منعت شهامة أهالي منشأة ناصر وقوع كارثة محققة عقب سقوط عقار مكون من6 أدوار, حيث هرع الأهالي بمساعدة قوات الحماية المدنية لإنقاذ العشرات من سكان العقار رقم2 في حارة الورشة بمنشأة ناصر بجوار المسجد قبل انهياره. كما كسروا أحد حوائطه عقب انهياره واخرجوا اثنين من المصابين وأسفر الحادث عن مصرع طفل وإصابة20 آخرين, بينما لا تزال أعمال البحث جارية علي قدم وساق للبحث عن ناجين. والتقت الأهرام المسائي عددا من شهود العيان وسكان العقار الذين شاهدوا الكارثة وانقذوا سكان العقار وأكدوا أنهم فوجئوا الساعة12.30 ظهر أمس بسقوط العقار وتدخلوا علي الفور وأنقذوا سكانه ونقلوا المصابين الي المستشفيات المجاورة لإسعافهم, بينما تضاربت أقوال شهود العيان حول صلاحية العقار. التقت الأهرام المسائي شاهدة العيان هالة صلاح27 سنة إحدي سكان العقار المنهار, التي أوضحت أنها تعيش مع زوجها عماد عنتر30 سنة بالعقار منذ5 سنوات وفوجئت بسقوطه بشكل مفاجئ في أثناء وجودها داخل شقتها وأنها نجحت في الخروج مسرعة من العمارة مع عدد من جيرانها قبل أن ينهار بشكل كامل, مشيرة إلي أن السكان كانوا يشتكون دائما من سوء حالة العقار ولكن كانوا يقيمون فيه لعدم وجود بديل, ومؤكدة أن حالة العقار كانت جيدة بالمقارنة بعقارات أخري بالمنطقة. أما شوقي محمد أحد الجيران ويقيم بشارع شرق السكة الحديد بجوار المنزل المنهار فقال إنه فوجئ عقب صلاة الظهر بسقوط العقار وتدخل مئات الاهالي بالمنطقة لانقاذ السكان واتصل آخرون بالحماية المدنية والنجدة والإسعاف, موضحا أن جميع المنازل بالمنطقة مقامة بشكل عشوائي ولا توجد لها تصاريح, ومؤكدا أن المنزل الذي سقط مقام منذ عشرات السنين ولا توجد له أساسات أو أعمدة وهو ما ساعد علي انهياره بشكل سريع. من جانبه, قال عمر مهران صانع أحذية ومقيم بالمنزل المجاور للمنزل المنهار بحارة التنجيزي إن العقار المنهار سقط في ثوان معدودة لأنه قديم وتم بناؤه بشكل عشوائي, موضحا أنه تدخل مع الجيران وأنقذوا عددا من سكان العقار والعقارات المجاورة التي تضررت نتيجة الحادث, وان العمارة المنهارة والعمارة المجاورة لها كانوا يطلقون عليها عمارة الوزير وأصحابها لا يعيشون فيها ويؤجرونها للأهالي وعدد من السكان إيجارا قديما وآخرين إيجارا جديدا. وفجر وجيه كامل نجل شقيق مالك العقار مفاجأة من العيار الثقيل, حيث قال إنه يقيم مع أسرته بالمنزل المجاور وأخلي عقب وقوع الكارثة العقار مع أهالي المنطقة وقوات الحماية المدنية, مشددا علي أن العقار كانت حالته جيدة وبرر الانهيار بحفر أحد سكان المنطقة أعماقا كبيرة بجانبه لإقامة برج, موضحا أن عددا من سكان عقارات المنطقة حرروا محضرا له منذ أسبوع ولكن لم يتحرك أحد أو يحقق في البلاغ, وأن أعمال الحفر تتم منذ3 أسابيع دون اي تصاريح. وأكد أن العقار بأكمله لم تصدر له أي قرارات سواء إزالة أو تنكيسا وأنه كان بحالة جيدة, مشيرا إلي قيام أحد ملاك العقارات الخلفية للمنزل ويدعي عبد الغفار النادي بأعمال هدم للمنزل وحفر باستخدام حفار في أوقات متأخرة من الليل من الساعة التاسعة مساء حتي السادسة صباحا لإقامة عقار سكني, وأنه السبب المباشر في تصدع أساسات العقار وأعمدته الخرسانية وسقوطه علي رأس قاطنيه. وفي العمارة المقابلة التقينا رفعت كامل صاحب ورشة سجاد, حيث سرد ان العمارة ملك عمه وجيه أحمد التهامي, وأن جميع المقيمين بها بنظام الإيجار القديم حيث توجد بالدور الأرضي4 محلات أحدها بقالة يعمل به عم حسن علي والثاني مسبك ملك احمد السيد والثالث ملك سناء محمد مخزن الومنيوم أما المحل الأخير فيستخدمه كمخزن خاص به وأضاف ان باقي الأدوار بكل منها شقتان, حيث يقيم في الطابق الأول جمال عبد الرحمن قهوجي وزوجته وثلاثة أطفال وفي الشقة المقابلة وصفي شوقي ترزي وزوجته اما الدور الثاني فتقيم به إلهام سعد ربة منزل ولديها بنتان كانتا خارج المنزل لحظة انهياره وعم عاطف عبد العظيم وزوجته والثالث يسكن في الشقتين عائلة واحدة وهم سمية مصطفي وشقيقها محمد موظف اما الطابق الرابع فيقيم به سباك يدعي محمد عادل وأسرته وعماد عنتر وزوجته. ويقول طاهر فاروق ترزي مقيم بالعقار المقابل للمنزل المنكوب إن وقت وقوع العقار كان عقب صلاة الظهر, مباشرة حيث كان وقتها يستعد لأداء الصلاة وعندما شغل موتور المياه فوجئ بصوت ارتطام قوي لا يستطيع وصف مداه فخيل له أنه ربما يكون الموتور انفجر. وبصوت يملؤه الحزن والأسي قال إنه خرج للخارج بعد ان اطمأن لعدم إصابته بأي مكروه لاستبيان الأمر فوجد العقار المقابل لمنزله وقد تسوي بالأرض وتحول في لحظات معدودة الي ركام. وأضاف أن العقار المنكوب تقيم به نحو12 أسرة وأن الأهالي هرعوا لرفع الأنقاض بمساعدة رجال الحماية الذين وجدوا صعوبة شديدة في دخول موقع العقار المنهار, حيث إن عرض الشارع لا يتجاوز الأمتار الثلاثة, مشيرا إلي أن اغلب عقارات المنطقة تم بناؤها منذ فترة كبيرة بدون أعمدة وبأسقف مصبوبة. وبصوت مبحوح يقول عم ناصر قرني53 سنة تاجر بلاط إن جميع ساكني العقارات المجاورة لم يتوانوا في تقديم يد العون والمساعدة في رفع أنقاض المنزل, مشيرا إلي أن أغلب المصابين تم انتشالهم من تحت الأنقاض أحياء ونقلتهم سيارات الإسعاف بسرعة الي مستشفي الشيخ زايد بن آل نهيان القريبه من موقع الانهيار. أما أم محمد ربة منزل فقالت إن عددا كبيرا من المتطوعين ساعدوا في انتشال أحد المصابين من كبار السن يدعي عم حسن صاحب محل بقالة ومازالت زوجته تحت الأنقاض وتقول انها سمعت صوت صراخ وعويل بعد الانهيار فأسرعت الي شرفة منزلها لمعرفة ما يحدث فلم تر سوي أعمدة من الأتربة زكمت انفها وبعد فترة بدأت الرؤية تتضح, حيث رأت المنزل المجاور منهارا والتقط زوجها عم غريب فاروق يعمل نجارا طرف الحديث قائلا إن الطابق الثاني تقيم به سيدة مسنة تدعي آمال الشهيرة بام سمير ولديها اثنان من الأبناء سمير ومحمد وشاءت الأقدار ان يكون أبناؤها خارج المنزل وقت سقوطه, وأكد أن قوات الحماية المدنية تمكنت من اخراجها وتتلقي العلاج بالمستشفي. وفجر عم غريب مفاجأة قائلا إنه شاهد بنفسه منور العمارة المنهارة غارقا في المياه, حيث كانوا يخزنون المنضدات والكراسي بإحدي الغرف لاستخدمها في إعداد إحدي موائد الرحمن بالمنطقة, مرجحا انها سبب في انهيار العقار المنكوب. وعلي احد الأرصفة يجلس أحد الشباب في حالة يرثي لها يبكي علي أطلال المنزل الذي ابتلع شقيقيه إلي أن طمأنه أحد أهالي المنطقة بأن شقيقيه خرجا في حالة جيدة وأنهما يتلقيان الإسعافات اللازمة بمستشفي الشيخ زايد, فهرع الي هناك للاطمئنان عليهما غير مصدق ما يسمعه.