لم يتخيل أحد في روسيا, أن يتحول الملعب الأوليمبي في مدينة سان بطرسبرج كريستوفيسكي إلي نسخة مصرية خالصة كما لو كان ستاد القاهرة الدولي في أعقاب الحضور الجماهيري المصري الكبير في المدرجات لتشجيع المنتخب الوطني الأول في لقائه مع روسيا مساء أمس في الجولة الثانية من عمر المجموعة الأولي من عمر بطولة كأس العالم. وقدم الجمهور المصري ملحمة حقيقية داخل ملعب كريستوفيسكي أذهل بها العالم وهو يواجه منتخب البلد المضيف, بعدما تقاسما معا المدرجات بعد أن كانت المؤشرات كلها تتوقع سيطرة جماهيرية كاملة للروس بحكم إقامة البطولة في ملاعبهم وفي داخل أحد أهم الإستادات لديهم. وما حدث في روسيا نرصده في المشاهد التالية
المشهد الأول .. الحكاية تبدأ ومع دقات الرابعة عصرا بتوقيت القاهرة وقبل انطلاق اللقاء ب4 ساعات كاملة, تحولت مدينة سان بطرسبرج إلي نسخة مكررة من شوارع القاهرة الكبري, بفضل الزحف الجماهيري الكبير والمفاجئ للمصريين في شوارع المدينة الكبري, وتحديدا في المنطقة السياحية في محيط كنيسة الدم, وظلت تردد الأغنيات الجميلة في مشهد مثير, وكان أبرز المشاهد هو ارتداء العشرات من الجماهير المصرية الزي الفرعوني الذي خطف الأنظار وحرص العديد من الجماهير الروسية علي التقاط الصور التذكارية مع الجماهير المصرية خاصة التي ارتدت الأزياء الفرعونية.
المشهد الثاني .. دعم خارج الملعب في الساحة المخصصة للجماهير غير القادرة علي التواجد في المدرجات تواجد عدد كبير من الجماهير المصرية لحضور اللقاء وتواجدوا بجوار الجماهير الروسية, في مشهد حضاري جميل, وشجع كل منهما فريقه ما إن انطلقت المباراة, وكانت ردود الأفعال الجميلة بين الجماهير رائعة وظهر العلم المصري بجوار نظيره الروسي بشكل لافت للنظر وأهم ما يميز المشهد هنا هو هطول الأمطار بشدة ولم يترك الجمهور مكانه وظل يهتف بقوة للمنتخب ولاعبيه حتي بعد استقبال3 أهداف في مرمي الشناوي.
المشهد الثالث.. المدرجات إبهار داخل المدرجات المخصصة لجماهير مصر, كان العالم بأسره يتابع بإعجاب ما دار من تشجيع مثالي, ولأول مرة تتعالي صيحات فريق يلعب علي ملعب المنتخب المضيف, بداية من ترديد النشيد الوطني لجمهورية مصر العربية بصوت عال, ثم تشجيع اللاعبين طيلة90 دقيقة. وبدأت الجماهير المصرية في ممارسة طقوسها الخاصة في التشجيع حيث حمل كثيرون العلم الوطني بينما رسم آخرون ألوان العلم الثلاثة; الأحمر والأبيض والأسود, علي وجوههم وتزينت المدرجات المخصصة للجماهير المصرية باللون الأحمر حيث ارتدي الجميع قميص المنتخب الوطني ورفعوا الأعلام ورددوا عبارات التشجيع للاعبين والجهاز الفني. وحظي النجم محمد صلاح بالهتاف الأكبر في ظل أهميته للفريق. ولم يتخل الجمهور المصري المتواجد بالإستاد عن طريقته في كسر حدة التوتر في تبادل الحديث مع الجماهير الروسية التي تقبلت طريقتهم في السخرية وتبادلوا التقاط الصور التذكارية. والطريف أن الجماهير المصرية توزعت في جميع أنحاء الإستاد ولم تكتف بالأماكن المخصصة لها ولم تتكاسل في الهتاف. وحرصت الجماهير المصرية علي توجيه التحية إلي لاعبي الفريق فور إطلاق الحكم الباراجوياني صفارة النهاية.