ليلة القدر إحدي الليالي المباركة والفضيلة في شهر رمضان, ففيها نزل القرآن الكريم علي النبي عليه الصلاة والسلام, ويتحري المسلمون ليلة القدر بفارغ الصبر, وهو مايطرح لدينا عدة تساؤلات عن علامات ليلة القدر التي جعلها الله تعالي مجهولة والحكمة من إخفائها عن المسلمين وماهي الأدعية المستحبة في تلك الأوقات وماهي شروط استجابة الدعاء. يقول الدكتور علي أبو الحسن رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر إن كلمة القدر تأتي من التقدير والمقصود بها الليلة التي قدرت فيها الأمور بمقاييس دقيقة جدا لكي تنتهي بالنتيجة الصحيحة, كما قيل إن القدر يعني العظمة فقوله تعالي إنا أنزلناه إشارة إلي الحدث العظيم الذي لا يجهله أحد وتجمعت فيه كل الأركان وأنزل فيها القرآن علي رسول, ذات قدر في ليلة لا تكاد العقول ان تدرك قدرها, مشيرا إلي أن العدد في تلك الآية لا يقصد به الكم وإنما جاء لتحديد الكيف للتعظيم والتفخيم وربما تعادل هذه الليلة المباركة ألف عام وليس فقط ألف شهر. وأضاف أن أهمية تلك الليلة ترجع إلي نزول القرآن الكريم فيها لكي يكون منهج الإنسان في الحياة والذي ينتهي به إلي سعادة الدنيا والآخرة, كما أن السماء تحتفل بهذا اليوم العظيم وأنزل فيها الملائكة والروح والمقصود هنا روح سيدنا جبريل إمام الملائكة عليه السلام ليصافحون الصائمين والقائمين في هذا اليوم ويدعون لهم حتي مطلع الفجر, لذا فمن شعر بقشعريرة وحالة روحانية او أنس وهو يذكر الله فليعلم أنها ليلة القدر, مشيرا إلي أنه قد انزل من القرآن جملة واحدة في تلك الليلةجملة واحدة علي اللوح المحفوظ ثم بدأ ينزل كل يوم أية أو ثلاث آيات علي مدي23 عاما وهي مدة حياة الرسول في الدعوة. وأما عن الوقت المستحب للدعاء في تلك الليلة المباركة فيقول أبو الحسن أن الدعاء يكون مستجابا في المكان المقدس كالمسجد والبيت الحرام والأوقات المقدسة التي يستحب فيها الدعاء والتضرع إلي الله فقال رسول قال إن لربكم في أيام دهركم نفحات إلي آخرة والمقصود هنا ليلة العيد ويوم عرفة والعشر الأواخر وليلة الجمعة وليلة القدر. كما أشار إلي أنه لا يوجد وقت معين للدعاء في ذلك اليوم وأن الله جعل وقت القدر مجهولا للمسلم حتي يزيد من ذكره تقربا إلي الله عز وجل خلال العشر الأواخر من رمضان وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان, ويقول: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان, رواه البخاري], ولكن ينبغي أن يبدأ أي دعاء بالإستغفار وينتهي بالصلاة علي رسول الله والأهم من كل ذلك إخلاص النية والثقة في الله عز وجل وترك المعاصي فيكون الدعاء مستجاب إن شاء الله. كما أوضح أن العلماء قالوا كل ليلة من عمرك تبيت فيها طائعا ووفقك الله فيها لعمل البر والخير فهي ليلة قدر لأن الله اقدرك واعانك فإذا دعوت يجيبك, ولكن ينبغي أن يعلم المؤمن أن الدعاء قد لايستجاب ليس لتقصيرا منه ولكن قد يكون المطلوب ليس في صالحه فيدخره الله له خيرا يأجر عليه يوم القيامة أو يبدله الله خيرا منه أو يرد الله به شرا كان سيأتيه ودفعه عنه بالدعاء. ويقول الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوي الأسبق إن ليلة القدر من الليالي التي خصها الله عز وجل بمزيد من التعظيم وأخفاها عن المسلمين حتي يجتهدوا في الطاعات طمعا في فضل الله عز وجل وكرمه ولعل الحكمة من ذلك أن تذكر الأمة نعمة الله عليها بإنزال القرآن الكريم والذي فيه هدي للناس وجعل العمل فيها خيرا من ألف شهر, وعن أنس رضي الله عنه قال: العمل في ليلة القدر والصدقة والصلاة والزكاة أفضل من ألف شهر, وإن هذا اليوم تحتاج إلي قيام ليلها وأن يشمر المؤمنون عن سواعدهم لطاعة الله وأن يجد الإنسان في الصلاة وتلاوة القرآن وكثرة الاستغفار والتسبيح والدعاء. وإما عن أفضل دعاء فيها فيقول أنه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة هي ليلة القدر ما أقول فيها قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني, رواه الترمذي], وقال الشافعي رحمه الله: أنه يستحب أن يكون اجتهاده في يومها الذي بعدها كاجتهاده فيها. وأما عن علامات ليلة القدر فيقول إن هناك علامات أوضحها العلماء في كتاب البخاري ومنها كثرة نبيح الكلاب وفي حديث صحيح عن النبي إن إمارتها أنها صافية وبلدة كأن فيها القمر ساطعا وساجية لا برد فيها ولا حر ولا يحل لكوكبا أن يرمي به فيها حتي يصبح, وان الشمس صباحيتها تخرج مستوية وليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر ولا يحل للشيطان ان يخرج معها يومين.