أحمد عبدالله سيد طالب تضطره الظروف أن يستيقظ في السادسة صباحا يوميا ليبدأ رحلة الذهاب إلي مدرسته سيرا علي قدميه ليبلغ كوبري العقب الذي يبعد عن النجع2 كيلومتر حتي لايتأخر عن دراسته, مأساة أحمد ليست سوي جزء بسيط يلخص معاناة نجع الساحل بقرية خزام التابعة لمركز قوص جنوبي قنا والذي يختزل سكانه أحلامهم في مزلقان علي السكة الحديد فعلي الرغم من افتقاد النجع الكثير من الخدمات الحيوية كما يؤكد عدد كبير من الأهالي إلا أن حلم إقامة المزلقان ربما يتصدر قائمة مطالب أهالي النجع وليس كلها. أحمد محمد إبراهيم أحد الأهالي يصف معاناته قائلا إن النجع يقع بين قريتي العقبوخزام التابعتين لمجلس قروي خزام المطل علي نهر النيل وتخترقه قضبان السكة الحديد وترعة الكلابية, مشيرا إلي أن النجع لا يمتلك كوبري لعبور الترعة والوصول إلي الطريق السريع مصر- أسوان, لافتا إلي أن الوصول إلي النجع يستلزم إما عبور كوبري خزام الذي يبعد عن النجع3 كيلومترات, أو عن قرية العقب علي مسافة2 كيلومتر, ويضيف توجهنا بعدة شكاوي للمسئولين إلا أنهم يبررون رفضهم لمطالبنا بأنه يشترط وجود كوبري لإنشاء مزلقان للنجع وغير ذلك فإنشاء المزلقانات علي شريط السكة الجديد متوقف, ولاندري ماذا نفعل. ويستطرد قائلا إذا طلبنا سيارة إسعاف لنقل أحد الأهالي إلي المستشفي تقف السيارة علي كوبري العقب وينقل المريض علي عربة يطلق عليها البرويطة لعدم وجود وحدة صحية بالنجع, وتابع نضطر إلي الاتفاق مع سيارة خاصة لنقل الأطفال للمدارس بتكلفة تصل إلي002 جنيه شهريا للطفل الواحد لبعد النجع عن الطريق الرئيسي, ونتحمل التكلفة حفاظا علي أرواح أطفالنا, بعد إزالة المعدية التي كانت تنقلهم إلي الشارع بقرار من المحافظ بعد حادثة غرق الطلاب في ترعة الكلابيه. ويضيف سيد الضوي- بالمعاش: نعاني من نقص الخدمات والتي تعد الكهرباء أهمها, مشيرا إلي أنه تم توصيل الكهرباء للنجع في السبعينيات من القرن الماضي بالجهود الذاتية, معتمدين علي كابل كهربائي يقع علي بعد4 كيلومترات من النجع يمتد من نجع محفوظ بقرية العيايشا, لافتا إلي أن الكهرباء تصل للنجع ضعيفة مما أدي إلي تلف جميع الأجهزة بالنجع مثل الثلاجات ومكيفات الهواء, معتبرا أن هذه الأجهزة تعرضت للتلف بسبب التيار المتردد والمتذبذب. أما خليل بربري- مزارع- فيوضح أن النجع هو الذي يستقبل أهالي ساحل بشلاو التابع لمركز نقادة غرب النيل, وجزيرة جبر التي تقع في قلب نهر النيل بين قوص ونقادة, مشيرا إلي أن جزيرة جبر تشتهر بأنها من الأماكن المنتجة التي يزرع بها أنواع كثيرة من الفاكهة والخضراوات, والتي تنقلها للبر عن طريق النجع الذي لايملك مزلقانا رسميا, لافتا إلي أن نتيجة ذلك تعرضت السيارات التي تنقل الفاكهة للكثير من حوادث الاصطدام بالقطارات وآخرها منذ شهر, مما أدي إلي خوف التجار التعامل مع مزارعي الجزيرة, منوها أن مثل هذه الحوادث تمر علينا منذ نشأتنا في هذا النجع. ومن جانبه أكد محمد أبو السعود رئيس مجلس قروي خزام أن إنشاء الكباري يتطلب معايير معينة من جانب الجهات المختصة أهمها وجود كثافة سكانية بالمنطقة. مشيرا إلي أن المجلس حصل علي موافقة بإحلال وتجديد كوبري قرية المفرجية إحدي قري المجلس لاحتوائها علي12 ألف نسمة سكانية مقابل ألف نسمة بنجع الساحل. وأوضح أبو السعود أن المجلس سيسعي خلال الفترة المقبلة للحصول علي موافقة الجهات المعنية لإنشاء كوبري يخدم النجع بعد الانتهاء من كوبري المفرجية, منوها أن المجلس يسعي لتطوير البنية التحتية لقراه وتقديم الخدمات الحيوية للمواطنين.