من الملاحظة الأولى لأى زائر لسانت بطرسبرج الروسية احدى المدن العالمية سيشعر بانه فى احدى ضواحى القاهرة العتيقة.. هذه ليست مبالغة لكنها نتاج طبيعى ومنطقى للحالة المصرية التى فرضت على الواقع والحياة اليومية هنا لدرجة ان البعض يطلق عليها هنا سانت بطرسبرج المصرية بعدما تدفق المصريون من كل انحاء العالم الى هنا لمساندة وتشجيع المنتخب الوطنى. فى الوقت نفسه اكتظت شوارع سان بطرسبرج بالجماهير الروسية منذ الصباح الباكر أمس، والتى حضرت من كل أنحاء البلاد لحضور مباراة منتخبها مع المنتخب المصري فى الجولة الثانية للمجموعة الاولى والتى تعتبر فاصلة للمنتخبين فالدب الروسى يطمح فى حسم تأشيرة التأهل لتبقى مواجهته امام اوروجواى فى المباراة الختامية فقط لتحديد اول المجموعة فيما يعى الفراعنة تماما ان اى نتيجة غير الفوز تعنى الوداع المبكر للمونديال بغض النظر عن نتيجة مباراته الختامية مع السعودية . وأصيبت الشوارع المؤدية للاستاد بشلل مرورى تام، بسبب زحف المشجعين على استاد كريستوفيسكى سيرا على الأقدام، حاملين الدفوف والفوفوزيلا والأعلام، مرددين الأغانى الوطنية. بينما حرصت الجماهير المصرية التى حضرت بكثافة الى سان بطرسبرج لمشاهدة المباراة على التجمع مبكرا للوصول إلى الاستاد، وتفادى الزحام الشديد، وبمجرد دخولها الاستاد حرصت على تعليق الأعلام المصرية. وتحرك أتوبيس اللاعبين فى الخامسة ظهرا من فندق الإقامة إلى ملعب المباراة وسط حراسة أمنية مشددة، وعانت الشرطة كثيرا لفتح الطرق أمام المنتخب للوصول إلى الاستاد، وقامت الجماهير بالإشارة للاعبين بالفوز بعدد كبير من الأهداف، وسيطر الصمت التام على اللاعبين، حيث اكتفى البعض بمشاهدة الجماهير دون التفاعل معها كما كان يحدث على مدى الأيام السابقة وحرص العدد الأكبر على الإمساك بالمصاحف وقراءة القرآن. أكد هانى أبوريدة رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم ثقته الكبيرة فى لاعبى المنتخب الوطنى وجهازهم الفنى فى قدرتهم على اجتياز عقبة روسيا للحفاظ على آمالهم وآمال الشعب المصرى كله فى التأهل للدور الثانى من بطولة كأس العالم، جاء ذلك خلال اجتماع عقده مع الفريق قبل المباراة بمقر إقامة الفريق فى مدينة سان بطرسبرج فى وجود أعضاء مجلس الإدارة الدكتور كرم كردى وأحمد مجاهد وعصام عبد الفتاح وخالد لطيف وسيف زاهر وحازم إمام ومحمد أبو الوفا. وقال إيهاب لهيطة مدير المنتخب الوطنى إن إدارة الفندق الذى تقيم فيه البعثة لم تتمكن من غلقه على أعضاء الفريق مثلما كان الأمر عليه فى ايكاترينبرج نظرا لكبر حجم الفندق وزيادة عدد النزلاء فيه ، إلا أنها قامت بعزل اللاعبين والجهاز الفنى فى طابق واحد تم اغلاقه عليهم تحت حراسة أمنية طوال ال24 ساعة، كما خصصت أحد المصاعد للبعثة وفصله بالأمن عن بقية المصاعد لتوفير ممر منه للاعبين إلى قاعتى الطعام والاجتماعات المخصصتين لهم.