هناك طائفة من الكتاب يولدون كبارا, ويحصل الواحد علي لقب العملاق حتي بعد عمل أو عملين في بداية مشواره, أو ربما من أول مشهد, ومن هؤلاء الكتاب الكاتب الدرامي وحيد حامد الذي نحتفل اليوم بعيد ميلاده ال67. منذ أول مشهد في مسلسل أحلام الفتي الطائر, وأول لقطة في مسلسل أوراق الورد( عرض المسلسلان أواخر السبعينيات) تأكد للمهتمين والمتابعين أن هذا الكاتب كبير, ظهر هذا من تعلق الجمهور بالمسلسلين, خصوصا الأول, وأحبوا شخصية إبراهيم الطاير لدرجة أن قاتله في المسلسل لم يواجه صعوبات في حياته الشخصية لقتله البطل الذي أحبوه ولو علي الشاشة. كان من الطبيعي لفنان ذكي مثل عادل إمام أن يتمسك بهذا الكاتب الذي عمل معه علي مرحلتين, الأولي في الثمانينيات, والثانية في التسعينيات, واستطاع الثنائي في المرحلة الأولي أن يؤسسا لنجومية عادل إمام, ولو كان ذلك من خلال أعمال متوسطة القيمة, مقتبسة من أعمال أجنبية دون تدخل كبير, كما هو الحال في الإنسان يعيش مرة واحدة والهلفوت وغيرهما من الأفلام. خلال هذه المرحلة, كانت أفلام وحيد المهمة هي التي قدمها بعيدا عن عادل إمام, ويكفي أن نشير مثلا إلي البرئ الذي قدمه مع الطيب عام1986, عن عسكري الأمن المركزي البرئ المسكين الذي يستخدمونه لحماية النظام, وهو يتصور انه يواجه أعداء الوطن, وبالمصادفة تحدث ثورة غضب بين جنود الأمن المركزي عقب عرض الفيلم بشهر تقريبا. في المرحلة الثانية من تعاون وحيد إمام استطاع وحيد حامد آن يصل خلالها إلي درجة المعلمة, كما أن الله رزق الثنائي بضلع ثالث, ربما كان الأهم, هو المخرج شريف عرفة, وقدم الثلاثة معا خمسة أفلام هي الأبرز في تاريخ نجم الكوميديا, وهي التي نقلته من ممثل كوميدي ينافس سمير غانم ومحمد صبحي إلي نجم سينمائي لا ينافسه احد, وهي التي جعلته يري هذا البلد من فوق وكما نعلم فإن اللي يشوف البلد دي من فوق, غير اللي يشوفها من تحت خالص. كانت هذه الأفلام هي: اللعب مع الكبار, والإرهاب والكباب و المنسي, وطيور الظلام, والنوم في العسل وبعد هذه الخماسية تفرق شمل الثلاثة, وأصبح كل منهم في اتجاه وتفرغ حامد للأعمال الكبيرة والمهمة والضخمة والمثيرة للجدل قبل أن يبدأ هو في كتابتها, أو باختصار الأعمال التي تحمل مشروعا. قدم مسلسل اوان الورد الممنوع حتي الآن من إعادة العرض في التليفزيون المصري, وفيلم عمارة يعقوبيان الشهير, ومسلسل آلجماعة الذي كان أول عمل يتناول تاريخ جماعة سياسية بغض النظر عن أنها جماعة الإخوان المسلمين, كما قدم أعمالا ناعمة وجميلة مثل الصورة تطلع حلوة مع شريف عرفة1998, كما قدم فيلما مثل محامي خلع فقط ليثبت انه قادر علي مجاراة موجة الكوميديا لكنه لا يريد. بعيدا عن هذا قدم لنا وحيد حامد تحفة فنية أخري, هي ابنهمروان الذي نرشحه ليصبح مخرج مصر الأول في غضون عدة سنوات, الأستاذ وحيد حامد: كل سنة وإنت طيب.