اشتكي عدد كبير من أهالي الإسماعيلية من ظاهرة انتشار نباشي القمامة, بشكل لافت, وأنهم أصبحوا قنابل موقوتة تحمل الأمراض الوبائية وتشوه المظهر الحضاري للشوارع والميادين أثناء قيامهم بجمع الفوارغ الزجاجية والبلاستيكية والكراتين والحديد والألومنيوم, فضلا عن أشياء أخري يتم تدويرها عن طريق أصحاب مصانع بير السلم ما يهدد بكارثة بيئية, موضحين أن هؤلاء النباشين يخفون بينهم عددا من اللصوص الذين يسرقون أغطية البالوعات والمحال التجارية والمساكن التي تقع في الأدوار الأرضية. الإسماعيلية- خالد لطفي ويقول عبد الرحمن خيري مدرس إن بعض النباشين يتظاهرون بجمع القمامة إلا أنهم في الحقيقة يسرقون الملابس المنشورة بشرفات الأدوار الأرضية, فضلا عن الدراجات الهوائية والبخارية وبطاريات وإطارات السيارات وكل ما يقع تحت أيديهم من أشياء ذات قيمة, مشيرا إلي أن المشكلة أصبحت مزمنة ولابد من تضافر جهود جميع الأجهزة المعنية لإيجاد الحلول لها ومطاردة هؤلاء الذين يظهرون بعد منتصف الليل. ويضيف أحمد يسري أن أعداد النباشين من الأطفال والصبية والكبار في زيادة مستمرة ولم يكن هذا الكم موجودا قبل10 سنوات للرقابة الصارمة من رؤساء الأحياء والمراكز والمدن آنذاك لكن تبدل الحال وأصبحنا نري جيوشا منهم في النهار والليل علي حد سواء يجمعون المخلفات التي تهمهم حتي نفايات المستشفيات الخطرة من حقن وقطن ومستلزمات طبية غير مدركين أنهم يعرضون أنفسهم للإصابة بالأمراض الخطيرة التي قد تؤثر علي صحتهم وينقلونها للمحيطين بهم, ويجب أن تكون هناك توعية لهذه الفئة التي طفت علي السطح وأصبح همهم جمع المال. ويشير إبراهيم حافظ مهندس زراعي إلي أن النباشين من مختلف الأعمار يجوبون الشوارع والميادين مستقلين التروسيكلات, فضلا عن عربات الكارو ويقوموا بالعبث في صناديق القمامة وإفراغ محتواها من الداخل بعد قلبها في نهر الطريق بطرق عشوائية وغير حضارية للبحث عن الفوارغ الزجاجية والبلاستيكية وعلب الكارتون ومخلفات أخري ما يؤدي إلي انتشار القطط والكلاب الضالة حولها, وكثيرا ما تقدمنا بشكاوي للمسئولين عن النظافة بالأحياء والمراكز والمدن دون جدوي. وتوضح ليلي عز الدين ربة منزل- أن النباشين اعتدنا علي وجودهم بيننا في كل صباح ينبشون وسط أكوام المخلفات بعد أن كانوا يعملوا ليلا وسرا في الخفاء خوفا من الملاحقات الشرطية لهم وأصبحنا نشاهدهم صباحا ومساء ووصل الأمر ببعضهم إلي سرقة أغطية البالوعات معرضين حياة المارة من المواطنين والسيارات للخطر, فضلا عن الأسوار الحديدية في الحدائق العامة وحتي صناديق القمامة نفسها ويجب علي الأجهزة المعنية أن تضع حلولا عاجلة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة. ويؤكد صلاح حسن أن النباشين لا يهمهم سوي مصلحتهم عند العبث في صناديق القمامة التي يخرجون الأكياس البلاستيكية من داخلها للحصول علي احتياجاتهم وإلقاء باقي محتوياتها علي الأرض لينتشر في محيطها الذباب والروائح الكريهة والكلاب الضالة والقوارض والحشرات التي تؤثر علي البيئة وتنقل الأمراض للأصحاء, ونخشي من وجود عناصر إجرامية بينهم قد يستهدفون أي شخص يسير في منطقة هادئة بمفرده. ويتابع أدهم فريد طالب جامعي أن ظاهرة النباشين أصبحت سائدة كلما نسير في شارع نجدهم منتشرين حول صناديق القمامة يقومون بتنقيبها للحصول علي مبتغاهم وأصبح الكثير منهم لديه تروسيكل وآخرون يستخدمون عربات الكارو في جمع المخلفات الصلبة وغالبتهم من الصبية الصغار ومن السهل انحرافهم واستخدام العصابات لهم في نقل مسروقاتهم, مع الوضع في الاعتبار ضرورة قيام عمال النظافة بتنظيم دوريات نهارية وليلية لتفريغ صناديق القمامة أول بأول حتي يفوتوا الفرصة علي النباشين. ويطالب محمد زهران بالمعاش رؤساء الوحدات المحلية بأن يضعوا في حساباتهم تشغيل العدد الأكبر من جامعي القمامة في أعمال النظافة ومنحهم مرتبات تساعدهم علي تأمين حياتهم المعيشية ووقايتهم من الأمراض للبعد عن هذا المجال, مشيرا إلي أن بعض هؤلاء مصاب بالتهابات حادة في الصدر وسرطانات جلدية والتهاب الكبد الوبائي ويمثلون بتحركاتهم العشوائية لحظة جمع المخلفات بؤرا مرضية معدية قد تصيب من يخالطهم من الأصحاء, فضلا عن ضرورة تحرك منظمات المجتمع المدني لمشاركة التنفيذيين في إيجاد حل لهذه الظاهرة. ومن جانبه أكد المهندس عبد الله الزغبي السكرتير العام المساعد لمحافظة الإسماعيلية أن القانون يقضي بحظر ومنع إلقاء القمامة والمخلفات في غير الصناديق المعدة لها وهناك غرامة تبدأ من300 جنيه وحتي ثلاثة آلاف جنيه للمخالفين. وقال الزغبي إنه لابد من تضافر الجميع لمطاردة النباشين وهذا ليس مقصورا علي المسئولين التنفيذيين أو الأمنيين وإنما منظمات المجتمع المدني والمواطنين أنفسهم لابد أن يشاركونا في هذا التوجه عند مشاهدتهم لكل من يعبث بصناديق القمامة ويفرغوا ما بداخلها بشكل عشوائي في الطرقات العامة. وأشار إلي أن وزارة البيئة أسهمت في منظومة الجمع السكني التي لقيت نجاحا لا بأس به لدي المواطن الإسماعيلاوي ولكنها توقفت أخيرا بسبب قلة الدعم. وكشف الزغبي أن الإغراءات المادية دفعت عددا ليس بالقليل من البسطاء إلي تقليد النباشين والعمل مثلهم بعد إدراكهم أن هذه المهنة تحقق لهم أرباحا مالية يصعب إيجادها في عمل آخر لكنهم لا يدركون خطورة الأمراض التي تلحق بهم وتؤثر علي ذويهم. وأشاد السكرتير العام المساعد لمحافظة الإسماعيلية بمصنع تدوير القمامة بمنطقة أبو بلح البالغ تكلفته عشرة ملايين جنيه, مشيرا إلي أنه حقق نجاحات لا بأس بها في جمع المخلفات من الأحياء الثلاثة, بالإضافة إلي قرية نفيشة ومدينة فايد, فضلا عن توفيره فرص عمل للشباب العاملين به.