اهاملتب هو الشخصية المسرحية الأكثر إثارة للجدل منذ أن كتبها وليام شكسبير وحتي الأن, ولهذا تعددت التأويلات ومحاولات المخرجين من جميع أنحاء العالم للكشف عن تفاصيل وخبايا هذه الشخصية. وخاض المخرج محمد الصغير والمؤلف الحسن محمد هذه التجربة بشكل مختلف, وجعلا من هاملت بطلا صعيديا لسيرة شعبية في عرض االسيرة الهلامية الذي حقق نجاحا وإقبالا جماهيريا كبيرا علي مدار60 ليلة عرض علي خشبة مسرح الطليعة بالعتبة وفي جامعة عين شمس في إطار مبادرة القوافل الثقافية االمسرح بين ايديكب. ويقول المخرج محمد الصغير إن العرض نتاج عمل وأفكار مشتركة بينه وبين المؤلف الحسن محمد, حيث كان الأخير كتب منذ فترة نصا مسرحيا يقدم هاملت صعيديا, وعندما قرأها قرر مناقشته في إجراء بعض التعديلات علي النص لتفكيك الشخصية وتقديم محاكاة ساخرة حقيقية تحمل رؤية مختلفة, وتقبل المؤلف الفكرة وبدأ العمل المشترك, مضيفا أن فكرة مطاردة شبح الأب للبطل طوال الوقت ودفعه للأخذ بالثأر غير موجودة في نص هاملت الأصلي لكنها مرتبطة بالثأر الصعيدي وتظهر حالة التردد وعدم قدرة اهراسب أو اهاملتب علي اتخاذ موقف والثأر لموت أبيه. ويشير إلي أن شخصية اهاملتب تمثل إشكالية في كل مكان في العالم, والأصعب هو نقلها من بيئة إلي بيئة أخري لكن فكرة الثأر والانتقام لموت الأب المرتبطة بهذه الشخصية هي العامل المشترك الذي سهل نقلها للبيئة الصعيدية, علي عكس مسلسل ادهشةب للنجم يحيي الفخراني علي سبيل المثال الذي وقع في سقطة درامية عندما نقل االملك ليرب لبيئة الصعيد رغم أن فكرة النص مخالفة تماما لطبيعة البيئة الصعيدية لأن النساء لا ترث الأرض في الصعيد. ويضيف أنه قام بتفكيك شخصية البطل الي3 شخصيات تمثل السمات الرئيسية لشخصية هاملت وتعبر عنها وهم االأبلهب الذي لا يمتلك القدرة علي فعل اي شيء ويكتفي بالمراقبة دون اي رد فعل, وهاملت المنتقم يتحدث كثيرا ولا يفعل شيء واخيرا الحائر الذي لا نعرف ما يجب عليه فعله لكن المفاجأة هي أنه هو من ينتقم ويقتل العم في النهاية, ويعبر عن حيرة هاملت بشكل كوميدي ساخر, مشيرا إلي أن اسم العرض االسيرة الهلاميةب له علاقة بالرؤية التي اعتمد عليها بالاتفاق مع المؤلف وفكرة البطل الهلامي اهراسب الذي يمثل النقيض تماما من أبطال السير الشعبية, فبطل السيرة شجاع ومقدام بينما هراس متردد وحائر وغير قادر علي الفعل. ويقول إن الموسيقي والغناء الحي كان من أكثر العناصر التي مثلت صعوبة في تنفيذها بالعرض, حيث كان من الصعب علي الموسيقين في البداية الاندماج في العرض مع الممثلين والتفاعل معهم ومع احداث العرض والمواقف المختلفة كما يفعل رواة السير الشعبية, وتطلب الأمر بعض الوقت في البداية لكن هذه الحالة أثرت العرض المسرحي وامتعت المتفرج واصبح الجميع جزء من الحالة واللعبة المسرحية, مشيرا إلي أنه اختار هذه اللعبة في االسيرة الهلاميةب لتكون اخر عرض يقدمه بطريقة الكوميديا دي لارتي لأنه يريد تقديم عروض مسرحية مختلفة خلال الفترة المقبلة. االسيرة الهلامية بطولة محمود المصري ومحمد إبراهيم ورأفت سعيد ويوسف سليمان ومصطفي السعيد وحسن عبد الله وبلال علي ومها حمدي وعمرو بهي ورامي عبد المقصود, تأليف الحسن محمد عن هاملت لشكسبير وتأليف موسيقي محمود وحيد وديكور مصطفي حامد وملابس هبة مجدي وأشعار عبد الله الشاعر واداء حركي سمير وجوليو وإخراج محمد الصغير وإنتاج فرقة مسرح الطليعة التابعة للبيت الفني للمسرح.