نجح السلاجقة في النصف الأول من القرن الخامس الهجري في إقامة دولة قوية في خراسان وبلاد ما وراء النهر, وأعلنوا تبعيتهم للخلافة العباسية, وسيطروا علي العراق وإيران ووسط آسيا وشمال الشام, وتمكن ألب أرسلان الذي تولي الحكم خلفا لعمه طغرل بك من فتح بلاد الأرمن وجورجيا, والأجزاء المطلة علي بلاد الروم لنشر الإسلام بها. وكان الإمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع يتابع هذه الفتوحات فقرر أن يقضي علي هذا العدو الذي يهدد الدولة الرومانية, فجهز جيشا ضخما يتكون من أكثر من مائتي ألف مقاتل من الروم والروس والكرج والأرمن والخزر والفرنجة والبلغاريين, وتحرك بهم من القسطنطينية عاصمة دولته, واتجه إلي ملاذ كرد, فبلغ السلطان ألب أرسلان الخبر وأسقط في يده, فلم يتوقع أن يخرج رومانوس بنفسه لملاقاته بهذا الجيش الضخم, وكان عدد جيش ألب أرسلان وقتها خمسة عشر ألف مقاتل, ولم يكن لديه وقت لاستدعاء مدد من المناطق التابعة له, فقرر مباغتة جيش رومانوس وتحقيق أي انتصار خاطف يضمن له مفاوضة الإمبراطور الروماني علي الصلح والهدنة بعد ذلك, وبالفعل هجم علي مقدمة جيش الروم وانتصر عليهم, ثم ارتد سريعا, مرسلا رسولا من طرفه يطلب الصلح والهدنة, ولكن رومانوس فطن للخدعة فرفض الصلح. وهنا أيقن السلطان ألب أرسلان بأنه لا مناص عن القتال, فاحتسب نفسه عند الله, وقام وبث في جنوده روح الجهاد في سبيل الله وكان ذلك في رمضان463 ه, ولبس البياض وقال: إن قتلت فهذا كفني, وزحف إلي الروم وزحفوا إليه, وحمل علي الروم وحملت العساكر معه, فحصل المسلمون في وسطهم, وقتل المسلمون فيهم كيف شاءوا, حتي امتلأت الأرض بجثث القتلي وأسر ملك الروم.