مراهقان جمعهما السعي المبكر عليلقمة العيش, فظروف أسرتيهما المتواضعة بمحافظة الفيوم فرضت عليهما العمل لجني المال ومساعدة ذويهم علي المعيشة, تنقلا في مجالات العمل التي تعتمد علي المجهود, إلي أن تقابلا في صنعة مبلط السيراميك. تزايدت مهارة الشابين في الصنعة مع الوقت, وازدادت كذلك صداقتهما, وقرر أن يعملا معا, وأن يتركا محافظة الفيوم, وينزحا إلي القاهرة حيث توجد فرص العمل, انتقلا بالفعل لمنطقة إمبابة, واستأجرا شقة ليقيما فيها. حصلا علي الكثير من فرص العمل وأنجزا عملهما بكفاءة, لكن مع الوقت بدأت تدب نار الخلافات بينهما, تارة بسبب وجبة طعام, دفع ثمنها أحدهما ولم يدفع الآخر نصيبه منها, وتارة أخري علي مبلغ الإيجار, لكنهما في كل مرة وجدا طريقا للتفاهم في النهاية. لكن هذه المرة اقترض أحدهما من الآخر50 جنيها, أتي موعد السداد لكن المدين لم يسدد ما عليه, أشعل ذلك غضب صديقه, وسكب الشيطان البنزين عليها لتستعر, نشبت بينهما مشادة كلامية, وعاير كل منهما الآخر بما فات من مواقف, إلي أن تطور الأمر وتشابكا بالأيدي, وفي النهاية تناول أكبرهما م. ع,21 سنة, حجرا كان موجودا في سكنهما, وهوي به علي رأس صديقه س. ع,18 سنة, عدة مرات, ولم يتركه إلا ونافورة دماء انفجرت من رأسه. نظر الجاني إلي صديقه وهو ممدا داخل بركة دماء بالشقة, أصابه الرعب من هول ما فعل, حاول إسعافه وإفاقته, لكنه لم يرد, وأيقن الجاني أن صديقه فارق الحياة, استجمع الشاب قواه وفر هاربا من موقع الجريمة. أدرك الأهالي بمنطقة الأتربة في إمبابة, وقوع خطب ما في شقة الشابين, صعد بعضهم للشقة وعثروا علي جثة القتيل, وأبلغوا الشرطة عن الواقعة.