من منا لم يتعرض للمتاجرة؟.. قد يكون السؤال مثيرا للاستنكار والتهكم وربما الغضب, فكيف يمكن أن نكون نحن بني آدم عرضة للمتاجرة, فهل للإنسان سعر يباع به ويشتري؟.. تساؤلات عديدة ليس لها جواب سوي الإثبات لأن كلنا تعرض للمتاجرة بشكل أو بآخر تحت ضغط أو ظرف معين جعل منا أو بالأحري من آلامنا سلعة لها سعر وتدخل في سباق العرض والطلب رغما عنها لدي شخص يمكن أن نطلق عليه سمسارا أو وسيطا أو صاحب مصلحة ولكنها ليست مصلحتك, فالمسألة عنده قائمة علي التجارة وشروط العرض الذي يقدمه لصاحب الطلب الذي يكون في أشد الحاجة إلي تحقيقه, وفي النهاية لا يجبر أحدا علي قبول خدماته مدفوعة الأجر ولكنه في الوقت نفسه يستغل كل الطرق ليقدمها لمن هو في أشد الحاجة لها ويضطر لقبولها وكأن الاختيار بات محسوما وإجباريا نحو بوابة الاتجار بالبشر التي باتت تتعدي المفهوم المعتاد لتجارة الأعضاء البشرية لتشمل معها حاجاتهم وأوجاعهم. الأهرام المسائي تفتح ملف المتاجرين بالآلام الذين يستغلون الحاجات بدءا من حاجة شاب لوظيفة تمناها أو حلم آخر في الهجرة إلي خارج البلاد حتي لو كلفه الأمر التنفيذ بطريقة غير شرعية قد تودي بحياته, مرورا باستغلال رغبة سيدة في ستر بناتها وتزويجهن من خلال شراء مستلزماتها بالدين المؤجل, الأمر الذي قد يؤدي بالأم إلي السجن بين عدد لا بأس به من الغارمات اللاتي لاقين نفس المصير, وصولا إلي نظام الخدمات المدفوعة الذي لا يخفي علي أحد بسبب انتشاره في كثير من المؤسسات والمصالح الحكومية وغيرها من أجل ضمان الوصول إلي هدفك وتحقيق مرادك لدرجة تعامل البعض معه علي أنه نظام سائد لا تسير المسألة ولا تتيسر بدونه.