يا بلح إبريم يا سمارة.. سواك الهوي في العالي هويت.. علي طمي النيل يا سمارة.. وشربت عكار لما استكفيت.. أغنية غناها الفنان محمد منير لبلح قرية إبريم الشهير وهي مستوحاة من التراث النوبي الأسواني. حيث يعد هذا البلح من أجود الأنواع التي كانت تشتهر بها بلاد النوبة الجميلة في الزمن الماضي, وبمرور السنوات الواحدة تلو الأخري تبدلت الأحوال وتغيرت الظروف وظهرت أنواع جديدة من البلح المجفف أطلق عليها التجار أسماء كثيرة ربما آخرها بلح مو.. صلاح نجمنا الكروي الكبير في أوروبا, ومع هذا يبقي البلح العتيق هو الأفضل والأميز والأحلي مذاقا.. وتبقي أيضا أغانيه الشهيرة التي لا تنسي. البلح في أسوان أنواع كثيرة منه السكوتي والبرتمودا والملاكابي والقنديلة والشبح, وهو سفير المنتجات الأسوانية في أسواق المحافظات قبل بداية موسم شهر رمضان الكريم, حيث يتصدر موائد الإفطار اقتداء بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام, ومع البلح تشتهر أسوان بمنتجات زراعية عديدة يتم تصديرها إلي كافة المحافظات قبل بداية شهر الصوم ومنها الكركدية والعرديب التمر هندي والدوم, ومن هنا فإن فخامة الاسم الأسواني تكفي لتسويقها في أي مكان. 20 يوما في الشمس ونبدأ بالبلح الذي تنتشر نخيله بقوامها الممشوق في معظم المراكز, خاصة مركز أسوان وتحديدا في قرية الأعقاب التي تتأهب مبكرا لتجفيفه قبل بداية موسم شهر رمضان إذا ما تصادف قدومه مع شهور الصيف المتأخرة, وكما يقول خالد أبو حريب تاجر من الأعقاب: كلما تقدم شهر رمضان نحو فصل الشتاء كلما كان المعروض من البلح الجاف التمر من إنتاج العام نفسه, علي عكس تزامن رمضان مع الصيف حيث يكون المعروض من خزين العام الذي يسبقه, ويضيف قائلا: إن عملية تجفيف البلح تبدأ من موسم الجني في شهري أغسطس وسبتمبر من كل عام, حيث يتم تجميعه في شون ونشره وتجفيفه لمدة لا تقل عن20 يوما في الشمس, وعقب ذلك يتم فرزه وتنقيته عن طريق العاملين من الجنسين ثم يتم تجميعه في أجولة وتبخيره وتكميمه حتي لا يتعرض للتسوس وهو ما يعرف بعملية التبخير الجاف, ويشير أبو حريب إلي أن البرتمودة والسكوتي والمالاكابي والإبريمي هي أجود أنواع البلح الأسواني علي الإطلاق, خاصة السكوتي الذي يتميز بنسبة سكرياته العالية يليه البرتمودة وأخيرا المالاكابي الذي من أفضل الأنواع التي يتم نقعها في الحليب. وعن الاستعداد لموسم رمضان, يقول ثابت العقباوي من الأعقاب إن تجار الجملة في القاهرةوالمحافظات يحرصون علي التعاقد مع تجار أسوان مبكرا في موسم الشتاء, حيث يحضرون لمعاينة المحصول وإتمام الاتفاقات علي كيفية شحنه من أسوان إلي القاهرة والإسكندرية وغيرها من محافظات الوجه البحري, وبطبيعة الحال هناك عدد كبير من تجار البلح الأسوانيين يفضلون عرض منتجهم بأنفسهم في المحافظات وفي أسواق القاهرة من الآن وحتي العشرة الأواخر من رمضان, ويضيف أن موسم البلح في قري مركز أسوان مماثلا تماما لمواسم حصد القصب وجني القطن في الوجه البحري أيام زمان, حيث تنتظره الأسر والعائلات للمساهمة في الأفراح والمناسبات السعيدة, فهو موسم يعم فيه الخير علي الجميع بداية من العامل الذي يتسلق النخيل ويقلمها ونهاية بالعامل والسائق الذي ينقل المحصول من أسوان إلي شمال الجمهورية. يشير محمد الصغير تاجر من أسوان إلي أن المنتجات الأسوانية وعلي رأسها البلح هي الأشهر والأفضل والأكثر بيعا وإقبالا جملة وقطاعي. مشروعات أسوانية وبعيدا عن شهرة وفخامة البلح الأسواني الذي يصدر إلي الأسواق والمعارض في مختلف المحافظات قبل وبعد شهر رمضان عامة, طرحنا سؤالا مهما علي محمد أبو القاسم رئيس الغرفة التجارية بأسوان يدور حول عدم الاستفادة من هذا المنتج في خلق فرص عمل وإقامة مشروعات استثمارية بالمحافظة, فقال إن هناك مشروعات كثيرة معروضة في هذا الشأن ولكن ستحتاج إلي وقت لإقامتها, فمثلا هناك بعض المشروعات المتوسطة بالمنطقة الصناعية بأسوان تنتج دبس العسل الأسود المنتج من البلح ومع هذا فهذا لا يرضي طموحنا في إقامة مشروعات صناعية علي غرار تلك التي تتميز بها محافظة الوادي الجديد بأنواع البلح المتميزة والعجوة التي تصدر إلي الخارج. وتعهد رئيس الغرفة التجارية بأسوان بأن تشهد المحافظة مستقبلا العديد من المشروعات التي تقوم علي استغلال المنتجات الأسوانية وفي مقدمتها البلح لإعادة تصنيعها وتسويقها محليا وعالميا.