إنه واحد من أولئك الذين اكتسبوا أهمية أدبية من خلال ارتباط إنتاجهم بعالم السياسة, وأي سياسة؟ إنه غسان كنفاني المولود في عكا عام1936 تحديدا في9 أبريل والذي اغتاله الموساد في مثل هذا اليوم من39 عاما, عندما كان عمره36 عاما فجروا سيارته في منطقة قرب بيروت ليبقوه حيا إلي الأبد. غسان كنفاني هو شقيق مروان كنفاني حارس مرمي النادي الأهلي سابقا, وزوج سابق كذلك للمذيعة نجوي إبراهيم وكان مقيما في مصر قبل أن يغادرها بطلب شخصي من السادات. كتب غسان بشكل اساسي في مواضيع التحرر الفلسطيني, كما كان عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في عام1948 نزح غسان مع عائلته إلي سوريا كلاجئ فلسطيني ثم في لبنان حيث حصل علي الجنسية اللبنانية. وإذا نظرت إلي إنتاج كنفاني وما سجله له النقاد كظواهر تستحق الإشادة سيجد أنها تدور حول الأيدلوجيا, فكان غسان أول من كتب عن حياة أبناء الخليج المتخلفة, في الواقع التي كانت كذلك فهم يتطورون بشكل مذهل, عموما وصف غسان حياتهم وصفا دقيقا مذهلا في قصته موت سرير رقم12 ولا نستطيع أن نؤكد هنا إذا كان سواه قد كتب عن ذلك من بعده. في اوائل ثورة58 التي أوصلت عبدالكريم قاسم إلي حكم العراق, زار غسان بغداد وكان من اوائل من سجلوا انحراف النظام, فعاد وكتب عن ذلك بتوقيع أبو العز مهاجما النظام العراقي. لكن الميزة الكبري لغسان تبقي انه أول من كتب عن شعراء المقاومة, ونشر لهم وتحدث عن أشعارهم وعن أزجالهم الشعبية في الفترات الأولي لتعريف العالم العربي علي شعر المقاومة, ولم تخل مقالة كتبت عنهم من معلومات كان مصدرها الأساسي غسان وعليه فإن كتابه عن شعراء الأرض المحتلة يعتبر مرجعا مقررا في عدد من الجامعات وكذلك مرجعا للدارسين. كما أن غسان كان صاحب الدراسة الوحيدة الجادة عن الأدب الصهيوني كانت لغسان ونشرتها مؤسسة الأبحاث بعنوان في الأدب الصهيوني حملها بمجمل تاريخه النضالي الذي بدأه عندما انضم إلي حركة القوميين العرب التي ضمه اليها جورج حبش لدي لقائهما عام1953 ذهب إلي الكويت حيث عمل في التدريس الابتدائي, قبل أن ينتقل إلي بيروت للعمل في مجلة الحرية(1961) التي كانت تنطق باسم الحركة مسئولا عن القسم الثقافي فيها, ثم اصبح رئيس تحرير جريدة( المحرر) اللبنانية, وأصدر فيها( ملحق فلسطين) ثم انتقل للعمل في جريدة الأنوار اللبنانية وحين تأسست الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام1967 قام بتأسيس مجلة ناطقة باسمها حملت اسم مجلة الهدف وتولي غسان تحريرها, كما اصبح ناطقا رسميا باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تزوج من سيدة دنماركية( آن) ورزق ولدين هما فايز وليلي