاك أولا الطازج في كثير من الصناعات الغذائيه أهمها العصائر والمربات وقمر الدين.. موضحا أن المشمش من الفاكهة ذات النواة الحجرية وهو من فواكه المنطقة المعتدلة التي تحتاج إلي فترة من البرودة خلال فصلي الشتاء والخريف لإنهاء طور السكون في الأشجار. وتعتبر قرية العمار بمركز طوخ بالقليوبية من أشهر القري علي مستوي الجمهورية في زراعة محصول المشمش, حيث كانت تزرع مساحة800 فدان في السنوات الماضيه إلا أن هذه المساحة تقلصت حاليا إلي أقل من400 فدان بسبب قلة إنتاجية المحصول في الفترات الأخيره فضلا عن ارتفاع تكلفة خدمة المحصول. وأضاف رضا أن مشمش العمار له مكانة خاصة عند أهالي العمار حيث يعتبر شريان الحياة لهم لأنهم يعتمدون عليه لتدبير احتياجاتهم طوال العام من ملابس وتحديد موعد زواج أولادهم وكذا سداد ديونهم التي تم اقتراضها خلال الموسم.