لم تعرف الفيروسات حدودا أو حواجز فهي سرعان ما تنتشر عبر الدول والقارات, ومنذ أسابيع قليلة أصدرت منظمة الصحة العالمية قائمتها السنوية لمسببات الأمراض القاتلة تضمنت عددا من الفيروسات التي تهدد البشرية وتطالب العلماء بدراستها فورا ومحاولة التغلب عليها. وجاء في صدارة القائمة فيروسا إيبولا وزيكا اللذين تسببا بأوبئة فتاكة خلال السنوات الأربع الماضية, وسط مخاوف من احتمال عودتها للتفشي مرة أخري. وتضمنت: الرئوي الحاد سارس, وللمرة الأولي حذرت من المرض الغامض إكس الذي يعد وباء دوليا خطيرا. وهناك فيروسات أخري أجبرت العالم علي إعلان حالة الطوارئ من شدة هلاكها أبرزها الكوليرا والملاريا وحمي الضنك وأنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير والطاعون والهانتا والإيدز. وتكمن أبرز الأسباب وراء انتشار الأمراض والأوبئة حول العالم في الحروب, فغالبا ما تنتشر الأوبئة خلال الاضطرابات والحروب الأهلية, بسبب سوء النظافة, والدمار, وتلوث مياه الشرب وصعوبة الوصول إلي الجهات الطبية, كما أكدت الأبحاث الحديثة أن التغير المناخي قد يكون سببا مهما في انتشار الأمراض والأوبئة لأنه يعيد الحياة لأمراض وأوبئة انقرضت منذ زمن بعيد, فقد أكد تقرير صدر عن معهد الأبحاث والتنمية الفرنسي أنه تم التعرف علي مخاطر أخري تهدد صحة الإنسان بالإضافة إلي التهديدات المستمرة للعواصف, الفيضانات, الجفاف, وهو ظهور أمراض جديدة سببها عوامل معدية كالفيروسات والبكتيريا. وأكد التقرير أن نقص سقوط الأمطار والجفاف يؤدي إلي انتشار الأوبئة المسئولة عن ثلث الوفيات في العالم وأكثرها في البلدان النامية. وأكدت الدراسات المتعلقة بالتأثيرات المناخية أن هناك علاقة ما بين ارتفاع درجات الحرارة و الإصابة بأمراض خطيرة مثل الملاريا التي انتشرت في أمريكا الجنوبية, وحمي الوادي المتصدع في شرق أفريقيا, وحمي الضنك في تايلاند, والكوليرا في بنجلاديش. وعلي الرغم من الإنجازات والنجاحات الكبيرة التي حققها الرئيس الأمريكي السابق جيمس بولك في فترة رئاسته وأبرزها توسيع رقعة الولاياتالمتحدة وإنهاء النزاع الحدودي مع بريطانيا, إلا أن وباء الكوليرا نال منه عقب تركه الرئاسة وتوفي متأثرا به بعد3 أشهر من الإصابة. ولم يسلم من وباء الكوليرا ملوك وزعماء أوروبا فقد استسلم عدد من ملوك أوروبا للمرض الفتاك منذ زمن بعيد. وراح الفيلسوف الألماني جورج فيردريك هيجل, ضحية الكوليرا أيضا.