تعد موائد الرحمن التي تقام ب الدواوين والمضايف بمختلف القري والنجوع أحد مظاهر شهر رمضان الكريم, حيث يسارع الشباب وأهل الخير وقت الإفطار إلي الطرق السريعة لدعوة المسافرين للإفطار معهم أو تناول الماء والتمر والعصائر, حيث لاتزال هذه العادات الحميدة مستمرة بين أهالي محافظة الأقصر, حتي حدودها مع أسوان جنوبا ومع قنا شمالا, فضلا عن المسحراتي الذي يجوب القري, والطريف أن تجد موائد الرحمن دولية بالأقصر حيث يجتمع السوري والسائح الأجنبي بجوار المصري علي مائدة واحدة والطريف ان السائح يأكل ويشرب وبعد تناول الوجبة التي يفرح بها جدا يسأل عن الحساب ودفع ثمن الوجبة وعندما يخبره القائم علي أمر المائدة بأن هذا الطعام لوجه الله بمناسبة شهر رمضان يقوم السائح بتقديم الشكر وهو غير مصدق لهذا الكرم. ويقول الشيخ جمال أحمد عبد الرحمن من رجال الأزهر الشريف إن الأقصرالمدينة العريقة لا تزال تحتفظ بالعادات والتقاليد التي توارثناها عن الأجداد, حيث الأفطار العائلي في الدواوين وإقامة الموائد في المستشفيات والقري والتي يكون فيها الكل معزوما عند صاحب النفحة الذي يقوم بإفطار أهل القرية والتي تعقبها أمسية رمضانية. ويقول موسي عبد الراضي أحد المشرفين علي مائدة الرحمن في منطقة الكرنك: لقد قامت الفكرة منذ عدة سنوات وجدنا نجاحا في توفير الإفطار للأهالي وغير القادرين والمغتربين والفكرة تقوم علي تبرعات اهل الخير ويوميا نقوم بالطبخ وإعداد مائدة كاملة للأفطار تكفي أكثر من100 فرد يوميا نحمد الله علي النجاح ومستمرون كل عام باذن الله. ويضيف أحمد إبراهيم مسئول إحدي مؤسسات المجتمع المدني أن السياح المقيمين بالأقصر يشاركون أهل المدينة في إعداد مائدة الرحمن الممتدة أمام مستشفي الأقصر الدولي والإفطار مع الصائمين بعد أن أحبوا هذا العمل, مؤكدين أنهم يشعرون بسعادة غامرة بهذا العمل. ولفت صابر محمد شيف إلي أنه كان يصطحب زوجته الأجنبية للإفطار في سيدي عبد الرحيم القنائي بسيارته وتصادف وجوده قرب حلول المغرب وفوجئنا بتمسك الأهالي بشدة بضرورة النزول والإفطار معهم, لدرجة أن زوجتي اعتقدت أنهم سيخطفوننا وعندما أخبرتها بأنهم يطلبون منا الإفطار معهم اندهشت زوجتي وبكت من شدة حرص المصريين علي عمل الخير وقالت لي إن هذه المحبة ودفء المشاعر لا تجدها إلا في مصر وبعدها زارت معي أكثر من مقام لأولياء الله الصالحين وأبلغتني بأنها تشعر بإحساس غريب وعرفت أن الله هداها. وبعد فترة طلبت مني إشهار إسلامها, وعلي الفور توجهنا إلي الأزهر الشريف وأشهرت إسلامها ومن وقتها إلي الآن كرست كل وقتها لعمل الخير. ويشير أحمد عبيد وكيل وزارة التضامن بالأقصر إلي أن من روحانيات رمضان إقامة موائد الرحمن في المستشفيات بدعم من أهل الخير, حيث تقام أكثر من خيمة لإفطار الصائمين من أهالي المرضي المغتربين وهي من عادات الكر م بالأقصر في شهر رمضان الفضيل, الكل يتسابق علي عمل الخير, لافتا إلي أن هناك تعاون مشترك, مع الهلال الأحمر الإماراتي لإقامة مائدة رحمن بجوار مزلقان القراريش. وأوضح وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالأقصر أن مائدة الرحمن تستهدف إفطار150 صائما كل يوم طوال شهر رمضان بإجمالي4500 صائم, بخلاف موائد الرحمن التي تقام من مؤسسات المجتمع المدني والأهالي بالأقصر بكل حي ونجع, بالإضافة إلي المستشفيات.